عبد الحميد كاشا: قفزت من سفينة (الإنقاذ) قبل أن تغرق
كاشا: علينا التسليم بغروب شمس الإسلاميين في السودان
قال القيادي بحزب التنمية القومي، عبدالحميد موسى كاشا، إن الإصلاح الذي تعمل الحكومة الانتقالية على تنفيذه، لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها، معتقداً أن الثلاث سنوات القادمات من عمر الفترة الانتقالية لن تكون كافية لتحقيق كافة أهداف الثورة، وقال إن الجميع مطالبون بالواقعية وعدم استعجال النتائج، لأن إدارة الدولة أمر مختلف كلياً. مبيناً أن الشواهد تؤكد أن كل نظام جديد حتى ولو كان في دولة مستقرة اقتصادياً وأمنياً، فإن مخرجات خططه لن تظهر سريعاً. مؤكداً إنه قفز من سفينة الإنقاذ قبل سقوطها. وفيما يلي نستعرض إجاباته عن أسئلة الإنتباهة:ـ
* بعد ثلاثين عاماً من السيطرة الكاملة علي مفاصل الدولة، باتت نظام الإسلاميين صفحة من الماضي ؟
في البدء أسمحا لي أن أبدأ حديثي هذا بقوله تعالى “اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء *وتعز من تشاء وتذل من تشاء”. وهذه الآية الكريمة كما يعرف الجميع، فإن معناها يوضح أن كل شيء بيد الله تعالى وأنه هو الذي يضع لكل شيء بداية ونهاية، فإنه طبيعي مثلما كان العام 1989 موعداً لتولي الإسلاميين للحكم في البلاد، فإن الله شاء أن تغرب شمس حكمهم في هذا العام. لذا علينا التسليم بما حدث والتأكيد على أن الثلاثين عاماً قد مضت بخيرها وشرها، ونظرتنا للأشياء يجب ألا تخرج من هذا الإطار، وفي النهاية كل أمر المؤمن خير.
* وتشكل واقع جديد؟
نعم..فقد ذهب عهد وجاء عهد جديد، فالتغيير الذي حدث عقب نجاح ثورة ديسمبر وسقوط النظام السابق، إعادة ترتيب المشهد على نحو مغاير، وهذا أيضاً أعتبره امتداداً طبيعياً للحياة السياسية في السودان، بل وفي كل العالم. فمنذ الاستقلال مرت بلادنا بحقب ديمقراطية وأخرى عسكرية وثالثة انتقالية. ونتمنى أن يكون التغيير الأخير سبيلنا الى الممارسة الديقراطية التي تضع المسؤولية في يد المواطن ليختار من يشاء لإدارة البلاد.
* الإسلاميون ومن معهم مازالوا رافضون للتعامل مع الواقع الجديد وينشدوا أن تعود عقارب الساعة الي الوراء ؟
أحدثك عن رأيي أنا عبد الحميد موسى كاشا.. نعم كنت جزءاً من النظام السابق، غير أنني تعاملت مع التغيير الذي حدث بموضوعية. فالكثير من المعطيات والشواهد تحتم التعاطي معه بأفق واسع والنظر الى الأشياء من زواياها المختلفة، لأن الحقيقة تؤكد أنه ثمة واقع جديد قد تشكل في البلاد وينبغي التعامل معه بما يخدم المصلحة العامة في المقام الأول، نصحاً ومساهمة ومراقبة، وهذا لن يتأتى بالجلوس على رصيف الفرجة، بل بأن يكون الإنسان جزءاً من هذا الحراك الواسع الذي انتظم البلاد، وكلٌ يعمل حسب قناعاته، ولكن في النهاية المطلوب تقديم ما يفيد البلاد في المقام الأول .
* اذن.. كيف تنظر لسلبيات وإيجابيات الثلاثون عاماً التي حكم فيها الإسلاميون البلاد؟
بكل تأكيد، فإن كل عهد وفترة حكم تتباين حولها الآراء ولا يمكن الاتفاق عليها، والثلاثون عاماً التي مضت، حملت بين ثناياها إيجابيات وسلبيات، فقد سعت الحكومة السابقة الى الإصلاح، ولكن وجود تعقيدات وظروف سياسية وأمنية واجتماعية معقدة، حالت دون تنفيذ الكثير من الخطط، ليحدث ضيق في معاش الناس وفي كل تفاصيل حياتهم وفي الخدمات التي كانت متدنية وكل هذه العوامل كانت سبباً في تفجُّر ثورة ديسمبر. فالحراك الذي هدف لإسقاط النظام، التف حوله عدد كبير من أبناء السودان من قطاعاتهم المهنية والحزبية والشبابية كافة، الى أن حققوا ما يصبون إليه وهو تغيير النظام .
