الثورية بين الداخل والخارج.. سيناريو السلام
التأم شمل قيادات وأعضاء الجبهة الثورية بالخرطوم بعد سنوات عديدة من الكفاح والنضال، وهي خطوة عدّها البعض مؤشراً إيجابياً يدفع بعملية السلام نحو الأمام، ويؤكد بناء الثقة بين الحكومة والجبهة الثورية لما شهدته تلك العلاقة من توترات خلال الفترة الماضية. حيث أوضحت بعض قيادات الحركات المسلحة المنضوية تحت الجبهة الثورية أن مرحلة الحرب قد ولّت دون عودة، وأنه لا يوجد من تقاتله تلك الحركات ـ على حد قولها ـ وبحضور وفد حركة العدل والمساواة الأسبوع المقبل تكون بذلك قد اكتمل عقد الثورية في الداخل، إلا من قيادات الصف الأول، وعادت إلى الداخل وهو مشهد وسيناريو لم تشهده تلك الحركات من قبل، أن تتمتع بهكذا صلاحيات في الحركة قبل التوقيع على أي اتفاق مما يعطي مؤشراً بأن عملية السلام قد اكتملت، ولم يتبق إلا الاتفاق على بنودها والتوقيع عليها، وهو ما تبذل الوساطة الجنوبية مساعي حثيثة لإنجاحها في جولة التفاوض القادمة بجوبا.
التفاوض بالداخل
نائب أمين العلاقات الخارجية لتجمع قوى تحرير السودان ورئيس وفد الجبهة الثورية المجلس الانتقالي إسماعيل محمد أبو، قال (للصيحة) إن الجبهة الثورية الموجودة في الداخل هي التي كانت بالخارج، ولم تأت إلا في ظل الثورة والسلام، مضيفاً أن عملية التفاوض من الداخل نوقشت من قبل، ولكنها عملية صعبة، ولن تتحقق في ظل وجود المكونات السياسية المختلفة.
وأكد أبو أن ما حدث من قوى إعلان الحرية والتغيير بعد التفاوض مع الثورية وعدم الالتزام بما اتفق حوله هو ما قلص الثقة بينناً، موضحاً أن الثقة موجودة، ولكن لا تشمل كل الحكومة، وإنما جزء منها، وأشار غسماعيل أن تجمع قوى تحرير السودان هو تجمع بين حركة جيش تحرير السودان بقيادة علي كاربينو والعدالة والمساواة بقيادة عبد الله جنا، الهدف منها توحيد الحركات المقاتلة، وهو أحد مخرجات مؤتمر كمبالا في العام 2013م، وقال أبو: لم نستطع التوحد وقتها، ولكن اتفقنا جميعاً أن الوحدة مهمة في حالتي الحرب والسلم، مضيفاً أن عملية السلام أصبحت من الأهمية بمكان. مؤكدًا أن جميع الوفود التي أتت للخرطوم أثناء وبعد الثورة هي تحت الجبهة الثورية، وحسن النوايا لنثبت للرأي العام أننا دعاة سلام.
ونبه أبو إلى أنه ووفق إعلان جوبا، اتفقنا على بناء الثقة والتمهيد لإجراءات ما قبل التفاوض.
توقف الحرب
عضو حركة جيش تحرير السودان وأمين الشباب بالحركة جمعة الوكيل، أوضح (للصيحة) أن الوفود التي جاءت موخرًا للخرطوم بعد الثورة هي لبناء الثقة بينها والحكومة حسب ما تم الاتفاق عليه ضمن إعلان جوبا.
وأضاف الوكيل أن أول القادمين كان رئيس المجلس التشريعي للثورية التوم هجو، ومن بعده جاء نائب رئيس الحركة الشعبية حناج عقار ياسر عرمان، وللأسف تم اعتقاله وأعيد إلى جوبا ليأتي مرة أخرى الأيام الماضية، ومن ثم جئنا نحن في حركة جيسش تحرير السودان، ثم الأمين داؤد عن حركة كوش والجبهة الشعبية المتحدة، وأكد الوكيل أن الجبهة الثورية لم تشكل حتى اللحظة وفداً محدداً باسمها، أما هذه الوفود فتأتي في سياق كياناتها الحركية أو الحزبية وغيرها، موضحاً أن الجبهة الثورية مع السلام، وشدد الوكيل: إننا في الحركات المسلحة قد مللنا الحرب، ولن نعود إليها مرة أخرى سيما وأنه لا يوجد من نقاتله، ولكن يظل وجودنا في الداخل من أجل التحول ودعم عملية السلام، أما بقية أعضاء وقيادات الحركة في الخارج ستأتي حال اكتمال عملية السلام ولا فرق بين الثورية في الداخل والخارج الكل تحت مظلة وهدف واحد، وهو تحقيق السلام .
وفد جديد
بينما أعلنت الجبهة الثورية عن حضور وفد آخر سيأتي في السابع من الشهر الجاري يضم عدداً من قيادات العدل والمساواة بقيادة آدم عيسى حسبو أمين قطاع كردفان ونائب رئيس الحركة بالإضافة للقائد العام لجيش الحركة السابق الجنرال صديق محمد بنقو، والأستاذ طلال بحر وبحر نورين وأنس عبد المالك وآخرين وبذلك تكون الجبهة الثورية قد دفعت بممثليها من جميع الحركات والتيارات المختلفة ولم يتبق إلا القيادات العليا لتلك الحركات، وهي خطوة لم تشهدها الدولة السودانية منذ اندلاع الحرب في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق بالرغم من توقيع جملة من الاتفاقيات بين تلك الحركات والحكومة في وقت سابق وهو ما يعد خطوة جديدة تؤكد حرص الجميع على عملية السلام الشامل.
صحيفة الصيحة