عبد الرحمن الصادق .. اعتذارك هل يفيدك ؟
ردود أفعال واسعة حظي بها اعتذار مساعد الرئيس المعزول السابق البشير اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي للشعب السوداني عن مشاركته في نظام الإنقاذ، واعترافه بخطأ قبوله بمنصب مساعد الرئيس، وأعلن جاهزيته لأي مساءلة قانونية.. وشغلت خطوة حفيد المهدي مجالس المدينة والأوساط السياسية، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي مابين مؤيد للخطوة، ومن يرى أن نجل الصادق يستوجب المساءلة عن مشاركته السابقة مهما اعتذر او اعتراف، فيما ذهب آخرون للبحث عن ما وراء الاعتذار؟.
بيان الغفران
وفي بيان له أعلن مساعد رئيس الجمهورية السابق اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي أمس الأول عن اعترافه بخطأ قبوله لمنصب مساعد الرئيس في الحكومة السابقة، والذى ابتدره بقوله (اعترف بخطأ قبول المنصب في نظام انقلب على الشرعية الديمقراطية وارتكب مظالم كنت حيناً ضمن ضحاياه)، موضحاً في البيان بانه يرجو أن تكون نيته مطية لغفران الله له، وأن يكون اعتذاره هذا مقبولاً للشعب، وإنه على استعداد لقبول أية مساءلة قانونية، ناصحاً الآخرين أن يفعلوا ذلك وأن يتجنبوا معاندة إرادة الشعب مفجر الثورة، كاشفاً على أنه وعند اندلاع ثورة ديسمبر لم يستحسن القفز من المركب الغارق والإساءة لركابه من حلفاء الأمس.
قدوة للآخرين
القيادي بالأمة القومي عروة الصادق رأى أن خطوة عبد الرحمن هي إدراك للخطأ الذى وقع فيه، خاصة وأنه أبدى استعداده للمساءلة، واعتبر عروة هذه محمدة له وقدوة للآخرين بان يحذوا حذوه في الاعتذار، وأكد أنه واثق من أن عبد الرحمن المهدي ليس لديه الرغبة والتطلع لأي منصب في حزب الأمة، ومن خلال حوار سابق معه يقول عروة إن رغبة عبد الرحمن الآن هي أن يتواجد بالقوات المسلحة، واستدرك عروة فى حديثه لـ(آخرلحظة) أن كيان الأنصار أيضاً لديه نظرته تجاه اللواء عبد الرحمن المهدي، على خلفية مشاركته السابقة والتي اعتبرها إساءة بالغة للكيان، مما جعل الكثيرون يسخطون من الكيان، وأضاف هذا سبب كافي ليكونوا معارضين لعودته من جديد لقيادة الحزب، وأشار عروة إلى أن الأمة القومي ليس هو الحزب القديم، فالآن هو في التأسيس الرابع واختيار قيادته تأتي بالانتخاب وتقوده قيادات مؤهلة.
خلافة الإمام
المحلل السياسي أبوبكر عبد الرازق يرى أن ثقافة الاعتذار لغة جديدة ترسي شيئاً من الاحترام، ولكنه يقول إن الإمام الصادق أقحم ابنه في المشاركة مع النظام السابق وكان مدركاً تماماً ان ابنه سيرث من خلفه قيادة الحزب، ويضيف عبد الرازق لـ(آخرلحظة) بوعي سياسي كامل أعده ـ أي الإمام ـ إعداداً مبكرا ليتعرف على دهاليز الحكم والسياسة واجراءاتها المختلفة، مستنداً إلى تجارب الحركة الإسلامية عندما شاركت نظام نميري، ويذهب إلى أن عبد الرحمن قدم اعتذاره بوعي وليس ندماً علي ما سبق، بل هو استدراك لما سوف يأتي، لأن مشاركته تصب في تجربته للاستعداد للحكم .
جس نبض
فيما لم يذهب المحلل السياسي واستاذ العلوم السياسية البروف حسن الساعوري عن حديث عبد الرزاق كثيراً، واصفاً الخطوة بأنها مبادرة شخصية من اللواء عبد الرحمن المهدي يعتذر فيها مباشرة ويعلن استعداده للمحاسبة لأنه لم يرتكب بحسب وجهة نظره خطأ، و يستدرك الساعوري لـ(آخرلحظة) بالقول: إن هذه المبادرة التي أعلنها في شكل بيان تحمل هدفين أولا هدف واضح وهو توجيه رسالة للآخرين الذين شاركوا فى الفترة السابقة تمهيداً لاعترافات العدالة الانتقالية والمحاسبة، والهدف الثاني هو هدف ضمني وجس نبض لبداية مشروع التأسيس والميراث لقيادة حزب الأمة القومي، ومحاولة لإعداد الراي العام لقبول خلافته لوالده الإمام المهدي في قيادة الحزب .
انتقادات وتعقيب
بينما شن مدونون ونشطاء في منصات التواصل الاجتماعي هجوماً عنيفاً علي اللواء عبدالرحمن الصادق المهدي عقب خطاب الاعتذار الذي دفع به عن مشاركته في الحكومة السابقة، وعلق أحدهم علي الخطاب الذي تم تداوله علي وسائل التواصل الاجتماعي قائلا: (اعتذارك مابفيدك والعملتو كان بايدك)، بينما سخر آخر من خطوة المهدي وطالبه بإعادة كافة النثريات والمخصصات التي حصل عليها خلال فترة توليه منصب مساعد البشير، وعد نشطاء ومدونون خطوة عبد الرحمن الصادق محاولة منه للعودة للحكم مجدداً عبر بوابة حزب الأمة القومي الذي يتزعمه والده.
وعلق الكاتب الصحفي صديق دلاي علي صفحته بـ(فيس بوك) بأن ما حدث يعتبر (طبخة نية) يعدها الإمام ومن حوله، موضحاً أن هذا شأن حزبي لا علاقة لنا به، إلا في حدود ما يمس ثورتنا المظفرة، ومن حيث تأمرنا الثورة بتحريض شباب حزب الأمة على رفض هذا الاعتذار، وهو عبارة عن مقدمة لترحيل عبد الرحمن المهدي من كابينة الإنقاذ إلى رئاسة الأمة تجاوزاً لكل الشرفاء والنبلاء الذين ضحوا من أجل الثورة والتغيير، ويمضي دلاي في القول: إن الخطاب معد بدقة ليؤدي غرضه، ولكن حتى هذه اللحظة تم رفض الاعتذار بصورة قوية لا تنفع معها أي تسوية، وإن كان بالفعل لفهم مدى تحمل القاعدة الحزبية لظهور عبد الرحمن المهدي في القيادة، فمن الواضح أن المهمة صعبة جداً، وإن كان بالإمكان سحبها، ولعلهم الآن يفكرون وغالب الظن ستمضي الأمور نحو فرضه بكل الوسائل.
نقد ذاتي
الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي السفير إدريس سليمان يقول إنهم بالحزب أول من بادروا بتقييم التجربة عبر النقد الذاتي، وأضاف لا أريد أن أعلق علي بيان عبد الرحمن المهدي، لكني اشير إلى أننا قد مارسنا عمليا نقدنا للتجربة السياسية السابقة، ومازلنا ندعو الآخرين لتقييم كل فترات العهد الوطني منذ الاستقلال وحتي الآن، خاصة الأداء السياسي، سواءً من الأحزاب أو الأفراد، وذلك عبر الحوار الجامع أو المؤتمر الدستوري، وأوضح سليمان لـ(آخرلحظة) أنهم يريدون تقييماً موضوعياً يخرج بإحالات ودروس وطنية، مثلا بأن يتخلي الجميع عن استخدام السلاح كوسيلة للحل، وألا يدخل الصراع الحزبي ضمن القضايا الوطنية، وأن تفرق المعارضة بين ماهو قضية وطنية وماهو تابع للجهة التي يعارضها، وأن تكون الممارسة السياسية قادرة علي معرفة أين الخطأ وتصحيحه.
تقرير: عيسى جديد
الخرطوم (صحيفة آخر لحظة)
الإعتذار الحقيقى هو أن يغرب عن وجه الشعب ويتقوقع بمنزله ما بقى له من عمر كى يدفع ثم جريمته النكراء فخيانة الوطن لن يكفرها الاعتذار إذن دعوا البشير يعتذر للشعب كى يعود رئيسا مرة اخرى فهذا الواهم مريض بالسلطة وفى سبيلها باع الوطن للبشير وفى سبيلها سيبيعه لاسرائيل فهو مجرد خائن عميل يجب محاكمته فقد حرق نفسه بيده
الإعتذار الحقيقى هو أن يغرب عن وجه الشعب ويتقوقع بمنزله ما بقى له من عمر كى يدفع ثم جريمته النكراء فخيانة الوطن لن يكفرها الاعتذار إذن دعوا البشير يعتذر للشعب كى يعود رئيسا مرة اخرى فهذا الواهم مريض بالسلطة وفى سبيلها باع الوطن للبشير وفى سبيلها سيبيعه لاسرائيل فهو مجرد خائن عميل يجب محاكمته فقد حرق نفسه بيده الا تذكرون ليلة وقوفه مرتبكا كاللص الذى وقع في قبضة العدالة فخاطب اسر المعتقلين الذين اطلق قوش صراحهم ذلك الموقف برهن كم هذا الرجل ذليل قذف به اسياده فى موقف لا يحسد عليه وهو لا يدرى ماذا يقول وكم عدد المعتقلين المفرج عنهم ولماذا لم يفرج قوش عن جميع المعتقلين حسبما صرح بذلك هذا الدلدول اتى ليتحدث وهو لا يعلم عن هذه الأمور شيئا فكان مرتبكا ضعيفا وضعة اسياده فى موقف لا يحسد عليه فحرقوه سياسيا نكاية بوالده مستغلين ضعفه ووهنه وحبه للسلطه