* هذا يعني أن النظام السابق فشل في تلبية احتياجات المواطنين ؟
لا يمكن قول ذلك، هو اجتهد لتحسين حياة المواطنين، ولكن كما أشرت فإن الكثير من العقبات والظروف حالت دون الوصول الى الأهداف المنشودة، لتقضتي الأوضاع التي مرت بها البلاد في الأعوام الأخيرة حدوث تغيير كانت عوامل نجاحه شاخصة، وبالتأكيد فإن الإنقاذ فترة وانتهت، وهذا أمر طبيعي في صيرورة الأشياء في الحياة. ونتمنى من الله أن يلازم التوفيق الحكومة الجديدة في تحقيق ماعجزت عنه الإنقاذ سياساً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً، وكل إنسان يتمنى لوطنه دائماً التطور .
* ألا تعتقد أن الفساد كان بمثابة قاصمة الظهر لنظام الإسلاميين ؟
معظم الثورات التي شهدتها الكثير من دول العالم، فإن الحديث فيها عن الفساد كان هو القاسم المشترك. ويعتقد البعض أنه المحرك الأساسي للخروج على أنظمة الحكم، ولكن، أنا دوماً مع الرأي الذي يعتقد بأهمية تقديم البينات والمستندات التي تعضد وجود فساد ضد كل متهم وتقديمه للعدالة، ولكن إطلاق الحديث على عواهنه وإشانة سمعة كثير من الأبرياء، فلا أعتقد أنه يحمل بين ثناياه عدالة، وهي إحدى شعارات الثورة.
ومن باب الإنصاف، فإن كل شخص تم اتهامه بالفساد، يجب الإسراع في تقديمه للمحاكمة حتى تتم إدانته او تبرأته. والفساد في تقديري قضية معقدة وبالضرورة لابد من إثباته حتى لايتم إيقاع الظلم على بريء.
* كاشا.. الوالي علي ثلاث ولايات، والوزير الاتحادي والولائي وعضو المجلس الوطني ..رغم كل ذلك كان من أوائل الذين قفزوا من سفينة الإنقاذ بعد غرقها ؟
لا أريد الحديث عن مسيرتي خلال فترة الإنقاذ ليس تنكراً لها، ولكن لأترك التقييم للآخرين على أدائي، بيد أنني أقول إن كل عمل لا يشكِّل للإنسان قناعة، فإنه لايرضى المضي فيه قدماً، وبالتأكيد من يملك الرؤى والقناعات لا يستطيع أن يبصم على كل شيء، واذا اعتبرنا انسلاخي من المؤتمر الوطني كما أشرتما قفزاً من السفينة قبل الغرق فإنني فعلت ذلك قبل ثلاثة أعوام حينما تم إعفائي وكنت راضياً وسعيداً بهذا الأمر، لعظم المسؤولية التي انزاحت عن كاهلي، بل واحتفلت بذلك، وفي النهاية يظل التكليف في فترة الإنقاذ من أجل الوطن، ولكن الحقيقة تؤكد أنني لست مؤيداً لأيدولجيا عمياء ولا فكر محدد لايرضي قناعاتي.
* كأنما تتنكر لماضيك ؟
لا..لا يمكن أن أفعل ذلك، وهل يمكنني حجب ضوء الشمس.. الحقيقة لايمكن تجاوزها والتاريخ يقف شاهداً عليها.. كنت جزءاً من الإنقاذ وسعيت لتقديم ما يفيد البلاد، وفي نهاية الأمر تظل هي تجربة بشرية تحتمل الخطأ والصواب، وأترك تقييم تجربتي والياً ووزيراً وعضو برلمان لتقييم الآخرين .
* كانت لك مواقف داخل المؤتمر الوطني،هل كانت القرارات في الحزب تتم بالشورى ام بخلاف ذلك ؟
هذا السؤال يحمل بين ثناياه نوع من الذكاء ،ولكن مهما يكن، فإن الإنسان مطالب بعد الابتعاد عن الانتماء لحزب او مؤسسة، أن يحترم أسرارها. وذلك من ناحية أدبية وأخلاقية، فإن لم يتحل بهذه المطلوبات، فإن هذا يضعه أمام السؤال التقليدي “لماذا لم تذكر هذه الأشياء حينما كنت جزءاً من الحزب او المؤسسة “؟، لذا أرجو إعفائي من الإجابة احتراماً وتقديراً لفترة زمنية لا يمكن إفشاء أسرارها السياسية والتنظيمية.
* “كاشا ملك الشاشة “،يبدو أنك مغرم بهذا الهتاف لذا أردت العودة مجدداً الي الأضواء ؟
لا والله..أنا لا أبحث عن أضواء او مكانة، هدفي أن أقدم ما يفيد وطن أجدادي وأبنائي وأحفادي، ذلك الهتاف لا أقول إنه كان مرتبطاً بفترة زمنية محددة، ولكنه يوضح أن الإنسان السوداني وحينما يجد من يعمل بإخلاص لخدمته، فإنه يقدر ذلك، ونحن شعب نستنشق الوفاء والتقدير، هذا الهتاف لايزال يتردد صداه في دواخلي ويدفعني دوماً الى العمل من أجل هذه البلاد .
