منوعات

مبادرات إنسانية لدعم المُحتاجين .. (يا طالب لو ما عندك حق الفطور تعال شيل فطور)

ذهب إلى إحدى مدارس الأساس الطرفية والتي تَزداد فيها مُعدّلات الفقر وهو يحمل مَواداً غذائية تتناسب مع وجبة الإفطار المدرسي لأولئك الطلاب الذين لا تستطيع أسرهم توفير (ساندوتش) الإفطار لهم، وذلك بعد اطلاعه على خَبرٍ قُمنا بنشره في هذه الصفحة، مفاده أنّ طلاباً من أُسرٍ فقيرة يأتون إلى المدرسة بلا وجبة إفطار.. حرص على الذهاب بنفسه للمدرسة وتسليم ما جاء به للإدارة، ورفض أن يفصح أحدٌ عن اسمه أو عُنوانه مَهما حَدَثَ وذَهَبَ بعد أن وعدهم بتكفُّله بوجبة الإفطار حتى نهاية العام الدراسي ثُمّ سلمهم مبلغاً مالياً كبيراً لشراء الخبز للساندوتشات.
هذا الفعل الذي قد يراه هو بأنّه بسيطٌ، إلا أنّه أدخل فرحةً كبيرةً في نُفُوس الطلاب الذين ظلُّوا يَشكرونه ولا يَعلمون مَن هُو، فقط يعلمون بأنّ هناك شخصاً أحس بجوعهم!!

(1)
نسبةً للضائقة المعيشية الضاغطة التي تمر بها البلاد ويعيشها الكثير من الأُسر السودانية، إلا أنّ بذرة الخير ما زالت موجودة لدى الكثيرين الذي يَحسُّون بمُعاناة وأوجاع غيرهم وخَاصّةً في عهد التّغيير الذي عَمِلَ على تغيير الكثير من المفاهيم، وزيادة نسبة الوعي في الشارع العام، وتطوير الأفكار بصورةٍ أكبر وأعمق.

فاعلو الخير كثرٌ ومن حولنا لا يبتغون جَزاءً أو شُكراً من أحدٍ بما يُقدِّمونه غير الأجر والجزاء من رب العالمين.
لم يتوقّف الأمر عند هذا الحد، بل قام عددٌ من أصحاب الكافتيريات والمطاعم بتقديم وجبات إفطار مَجّاني للطلاب المُتعفِّفين وكل من لا يملك ثمن وجبة وبالمَجّان.

(2)
من جانبه، قام صاحب مطعم بمنطقة أم درمان بتعليق لافتة كُتب عليها (يا طالب لو ما عندك حَق الفطور تعال شيل فطور) وهي خطوة وجدت الكثير من الإقبال والاستحسان لمُساعدة الطلاب المُحتاجين والتأكيد بأنّ الدنيا ما زالت بخير.
وقام صاحب كافتيريا آخر بالكتابة على لافتة مطعمه الذي سماه كافتيريا ومطعم بالذوق عبارة (عندك تأكل ما عندك تأكل)، وهو يُؤكِّد ويدعو من خلال فعله هذا على إرساء دعائم قيم التكافُل في المُجتمع.

(3)
في الوقت الذي ظَلّ فيه عددٌ كبيرٌ من الشباب الثوري ولجان المُقاومة في مناطق مُتفرِّقة من العَاصمة والولايات بتكوين أتيامٍ تتفقّد المدارس والأحياء التي بها أسر تُعاني من الفقر وتقديم الدعم لها وهو عبارة عن موادٍ غذائية وملابس، وأحياناً يتواصلون مع بعض الخيِّرين الذين يتكفّلون ببعض الأُسر مادياً.

الخرطوم: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني