أستاذ فقه بالأزهر يوضح ما هو القرين وما أسلحته
قال الدكتور عطا عبد العاطى السنباطي – أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر – إن القرين هو الشيطان المقرون بالإنسان، وهو لا يفارقه، وهو مسلط عليه يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف، واستدل على هذا بقوله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.. [البقرة : 268]، وجاء ذكر القرين فى الآية 27 من سورة ق: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}، ويسعى هذا القرين جاهدًا ليضل عن سواء السبيل.
وتابع السنباطي من خلال إجابته على السؤال الوارد إليه من أحد مستمعي برنامج “بريد الإسلام” المذاع عبر إذاعة القرآن الكريم الذى يقول: “ما هو القرين وما أسلحته؟”، قائلاً: القرين لا يمكن للمسلم أن يسيطر عليه أو أن يدخله إلى الإسلام، لأنه ابتلاء من الله عز وجل للعبد لاختبار إيمانه، ولكن العبد إذا كان مطيعًا قريبًا من الله عز وجل منصرفًا عن الشهوات أعانه الله عز وجل على هذا القرين فيعجزه عن إغوائه.
وأوضح أستاذ الفقه المقارن أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن”، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: “وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير”، وقرين النبي صلى الله عليه وسلم إما أنه أسلم أو أنه استسلم وانقاد خضوعًا له وذلة لا إيمانًا.
وأضاف السنباطي أن من أسلحة القرين؛ الوسوسة، والوعيد تارة، والترغيب تارة، يقول الله عز وجل: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}.. [النساء – 119 : 120].
واختتم قائلا إن المسلم يمكنه أن ينتصر علي القرين بالإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وكثرة تلاوة القرآن، وقراءة المعوذتين، والصحبة الصالحة، يقول الله عز وجل: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ}.. [الأعراف – 200 : 202].
مصراوي