* ولهذا أنشأتم حزب التنمية القومي ؟
تأسيس حزب التنمية القومي لم يأتِ طمعاً في سلطة رغم أن هذا طموح شرعي لكل حزب سياسي، ولكن في هذه المرحلة من عمر البلاد فإن الهدف منه تقديم ما يفيد، لأن قناعتنا الراسخة تذهب في اتجاه التأكيد على أن السودان وطن يسع الجميع ويجب ألا نقف مكتوفي الأيدي في ظل التقاطعات الداخلية والخارجية والتعقيدات الاقتصادية وأزمات أخرى، وهذه مرحلة جديدة وفي هذا الإطار، فإننا نقدم النصح للذين أراد الله أن يتولوا أمر القيادة في البلاد، فإن أخذوا بنصائحنا فلهم الشكر على ، وإن لم يفعلوا، فإن هذا لا يعني أن نغضب، بل نكون قد شعرنا برضاء الضمير.
* رغم أنك طلبت ألا نتناول في حوارنا هذا ما يتعلق بحزبكم حتي لا نؤثر علي المؤتمر الصحافي الأول لكم في الأيام القادمة، ولكن دعنا نسأل عن أبرز ملامحه العامة فقط؟
هو حزب سوداني كامل الدسم، يضم سودانيين من كل ولايات البلاد، وهم من كافة شرائح المجتمع من مرأة وشباب وإدارة أهلية ومفكرين وأهل الثقافة والفن ممثلين في الحواتة “أنصار الفنان الراحل محمود عبدالعزيز” وغيرهم،هو كيان سياسي جامع يهدف الى أن يكون له إسهام فعال تجاه الوطن، ونؤكد أن للحزب نظرة وطنية وبُعد قومي ورؤية سياسية متقدمة تجاه ما يصلح البلاد وما يفيد العباد.
* حسناً.. لننتقل الي محور آخر، ماهي التحديات التي تواجه حكومة الفترة الانتقالية ؟
علينا تثبيت حقيقة واحدة والإيمان بها وتتمثل في أن الإصلاح لايمكن أن يتم بين عشية وضحاها، بل حتى الثلاث سنوات وهي عمر الفترة الانتقالية لن تكون كافية لتحقيق كافة أهداف الثورة، وهذا يعني أننا مطالبون بالواقعية وعدم استعجال النتائج لأن إدارة الدولة أمر مختلف كلياً، والشواهد تؤكد أن كل نظام جديد حتى لو كان في دولة مستقرة اقتصادياً وأمنياً، فإن مخرجات خططه لن تظهر سريعاً.
* هل تعني أن معارضة الحكومة في الوقت الراهن تبدو غير مرغوبة؟
المعارضة من حيث المبدأ مهمة.. ولكن المعارضة في الوقت الراهن لاتبدو منطقية ولا تصب في مصلحة الوطن،علينا منح الحكومة الحالية فترة جيدة ومن ثم يمكننا الحكم عليها وعلينا في ذات الوقت أن نشجعها ونُسدي لها النصح حتى يمكنها تحقيق النجاح والذي تعود ثماره إلينا كمواطنين في المقام الأول .
وبالتأكيد فإن ذات الشعب الذي أسقط الإنقاذ، فإنه يمكنه إسقاط الحكومة الحالية اذا فشلت .
* هل تعني بحديثك هذا إعطاء حكومة حمدوك فرصة كافية للعمل ومن ثم الحكم عليها ؟
نعم..هكذا يقول المنطق، ليس من العقل أن نحكم عليها في أشهر معدودة،هذا ليس عدل، بل فيه ظلم على الوطن في المقام الأول، حديثي هذا أؤكد أنه ليس تعاطفاً، ولكن من واقع تجربتي التي توضح أن كل خطط او عمل تنموي واقتصادي يهدف للتطور والنمو، يستغرق زمناً ليس قصيراً.
* وماهو المطلوب من الحكومة الانتقالية ؟
إعادة الثقة الى علاقات السودان الخارجية التي لم تكن خلال الفترة الأخيرة في تمام عافيتها، فالكثير من الدول كان لها رأي سالب في السياسات التي كانت تُدار بها البلاد في عهد الإنقاذ، وأعتقد أن تحقيق حكومة حمدوك لخططها لايمكن أن يحدث دون النجاح في ملف العلاقات الخارجية، وكذلك أعتقد أن ملف السلام يجب أن يأخذ الأولوية والمجهود المبذول الآن اذا صدقت النوايا وحُظي برضاء ومشاركة الإخوة في الحركات المسلحة، فإنه يقود الى السلام المنشود.
