عزمي عبد الرازق: ما الذي سيحدث في الأيام القادمة؟
قبيل الإجابة على هذا السؤال المربك، ثمة سيناريو غامض بلا شك يتحرك تحت العتمة، من خلال كثافة دعوات الزحف الأخضر، والجهة التي يتعين عليها أن توقف ذلك الزحف، لكن قوى بالإسم لم تتبن تلك الدعوات، بشكل يؤذن بتحرك كامل شتات التيار الاسلامي تقريباً، وجهات أخرى وجدت نفسها مجبرة على التنسيق، منها الولايات التعيسة المحبطة، والجبهة الثورية، والمعزولين بين قنطرتين، والصحف المهددة بالتصفية، والانسان المهمل، على اعتبار أن المعركة باتت معركة وجود، دعك من جمع علي الحاج ونافع وموسى هلال وأحمد هارون وجبريل إبراهيم في فراء مصيبة واحدة، ولربما انقطعت الأنوار المعلقة على جسر قادة تجمع المهنيين، بتعزيز خيار الانتخابات المبكرة، على الأقل، عوض الانكسار الكامل، خصوصاً وأن الحكومة الانتقالية أسهمت دون قصد ربما في استعداء بعض الداعمين والمحايدين والصامتين على حد سواء، من خلال البطء في معالجة الملفات الضرورية وتجاهل المعاناة المرعبة داخل البيوت، الأفق مسدود بالمرة، والأمل حائر ممحون،.
خذ في الاعتبار كذلك عودة حمدوك من رحلة أمريكا بفتيل حريق المدرة كول، وركل علبة صلصة الدعم الدولي إلى أبريل وانحسار حماس المحور السعوراتي بما يجرى بالداخل، أو التدخل بجر الرباط الخانق ” دعوه يفشل دعه يموت” فضلاً على التوحش الذي يمارسه الدولار على ” سيدي البدوي” وشل أفكاره، كما أنه يصعب تجاهل اعتقال معظم رجال الأعمال بما فيهم وجدي ميرغني والرجل الأخر الذي وهب تجمع المهنيين مقر (قاردن ستي) ومن ثم تلطيخ ذلك الجدار المتصدع بالكتابة المتحدية، وانتهاك رمزية أسوار القصر الرئاسي، إلى جانب الخيبة الأخرى في استعادة النقابات الفئوية، وشرخ استقالة محمد عصمت، كتيار طامح، من خلال ضرب الثقة بالشكوك المتفجرة إلى حد التخوين، وتعويل الجيش على الحركات المسلحة، بصورة لابد أنها سوف تقلص حصة قوى التغيير داخل السُلطة، في أقرب صفقة جديدة مباركة من الرجل الأبيض.
ثمة سيناريو مربك، يصعب القطع فيه بما سيحدث بالضبط( غير المتوقع يحدث دائماً) ، وفقاً لمثل فرنسي شائع استخدمه الكاتب أندريه موروا عنوانا لإحدى رواياته، وحتى إذا تعاملنا مع افتراض مؤامرة وسيناريوهات مطلوب منها أن تنتهي إلى نتائج محددة، فمن هو اللاعب الفاعل الذي يضمن حصوله على تلك النتائج دون أن يجهضها آخر؟.
يعتبر قائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي تحديداً في عرض النفوذ الرئاسي المهتاج بمثابة المتادور، أو بالأحرى قد ترجح تحيزاته كفة الحلفاء الجدد، فهو على ما يبدو يقضي أيامه الأخيرة مع الشراكة المؤقتة، ويعلم جيدا أن لجنة نبيل أديب التي تتعرض لضغط عنيف سوف تلف الحبل على رقبته حتى وإن لم تود ذلك، وبالتالي ربما يسعى الرجل إلى البحث عن حليف مؤمتن، أما البرهان فهو يعاني من ذات المعضلة. فيما يبدو كذلك أن الزحف الأخضر ليس مطلوبا في حد ذاته، وإنما مجرد بروفة لتحرك قادم، كشتاء ( جيم اوف ثرونز) خصوصاً وأن الحملة الدعائية أفلحت إلى حد كبير في بروز أنياب التيار الذي انتقل من خانة الدفاع إلى خانة الهجوم مؤخراً .
وفي وقت تتناقص قوة تجمع المهنيين داخل السلطة، حتى بدا كمن فقد ريشه في البرد فإن معركة الجهة التي تغذي غضبة الزحف ماضية إلى أنهم لن يخسروا شيئاً وبإمكانهم الدعوة لجولات ومواكب جديدة، في أي مكان وزمان، وتجريب كل ألاعيب المدافعة السياسية، بما فيها الزحف الأزرق والاضراب، وتعطيل الحياة عموماً مرة أخرى، وهو غالباً سيفضي إلى ساعة مضاربة حرجة بكل تأكيد .
عزمي عبد الرازق
تحلم بس يا كوز، تاكد تماما ان زمن الكيزان ذهب إلى الأبد وبلا رجعة في السودان
حكومة حمدوك مدعومة بقوة داخليا و خارجيا, ولن تسقط لأنها أفضل سيناريو متاح, كل الخيارات الأخري مجرد تلويح بكروت ضغط ,bluffing و محاولة مساومة حمدوك و التأثير علي أجندته,
الكيزان أملهم الوحيد انقلاب غسكري تقوم به عناصرهم في الاجهزة الأمنية, ولن يكترثوا للعالم الخارجي- خلاف حواضنهم السابقة, و قد ينجح في حالة واحدة فقط تعتمد علي ما سيحدث في سلام جوبا وهل هو تواطؤ بين عسكر الانتقالية و الجبهة الثورية للهيمنة علي المشهد السياسي و تهميش قحت و الآخرين. السيناريو ده قبلة الحياة الوحيدة لعودة الكيزان للواجهة بقوة – فقط لا غيره, و عمليا ستدور عجلة الطريق لحرب أهلية, وسيعود الدفاع الشعبي للمشهد بقوة, اعتقادي غزل العسكر و الثورية هو الآخر تلويح أجوف bluffing للحصول علي مكاسب أكبر, الحلو بوعيه و خبرته هو من سيكون له شأن عظيم في مستقبل السودان, وأتمني أن يدلي آخرون بدلوهم,
بالنسبة لانتخابات مبكرة, ليس لديك امكانية لا سياسية لا مادية لا لوجستية لا أمنية لن تحدث اطلاقا,
بالنسبة لانقلاب عسكري بعيدا عما يتمخض عنه سلام جوبا, مرفوض بعنف داخليا و يستحيل تسويقه قاريا أو دوليا, لن يحدث,
بالنسبة للتيار “الاسلامي العريض” فهو أشواق أكثر منه واقعية و جحر لدعغ منه الكثيرون من قبل و لن يرهنوا مستقبلهم السياسي بشريك معطوب و مخادع لفظه الشعب بقوة’.
فكرة الزحف الأخضر تمخضت من معاناة الشعب ومن كل الأساليب التي مورست من قبل القحاتة منذ فرض أنفسهم علي مقاليد السلطة في البلاد
الزحف الأخضر هو فتيل الانفجار الكبير القادم.
هناك خائفين من الزحف الاخضر وهذا حقهم وخوف مشروع.لكن والي يوم بكرة والأيام القادمة الكل يجب بأن يعرف مطر الغضب لن يكون بلونه المعتاد.
والأيام لم تكن هي بالامس والحشاش يملأ شبكته. والسجال سجال..
ود بندة لن يكون وجود فى الحياة السياسية للكيزان فى المدى القريب او البعيد نهايتكم يا بنى كوز موتوا بغيظكم