حوارات ولقاءات

مع مسؤول سابق بالقصر الجمهوري حول فيلم (الأسرار الكبرى): الفيديوهات صحيحة بـاسـتثنـاء (..)

• صدى كبير وجدته حلقات قناة (العربية) عن البرنامج الذي بثته عن الحركة الاسلامية السودانية، بعنوان (الأسرار الكبرى) عن اخوان السودان، بالرغم من المفاصلة الباكرة بين الحركة السودانية والتنظيم الدولي للاخوان، والحلقات طرحت العديد من التساؤلات حول التسريبات التي حصلت عليها القناة، (الانتباهة) عرضت تلك التساؤلات على مدير الاعلام السابق بالقصر الجمهوري والاسلامي أبي عز الدين في الحوار التالي.

• بداية ما رأيك في تسجيلات الاسلاميين التي بثتها قناة العربية؟
ــ الفيديوهات كلها صحيحة، والكذب فقط في ربط الحركة الاسلامية السودانية بجماعة الاخوان المسلمين المعارضة، وبالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين، والذي كان يعمل ضد البشير وحكومته بصورة واضحة في آلاتهم الاعلامية.
• لماذا قرنت العربية بين الحركة الاسلامية السودانية والتنظيم الدولي للاخوان المسلمين إذن؟
ــ ربما يوجد سوء فهم وعدم اتضاح الرؤية لدى منتجي الحلقات، وربما ان المقصود هو التكسب من روح العداء لجماعة الاخوان المسلمين، فاراد بعض المسيسين ربطها زوراً وتزويراً بالحركة الاسلامية السودانية، رغم العداء الظاهر والمكتوم بين الجماعتين المتشددة والمعتدلة.
• كيف ولماذا عمل التنظيم الدولي للاخوان ضد حكم البشير؟
ــ عملت جماعة الاخوان السودانية ومن خلفها التنظيم الدولي للاخوان المسلمين بصورة واضحة وفاضحة ضد الحركة الإسلامية السودانية وضد المؤتمر الوطني وحكومة البشير كذلك لعدة أسباب، بداية هناك خلاف جذري قديم بين اخوان السودان والآخرين، وتلاه خلاف جذري بين الحركة الاسلامية المعتدلة وجماعات الاخوان التي كانت معارضة بصورة دائمة، كما أن تقارب حكومة البشير مع مصر خصوصاً في عهد السيسي قد أدى لاستعداء الآلة الاعلامية الاخوانية القوية في (الجزيرة وميدل ايست آي والشرق والعربي وعربي٢١) وغيرها ضد البشير، وكان ظاهراً بوضوح ويومياً دعم الجزيرة مباشر للحراك الثوري ضد البشير.. كما أن قوة العلاقة بين حكومة البشير وكل من السعودية والامارات في السنوات الأخيرة، أدت لمحاربة جماعة الاخوان المسلمين حكومة المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية السودانية، ولذلك تجدون العداء السافر من طرف تجمع المهنيين الشيوعي وأحزاب قوى الحرية والتغيير لمصر والسعودية والامارات، وتعدتها كذلك لروسيا والصين بحسبان أن هذه الدول الخمس كانت صاحبة أقوى العلاقات مع الإسلاميين المعتدلين في السودان، وخصوصا في السنوات الأخيرة.
• من وراء تسريبات تسجيلات اجتماعات الإسلاميين؟
ــ هناك الكثير من السيناريوهات المحتملة، ولا ننسى ان من ضمنها ان بعض الاجهزة النظامية قامت باحتلال العديد من مقار الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني، وتم إعلان الاستيلاء على مقر المك نمر منذ عدة اشهر، بالاضافة لذلك هناك الضعفاء امام المال داخل اي تنظيم وحزب.
• بعض الاسلاميين تحدثوا عن اختراق اجتماعاتهم.. من لديه القدرة على ذلك؟
ــ لا توجد جهة لديها القدرة على اختراق اجتماعاتهم سوى جهاز الامن والمخابرات، وربما كان مديرو الجهاز يحضرون هذه الاجتماعات، واساساً في كل السنوات المذكورة لا يوجد لجهاز الامن سوى مديرين اثنين فقط.
• تقصد الفريق صلاح قوش والفريق محمد عطا فضل المولى؟
ــ لا اظن ان هناك من تولى ادارة جهاز الامن غيرهما في فترة التسجيلات المذكورة.
• ثمة تفسير بأن نشر التسجيلات يدل على صراع اجنحة وسط الاسلاميين؟
ــ صراعات الاجنحة دون شك كانت هي الاكثر ضرراً على تجربة الإنقاذ من الفساد نفسه، ولكن هذه الصراعات بدأت تتلاشى بصورة واضحة جداً، حتى ما بين التيارات التي تحولت لاحزاب منفصلة، وذلك عقب انقلاب أبريل الماضي، والهجمات العلمانية المتتالية لجميع الاسلاميين، بل ولجميع التيارات المحافظة في البلاد.
• ما هي الغاية من نشر تلك التسجيلات؟
ــ اذا كان التسريب داخلياً، فالغاية من النشر هي توريط منتجي قناة العربية أنفسهم، فالكثير مما تمت مشاهدته، وبالرغم من ان بعضه صادم ولو كان معلوماً، فإن الكثير منه يوضح ان هذا التنظيم لم يكن يعتمد على السمع والطاعة المطلقة، وان هناك من بداخله من كانوا يرفضون الفساد ويجاهرون بذلك امام رئيس الجمهورية، وبعض هذه التسجيلات منها اللقطات التي تحتوي على نقد داخلي قاس جداً، وايضا رفض الكثيرين لنهج السيطرة الخانقة وعدم محاسبة المفسدين، بل وتكبير عضوية الحركة حين قرر مسؤولها عدم ترشيح البشير وكل من معه استجابة لاصوات شباب الحركة.
• ما هي دلالة توقيت نشر التسجيلات؟
ــ ربما اراد بعض الخصوم توجيه اتهامات سياسية لاشخاص بعينهم كانت لهم تصريحات صادمة في الماضي فكان هذا النشر تهيئة نفسية لقبول ذلك.
• ماذا تقصد ؟
ــ ربما تتهيأ جهات سياسية لمقاضاة بعض الخصوم المعتقلين، فرأت ان تتم التهيئة عبر نشر بعض تصريحاتهم الداخلية في اجتماعات الشورى الداخلية.
• هذا يعزز فرضية النشر الداخلي بغرض التضحية ببعض القيادات لصالح تنظيم الحركة الاسلامية؟
ــ قناة العربية لديها التسجيلات كاملة فيما يبدو، ولكنها نشرت فقط ما يطابق اجندة منتجي الحلقات من السودان. اما التضحيات فمن الافضل التضحية بكل مجرم او فاسد بدون استثناء من أجل المصلحة العامة، وهذا ينطبق كذلك على جميع الاحزاب والقوى السياسية في الساحة، فهناك من كانت تجاوزاتهم ومخالفاتهم خارج البلاد طيلة هذه السنوات.
• ما هي الأضرار التي الحقتها التسجيلات بالحركة الاسلامية؟
ــ من الاضرار التدليس بربط جماعة الاخوان المعارضة بالحركة الاسلامية السودانية وشتان ما بينهما، ولا توجد اضرار على الحركة من النشر، بل هي مكاسب من النشر، وانما تقع الاضرار على بعض الأسماء فقط من جملة من ظهرت احاديثهم.
• وصف الاسلاميون التسجيلات بالنقد الذاتي.. اما خصومهم فقد نعتوها بانها كشفت زيفهم وزيف شعارات الاسلام التي رفعوها ثلاثة عقود؟
ــ النقد الذاتي لم يتوقف ابداً ممن لديهم ضمير يقظ، وخاصة من شريحة الشباب، التي لم يكن يعجبها عموم النهج، اما موضوع زيف الشعارات فكل انسان ينتمي لجهة لديه نوايا مختلفة عن زميله، ونفس زيف الشعارات نجده كذلك من القوى التي تدعي الحرية والتغيير، حيث رفعت شعارات زائفة ومدغدغة لمشاعر الجماهير طيلة ثلاثة عقود، وسقطت بمجرد استيلائها على الحراك الثوري للشارع السوداني.
• لماذا تخرج أسرار الإسلاميين للعلن، بخلاف الأحزاب العقائدية الاخرى كالحزب الشيوعي السوداني مثلاً؟
ــ بل كل أسرار وخلافات وتفاصيل الحزب الشيوعي معلومة، وقد انشقت منه عدة حركات، ولكن لأن عدد منسوبيه لا يقارن بعدد منسوبي التيارات الاسلامية والمحافظة مثل الحزب الاتحادي والحركة الاسلامية وحزب الأمة، فإن الصدى الاعلامي لها عادة ما يكون طفيفاً، بالإضافة لذلك عدم اهتمام اعلام التيارات الاسلامية والمحافظة بنشر الأسرار التي يعرفونها عن الطرف الآخر وبالوثائق والأدلة الصوتية والمرئية، كما يفعل الإعلاميون اليساريون ويعشقون.

حوار/ ندى محمد حمد
الانتباهة