* أنت خبير اقتصادي. كيف تنظر الي التحديات التي تواجه حكومة حمدوك في هذا الصدد؟
أعتقد أن كل المجهودات التي بُذلت في عهد الإنقاذ كانت عبارة عن مسكنات، لجهة أن السودان كان يعاني من مشكلات حقيقة تتمثل في التقاطعات التي كانت سائدة بين الساسات المالية والاقتصادية، وكذلك الديون الخارجية، وعدم التوازن بين الصادر والوارد،عطفاً على عدم تطور الإنتاج، وأعتقد أن المقاطعة الخارجية ومعارضة النظام والمشاكل الأمنية والعسكرية كان أيضاً لها تأثير.
كل هذه العوامل كان لها تأثير سالب، لذا فإن حكومة حمدوك مطالبة بتمزيق فاتورة الاستيراد بتعظيم الصادر، وتحسين العلاقات الخارجية،والتوجيه السليم للموارد التي تعرضت لاستخدام سواء أنها لم تستغل بالشكل المطلوب .
وحمدوك مطالب بعدم الإكثار من الخبراء القادمون من خارج البلاد لعف خبراتهم والتاريخ يحكي عن فشل تجربة نميري في الخطة العشرية لاستعانته بخبراء من خارج البلاد لايعرفون تفاصيلها ، بصفة عامة فإن الفترة القادمة تحتاج لجهد كبير.
* حديثك الهادئ عن حكومة حمدوك يعزز الأحاديث التي تشير الي أنك التقيت قادة بالحــرية والتغــيير في القاهرة ؟
حديثي الهادئ ينبع من منطلقات وطنية بحتة،أما ما يتردد حول لقائي بقادة الحرية والتغيير في القاهرة، فإن هذه أحاديث لا أساس لها من الصحة ومجرد شائعات، لأنني ليس لدي صفة للالتقاء بهم ، وهذه الشائعة لاتختلف عن قصة هروبي من السودان عبر معبر أرقين الحدودي .
* كاشا يتطلع ليكون رئيساً للسودان ؟
بكل صدق ليس لدي اي تطلعات للحكم، فقد عملت في كافة المستويات واي مشاركة أخرى لاتمثل إضافة لي، ظهوري ووجودي في المشهد من أجل إبداء الرأي الذي يفيد البلاد، وترشيحي لرئيس جمهورية لايمكنني البت فيه إلا في ظل توفر ظروف مواتية وحتى هذه فإن الشعب هو من يحددها ، وأعتقد أن المشاركة بالفكر والرأي يمكن أن يفيد البلاد أكثر من المشاركة في المناصب،لذا نصيحتي لحكومة حمدوك بضرورة الإنصات لكل الآراء وعدم الانغلاق .
* هل تتوقع بحكم خبرتك أن يحدث صدام بين المكونين المدني والعسكري في الحكومة ؟
لا أعتقد ذلك..ولكن يظل المطلوب دائماً تحديد صلاحيات واختصاصات كل جهة ،فمثلاً السيادي يكون أعضاؤه على علم بتفاصيل عملهم وحدودهم وكذا الجهاز التنفيذي وهنا دعونا نتعامل مع المكونين بأنهما كتلة واحدة، لأن مثل هذه النغمة من شأنها أن تحدث شرخاً على جدار العلاقة بينهما، وبالتأكيد فإن الوثيقة الدستورية حددت لكل جهة صلاحياتها، فقط يجب الابتعاد عن تجاوز الحدود والمهام والاختصاصات حتى لا تحدث تقاطعات، وأشعر حالياً بتعاون بين مكونات الحكومة وهذا أمر جيد يدعو للتفاؤل.
* أخيراً..هل تتوقع أن يكون للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية مؤطئ قدم في الساحة السياسية مستقبلاً ؟
هذا أمر لا يمكن التنبؤ به من واقع أن الساحة السياسية لا تعرف الجمود والثبات والمتغيرات هي العنوان البارز لها وأعتقد أن الساحة تحوي الكثير من القضايا وكل حزب عليه تحديد منهج تعامله معها ، والشارع في النهاية هو الذي يحدد، وما يهمني جميعاً معارضة وحكومة أن نعمل من أجل هذا الوطن .
حاوره: صديق رمضان – عبد الله اسحق
الانتباهة
عيب عليك يا كاشا حتى تقول كلام زي دا
أنت تمرغت في االإنقاذ الى شوشتك
ولو استمرت الانقاذ كنت لا تزال فيها
قفزت ولا رموك ؟!
كلام عقلانى من رجل يحب الوطن رغم انك كوز سابقا لكن نسامحك بعد اعتذارك
وخروجك من حزب المؤتمر الوطنى مرحبا بك كاشا مواطن سودانى صالح