أسباب غرق سفينة “تايتانيك”: حقائق جديدة مفاجئة
نجح فيلم “تايتانيك” (1997، إخراج جيمس كاميرون) في تعريف العالم على قصة غرق السفينة الشهيرة، إثر اصطدامها بجبل جليدي ضخم. كان غرق السفينة مثالاً على ضعف الإنسان أمام الطبيعة، ولكن لماذا أبحرت السفينة بسرعة في مجال الجبل الجليدي المعروف؟ وكيف كانت الساعات الأخيرة على متنها، بعيداً عمّا صوره الفيلم؟
لم تكن سفينة “تايتانيك” حقًا فريدة من نوعها، لكنها كانت أول سفينة سياحية فائقة السرعة، وكانت كبيرة للغاية ما جعل بناءها صعبًا وباهظ الثمن، وسميت بـ”ملكة المحيط”. وقتها وصفت بأنها “غير قابلة للغرق”، ومع مرور 107 أعوام على غرقها، ظهرت أدلة جديدة توحي بأنّ الترويج لميزاتها وقوتها لم تكن واقعية، وفقًا لموقع “سيمبالي”.
حرب السفن والميزانية المنخفضة
كان جي بروس إيسماي المدير التنفيذي لشركة “وايت ستار لاين” البريطانية، يحاول منافسة شركات النقل البحري الأخرى التي تتفاخر بسرعة سفنها، ما جعله يحاول بناء سفينة “تايتانيك” بحجم ضخم. إلا أنّ الميزانية كانت أقل من أن تسمح له بتنفيذ مخططه بشكل مثالي، مما دفعه للتساهل بنوعية الصلب المستخدم في البناء وعدد قوارب النجاة، مدعيًا أنّ ذلك غير مثير للقلق، ولم يكن يعلم أنّ إهماله سيتسبب بغرق السفينة وسقوط عدد كبير من الضحايا.
يمكن تخيل “تايتانيك” على أنها موزة، قشرتها سميكة ولبّها هش، ويرجع ذلك لعدم استخدام الصلب المناسب في بنائها ما ساهم في غرقها، ويمكن التحقق من تساهل إيسماي بنوع الصلب المستخدم في بناء سفن شركته، من حادثة تحطم سفينة “آر إم إس أولمبيك” التي بناها بعد اصطدامها بسفينة حربية للبحرية الملكية البريطانية، فأي مهندس يلقي نظرة على الأضرار التي لحقت بها، سيعلم مباشرة أنّ معدنها معيب.
إضراب الفحم الوطني عام 1912
كان عمّال الفحم مضربين عن العمل بسبب نقص في أجورهم، عندما رأت “تايتانيك” الشمس لأول مرة، ما تسبب بارتفاع تكلفة الوقود، وواجهت شركة “وايت ستار لاين” ضغطًا جديدًا في الميزانية. وتنبأ الفيلم الوثائقي “ذا تايتانيك: نيو إيفيدنس” عام 2017، بأنّ نقص الوقود هو السبب الرئيسي لاندفاع السفينة بأقصى سرعة في منطقة الحقل الجليدي، لأنّ استهلاك الوقود يزيد في حال إنقاص السرعة، عما إذا كانت السفينة تسير بسرعة ثابتة.
حريق في “تايتانيك” قبل إبحارها
اكتشفت صور لـ”تايتانيك” قبل إبحارها في رحلتها الأولى، في علية قديمة عام 2017، وأوضح الخبير سنان مولوني أنّ في جميع الصور علامات ناتجة عن نشوب حريق.
وكشف الفيلم الوثائقي “ذا تايتانيك: نيو إيفدنس” أنّ حريقًا شب في مخازن احتياطي الفحم قبل إبحار السفينة، وقد يخيّل إليك أنه خطأ بسيط أصلح، لكنّ تقارير اقشعرت لها الأبدان تعود لعام 1912، أشارت إلى أنّ ما من أحد طلب فريق إطفاء، والأخطر من ذلك أنّ جون ديلي العامل في غرفة المحركات بالسفينة، كتب قائلًا في أحد التقارير: “كان هناك مئات الأطنان من الفحم المخزن هناك، لم نطفئ النار، منذ اليوم الذي أبحرنا فيه كانت السفينة تحترق”.
وأبحرت السفينة في 10 إبريل/نيسان عام 1912، وعلى متنها 2200 مسافر، وكُلف 11 رجلًا من الطاقم بمحاولة إطفاء الحريق، وأجبر إيسماي الجميع على التكتم على الأمر، حتى لا يمس بسمعة الشركة وتنافسها مع بقية الشركات.
علاقة الحريق بغرق السفينة
قد يعتقد كثيرون أنّ غرق السفينة نتج عن اصطدامها بالجبل الجليدي، وهذا صحيح، ولكنّ الحريق ساهم في غرقها أيضًا، حيث أوضح خبير الحرائق غييرمو راين أنّ احتراق الفحم قد يستغرق عدة أسابيع قبل أن يندلع الدخان ويكتشفه أحد، وفي هذا الوقت ترتفع الحرارة بسهولة إلى 1000 حتى 2000 درجة فهرنهايت، الأمر الكفيل بتذويب الفولاذ الذي بني منه هيكل السفينة، وتدمير غرفة السلامة القريبة من مخزن الفحم، وبالتالي تدفق الماء للمخزن.
العربي الجديد