موازنة السودان تبقي على دعم القمح والغاز وتدعو للرفع التدريجي لدعم الوقود

كلامك صحيح يا اخ محمد السناري كل الاحزاب السياسية عندنا بتتاجر في الشعب السوداني لاننا دولة عالم ثالث احزابنا متخلفة وحكوماتنا متخلفة وشعوبنا متخلفة ففي زمن الانقاذ كل شيء للمعارضة كان جائز سواء التمرد المسلح وقتل وتدمير حياة المواطنين وتشريدهم وتدمير قدرات الاقتصاد وعرقلة عمل الحكومة في التنمية وتخريب منجزاتها هذا كله يفعلوه ضد قدرات البلاد وضد ممتلكات الشعب السوداني بدعوى المعارضة في حين ان عملهم في التخريب يعد جريمة ضد الوطن وضد الشعب السوداني ويعد من الخيانة العظمي ونفس الشيء يمكن ان يفعله اهل الانقاذ السابقين الان وربما يعارضوا بنفس الطريقة الخطا فالتخلف عندنا شامل للجميع وهذه الاحزاب المتخلفة تستغل جهل المواطن وعدم قدرته على التمييز فتخلط عليه الامور فكل حزب يجعل بعض اشعب يقف الى جانبه والكل يمارس الصراخ في الحياة السياسية حتى يجد له موطئ قدم فلا افكار سليمة ولا برامج ناجحة ولا خطط فاعلة لذلك دوما يكون الوطن والشعب هو الضحية . لكن الشعوب الان بدات توعى وتتململ من عمل مثل هذه الاحزاب فراينا الشعوب ثارت على الاحزاب في العراق وثارت عليها في لبنان وربما نثور عليها نحن في السودان فقط ربما لم يحن الوقت لذلك فالشعب سيكون مراقبا ولو لم تصلح احزابنا امر نفسها فسيلفظها هذا الشعب الى مزبلة التاريخ قريبا .

لكن علبنا الان كشعب ان نراقب بوعي عمل اي حكومة تاتي لادارة حياتنا ولا يحب ان نكون دائما في خانة المناكفة والمشاكسة فاي حكومة يجب ان نعطيها فرصة لتقدم ما عندها فبعض الحلول ربما تاتي بالخير لبلادنا مثل مسالة رفع الدعم فلو تم رفع الدعم والتزمت الحكومة بمعالجة كل سلبياته الناتجة ببرامج وخطط مصاحبة فلن يحدث لنا سوء وانما سيكون رفع الدعم خيرا لبلادنا فبلادنا فيها على الاقل 5 ملايين اجنبي ففي حالة الدعم لو حسبنا متوسط ما يستغله الاجنبي من دعم الحكومة في وسائل النقل والترحيل والخبر فسيكون في المتوسط في حدود 20 جنيه مضروبة في 5 ملايين اجنبي مضروبة في ايام السنة 365 يوم فسيكون جملة المبلغ السنوي الذي يستهلكه الاجانب من ميزانية الدولة يساوي 36.5 مليار جنية (بالجنيه الجديد) فكم يكفي هذا المبلغ من الاسر الفقيرة ؟؟؟ ولو عندنا 3 ملايين سيارة خاصة في كل السودان (اقول سيارة خاصة وليس سيارة تجارية) متوسط استهلاك كل سيارة جالون بنزين واحد في اليوم وتدعمه الدولة بمبلغ 90 جنيه (باعتبار ان سعر الدولار 90 جنيه وليس سعر التجنيب من الصادر وهو 45 جنيه (سعر الصادر منخفض ويضر بالمصدرين مما يعرقل التصدير ويمنع ادخال عملات صعبة للبلاد) وجالون البنزين يكلف دولار وثلث ) ف 3 ملايين سيارة مضروبة في 90 جنيه للسيارة الواحدة مضروبة في 365 يوم تساوي 98.55 مليار جنية بالجديد فهل تعلم ان هذا المبلغ يقارب نصف الميزانية وكم يكفي هذا المبلغ من الاسر الفقيرة ؟؟؟ هذا بخلاف ما تجنيه شعوب دول الجوار من تهريب السلع المدعومة اليها بفعل المهربين وهناك 5 دول فقيرة من حولنا تعتمد على بضائعنا المدعومة والمهربة اليها بدرجة كبيرة .

خلاصة القول اننا يجب ان نعارض بوعي وان نبني ولا نخرب وان نصلح ولا نفسد فان لم نتخلص من الدعم فستنهار الدولة وينهار اقتصادها فالدولة عليها ان تعطي الموظفين مرتبات كافية وان تدعم الاسر الفقيرة (وثلثي الشعب السوداني فقراء) وان تعتمد مصروفات على الصحة والتعليم والامن والتنمية فمن اين ستاتي الحكومة بالمال لو لم يزال الدعم ؟؟؟

وازالة الدعم يستوجب على الدولة ان تعمل على بناء دولة منتجة وليست مستهلكة حتى لا نقع مستقبلا في مثل هذه المطبات ويجب ان تكون هناك استراتيجية لتفريغ العاصمة من السكان بنقل الجامعات المكدسة فيها الى الاقاليم ونقل معظم المصانع الموجودة فيها الى الاقاليم لان الاقاليم هي مكان الانتاج وعماد الاقتصاد السوداني لذلك يجب نقل حركة السكان الى هناك فالعاصمة هي مكان للادارة فقط وليس مكان للانتاج هذا اذا كنا جادين وحريصين على بناء دولة منتجة متقدمة ومقتدرة وقوية .

فلننظر للمستقبل واين سنضع ارجلنا حتى تنمو بلادنا ويزدهر مستقبلنا فكثرة الجدال والفوضى الكلامية والمشاكسات والمناكفات والمكايدات السياسية لن تبني لنا وطنا ……