ابو ضفيرة: انتهى الاعتصام بفضه بقسوة وفشلت الأحزاب في حماية المعتصمين ثم استولت على السلطة ولم تحقق شيئا
إيجابيات اعتصام القيادة: صلاة الجماعة ، الصبر ، النظافة ، النظام والتعاون. ولكي يقتنع القاريء بالشيء السلبي الذي أريد ذكره هنا فيما يتعلق بالاعتصام فعليه قراءة هذا المقال بعناية ليعرف ما لا يعرفه غيره فيكون عارفا وغيره لا يعرفون. قلت : “أهم اجتماع في تأريخ الإنسانية هو الذي أخبر فيه الله تعالى الملائكة عن عزمه على خلق الإنسان في الأرض. وقد اشتمل سياق هذا الخبر على إشارة إلى أكثر المفاهيم والإجراءات تقدما ألا وهي: الزعامة والأتباع (وهذه تشكل الجماعة) والتداول وحرية الفكر وحرية التعبير (بل واجب التعبير عن الرأي) والجدل بالأدلة، واتخاذ القرار النهائي. كل ذلك في كلمات موجزة: “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون”.
إن العمل بكل هذه المفاهيم والإجراءات قبل خلق الإنسان في ذلك الاجتماع بشأن خلقه هو إشارة إلى واجبه التزام العمل بذلك بعد خلقه. أما واجب التعبير عن الرأي فهذه إشارة إلى سكوت إبليس عن الإفصاح عن رأيه في الأمر الذي عرض على الجماعة وقيام الملائكة بذلك لكي لا يكتموا الشهادة وليستحقوا رتبة أن يكونوا في الملأ الأعلى عند الله تعالى.
وحين اختلفوا في كفالة مريم بعد وفاة والدها اقترعوا حسما للخلاف فكانت كفالتها من نصيب زكريا عليهما السلام. وكذلك اقترعوا لإلقاء أحدهم في البحر لتفادي غرق مركبهم. فلما وقعت القرعة على يونس عليه السلام أجمعوا على إعادتها لتفادي إلقاء الرجل الصالح في اليم فوقعت عليه مرة أخرى وثالثة ثم داهمهم الوقت فألقوه مرغمين عملا بنتيجة الاقتراع. وفي هذه الحادثة الأخيرة مفهوم الإجماع وهو إجراء متقدم لاتخاذ القرار. والنص عن الاقتراع للكفالة هو: “وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون”. والنص الآخر هو: “فساهم فكان من المدحضين”.
إن كل هذه المفاهيم والإجراءات المتقدمة أخذتها الديمقراطية من الله تعالى ولا صلة بينها وبين مفهوم الديمقراطية فهذا اللفظ يشير إلى من له السلطة ويحدد أن ذلك هو الشعب وليس الرب أو جهة أخرى غير ذلك. والكلمة كما هو معلوم تتكون من لفظين معناهما سلطة الشعب أو حكم الشعب ولا صلة لهذين اللفظين بالاقتراع وحرية الرأي وحرية التعبير عنه وبمفاهيم الشورى والإجماع والتداول كما سبق بيانه. وكل هذا قد أخذه النظام الديمقراطي من الله تعالى الذي أشار إليه في القرآن الكريم قبل أن يخلق الإنسان.
ويخلط كثير من المسلمين بين الديمقراطية وبين المفاهيم والإجراءات التي أخذتها الديمقراطية من الله تعالى الذي علم الإنسان كل ما يعلم. ومن خلط كثير من المسلمين في هذا الصدد ترديدهم عبارة “الديمقراطية الإسلامية”. والإسلام الذي يعطي السلطة للقرآن الكريم كتاب الرب هو مفهوم مختلف اختلافا جذريا عن مفهوم الديمقراطية التي هي سلطة الشعب وحكمه. والمفارقة الكبرى هي أن ما هو نظام في عبارة “النظام الديمقراطي” هو ما أخذته فكرة الديمقراطية من الله تعالى من إجراءات الاجتماع والتداول وحرية الفكر وحرية التعبير عنه وواجب التعبير عنه والاقتراع وهذه ليست لها صلة كما سبق بيانه بكلمة ديمقراطية وبذلك فلا صلة لهذه الكلمة بمفهوم النظام. إن معناها هو أن سلطة الحكم والتشريع تكون للشعب لا لجهة غيره قرآنا او غير ذلك وإنما أخذت الديمقراطية كل تلك الإجراءات من الله تعالى لتحقيق ذلك المفهوم ألا وهو سلطة الشعب. أي رفضا لسلطة الرب ممثلة في القرآن الكريم. ومعلوم أن الديمقراطية المتأخرة نشات في سياق رفض سلطة الدين في الفكر العلماني. فالديمقراطية هي بنت العلمانية التي تحقق في الواقع هذا الفكر الموجود في الأذهان والكتب.
والأمر التقدمي الذي رفض الفكر الديمقراطي أخذه من الله تعالى هو مسألة وحدة الجماعة والزعامة ووجوب التداول والاتفاق والاختلاف في إطار الجماعة الواحدة بقيادة الزعيم الواحد وحسم الخلاف بالاقتراع والإجماع أو ترجيح رأي الزعيم والأخذ بما عزم عليه بعد التداول. وكل هذا أشارت إليه نفس الآية قبل خلق الإنسان وعرضه الله تعالى على الجماعة وتداولت بشأنه واستمسك الرب بقراره بعد التداول. ومعلوم أن في كل القرآن الكريم حزبين فقط واحد منهما غير مصرح له بالعمل مع أنه بمعنى من المعاني هو الأكثر نشاطا وعملا وهو حزب الشيطان. والحزب الذي اوجب الله تعالى عليه العمل هو حزبه هو حزب الرحمن بهذه المفاهيم والإجراءات المتقدمة التي أشار إليها القرآن الكريم قبل خلق الإنسان وهو أكثر شيء جدلا.
يتبين بهذا الإثبات المنطقي العلمي أن أبرز سلبيات الاعتصام هي قيام المصلين الصابرين المؤمنين بالمطالبة بحكومة مدنية ديمقراطية تخالف اعتقادهم لأن الديمقراطية لا تعني إلا أن المشرع هو الشعب وليس ربهم الذي يدعونه في صلواتهم لينصرهم على عدوهم الذي أفسد باسم الدين. ثم انتهى الاعتصام بفضه بقسوة وفشلت الأحزاب في حماية المعتصمين ثم استولت على السلطة ولم تحقق شيئا من مطالب الثورة والثوار وهي اليوم تحاور حزب المؤتمر الوطني طلبا للمصالحة”.
د. صديق الحاج أبو ضفيرة
جامعة الخرطوم.
هذا الرجل احيانا يقول كلاما لاتعرف هل هو جهل منه او انه يتعمد ذلك
لاحظ هنا يقول :أهم اجتماع في تأريخ الإنسانية هو الذي أخبر فيه الله تعالى الملائكة عن عزمه على خلق الإنسان في الأرض. وقد اشتمل سياق هذا الخبر على إشارة إلى أكثر المفاهيم والإجراءات تقدما ألا وهي: الزعامة والأتباع (وهذه تشكل الجماعة) والتداول وحرية الفكر وحرية التعبير (بل واجب التعبير عن الرأي)
اولا يا دكتور لله المثل الاعلى ، ولايمكن ان يكون حواره مع الملائكة مثلا ان ننزله كحوار الانسان مع الانسان فلله المثل الاعلى كما قلنا .
وثانيا هذا خطأ ان يقال اهم اجتماع فالله لا يجتمع مع اي مخلوق من مخلوقاته مهما عظمت مكانتها ان كانت ملائة او انبياء .. وثانية خطأ ان تقول في تاريخ الانسانية لان ذلك الوقت لم تكن الانسانية خلقت قط ..ولايمكن تنسب حدث الى كائن لم يكن مخلوقا ، يمكنك ان تقول انه اجل واعظم خلق كان خلق الانسان و.وباقي الاية لم يشاور الله عز وجل الملائكة وانما ابلغهم امر سيكون كما ابلغ انبيائه ورسله فيما بعد بحادثات كثر . والدليل ان ابلاغ الله للملائكة امره انه خالق بشر لم يكن لشورى انه لم يسالهم ماذا انتم فاعلون ولم يكن ليتراجع عن امره هو اراد فعله لو ان الملائكة اعترضوا وفعلا اعترضوا ولكن كانت الاجابة اني اعلم ما لا تعلمون فاذا يكون هذا ليس بمثابة اجتماع للشورى ..
ولكن عليك ان تاخذ المثل من امر الله لنبيه وقال له وشاورهم في الامر ..وامرهم شورى بينهم ..لكن ارادة الله لا يضرب بها مثل على انها شورة ..اي علم تعلمت واي دكتوراة اخذت