رأي ومقالات

الخرطوم في الشتاء ولم يأت القطار في الثامنة..!

الخرطوم في قلب الشتاء، البرد القارص يجمد الآلاف المتيبسين في الشوارع الموحشة، انهارت السيقان العجاف من شدة الانتظار، تلاشت الكلمات بين المجاميع فقد ادخروا فتات الطاقة ليبقوا على قيد الحياة، البطون خاوية والجيوب، مات بريق الأمل والتطلع في العيون المرهقات، صرخ في وجوههم ثائر احترافي، تدرب حلقومه على الهياج ومفرداته على الفتنة، أيها المضطهدون ازحفوا صوب المطعم الأممي للحساء والوجبات المجانية، تدافع الآلاف الى المبنى الناصل اللون العتيق وامتدت الأيدي المتعبة صوب الأطباق الفارغة، اجاب خازن المستودع باضطراب وخوف وصوت متعثر ، ايها الرفيق للأسف المخازن بلا حنطة والفلاحون غادروا الحقول بلا رجعة.
انعقدت الألسن وانعقدت اللجنة الحزبية عاجلا وقررت طرده بتهمة التحريفية والخيانة وموالاة الثورة المضادة، وفرقع كرباج الطرد من الخدمة لمسئول المؤسسة التعاونية الاشتراكية الخالية الوفاض، وفي صباح اليوم التالي اضاف عامل النظافة في البهو الرمادي الكبير صورة جديدة للمغادرين حمدوك وحمدان وحمدون وحماد وحمادة. لم يهتف احد ولم يعترض احد. نام الآلاف على الأرصفة جوعا ويأسا واكتئابا، صاح المغني بالنشيد اعداء الثورة قادمون فلم ينتفض احد، وصاح المؤذن بالنداء حي على الفلاح فلم ينهض أحد، انتهت المسرحية وأُسدل الستار!

حسين خوجلي

‫5 تعليقات

  1. مهما كتبت سيظل حسين خوجلي هو نفس الكاتب المنافق والذي لا يمكن أن يسمو لمكانة الأدباء العظام أمثال الطيب صالح .

  2. قطعة ادبية بالغة العمق والدلالة، فياللعمق وياللدلالة!
    اقترح تغيير العنوان الى آخر ابلغ فى التعبير عن الحالة الجمالية التى ينشئها الاديب خوجلى وهو
    “لا زالت الكلاب تنبح”
    او
    “اين صيادو الكلاب الضالة؟”

  3. طيب يا حسونة خوجلي المطلوب شنووو؟!
    قوم شوف ليك واحد …. يا ….

  4. اولا العتب على صحيفة النيلين الموقرة كيف تسمح لاقلام النظام البائد بالكتابة عى صفحاتها ثانيا دبدوب الكيزان حسوني كان يمارس تنفيس غضب المواطنين على نظام الانقاذ الكيزاني الفاشي الديكتاتوري المجرم النازي الداعشي اللعين الغيراسلامي البغيض