شقيق الرئيس السوداني المعزول: حذرنا البشير من “حميدتي”
كشف العباس أحمد البشير، شقيق الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، أن الأسرة حذرت الأخير من قوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، باعتبار أن “أهل البادية عبر التاريخ ينقلبون على الحاكم”، وفق قوله.
جاء ذلك في تصريحات أدلى به العباس بحسب الاناضول نقلا عن صحيفة “الانتباهة” المحلية (خاصة)، فيما لم يتسن الحصول على تعليق فوري بشأنها من “حميدتي”، وهو عضو مجلس السيادة الحالي.
و”الدعم السريع” هي قوات شبه عسكرية تشكلت رسميا عام 2013 من مليشيات الجنجويد التي كانت تقاتل نيابة عن الحكومة السودانية خلال الحرب في إقليم دارفور (غرب)، وطالتها الكثير من الانتقادات المحلية والدولية والاتهامات بارتكاب “انتهاكات” بحق مواطنين.
وظلت “الدعم السريع” تابعة لجهاز الأمن والمخابرات قبل أن تتبع الجيش بدءا من يناير/كانون الثاني 2017.
وقال “العباس”، الذي غادر السودان برا عبر الحدود الإثيوبية بعد أسبوع من سقوط النظام 11 أبريل/نيسان الماضي،: “البشير أسس (قوات) الدعم السريع من الزيرو (الصفر)، وأعطاهم كل الإمكانيات الحالية”.
وأضاف “نحن تحدثنا مع البشير، وقلنا له عبر التاريخ، إن كل الحكام والملوك الذين استعانوا بأهل البادية، انقلبوا عليهم واستلموا السلطة، وذكرنا له قصصا وعبرا، من التاريخ من الدولة الأموية والعباسية والمماليك الذين حكموا مصر”.
وتابع، “قال لنا (البشير) أعلم (..) ولكن لا توجد خيارات غير الاستعانة بالدعم السريع، الأوضاع في دارفور تتطلب الاستعانة بالدعم السريع”.
وزاد “لا أعتقد أنه كان يتوقع ذلك، ولم يكن أحد يصدق أن ينقلب حميدتي عليه، وكانت هناك محاولة انقلاب أثناء الاعتصام، وقلت للبشير، إن الدعم السريع سيقوم باستلام السلطة، قال لي الذين يحرسون منزلنا الآن هم قوات الدعم السريع، ديل (هؤلاء) أولادي”.
ومضى قائلًا، “قال لي البشير، إن (الفريق الأول عبد الفتاح) البرهان (رئيس المجلس السيادي الحالي) أبلغه (في 11 أبريل/نيسان الماضي) بأن اللجنة الأمنية استلمت السلطة، وسألته رأيك شنو، (ما هو رأيك)، قال لي، ديل أولادي في الجيش، والأمر ليس مقلقا وثلاثين سنة من الحكم كفاية”.
واعتبر العباس، أن وزير الدفاع السابق، عوض بن عوف، ومدير المخابرات السابق، صلاح عبد الله قوش، “خانوا ثقة” أخيه، دون أن يتسنى للأناضول الحصول على تعقيب فوري منهما حول تلك الاتهامات.
وقال شقيق البشير “أنا شخصيا قلت له قد يكون هناك ترتيب لانقلاب، قال لي، أثق جدا في عوض بن عوف، وليس هناك انقلاب بدون جيش، وكان يثق جدا في صلاح قوش”.
وأضاف، “كانت تأتي معلومات بأن قوش يقود تحركات ضد البشير لإزاحته، وأًخطر البشير بذلك، ولكن كان يقول لي إنه يثق في قوش ثقة كاملة، وأن هذه المعلومات تعبر عن صراعات إخوان الحركة الاسلامية فيما بينهم، وكان يثق فيه ثقة مفرطة”.
وعزل الجيش السوداني عمر البشير (ظل في الحكم من 1989- 2019) من الرئاسة في 11 أبريل/ نيسان الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر 2018، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.
وفي 21 أغسطس/ آب الماضي، بدأ السودان مرحلة انتقالية تستمر 39 شهرا، تنتهي بإجراء انتخابات يتقاسم خلالها السلطة كل من المجلس العسكري (المنحل)، وقوى إعلان الحرية والتغيير، قائدة الحراك الشعبي.
الخرطم (كوش نيوز)