آخرها وفاة أبو عركي البخيت .. شائعات (فيسبوك) مَن المسؤول؟
سَرَت شائعة قوية جداً في الأيام الماضية على (فيسبوك) تؤكد وفاة الفنان الكبير أبو عركي البخيت، وهو الأمر الذي أدخل القلق في نفوس جمهوره، لتُسارع الغالبية منهم للتأكُّد من الخبر بعد أن انتشر في الأسافير كانتشار النار في الهشيم، فيما تَمّ نفي الشائعة سريعاً برسالة نصية من الفنان نفسه تُؤكِّد أنه بخير.
هكذا درج مُرتادو المواقع الإلكترونية خاصةً (فيسبوك) على إطلاق الشائعات بصورة جعلت المُتصفِّح يعتقد أن الغرض الذي أنشئ من أجله (فيسبوك) هو إطلاق الشائعات، وهذا بالطبع لا ينفي أن هنالك قلة يُوظِّفونه التوظيف الصحيح.. وقد يتساءل البعض عن الغرض من إطلاق مثل تلك الشائعات.. هل هو لحصد عددٍ كبيرٍ من (اللايكات) وجمع كمٍّ من (الكونتات) أم لشئ آخرٍ؟ ولماذا لا تكون هنالك رقابة فيما يُنشر عبر صفحات (فيسبوك).. ولماذا لا تكون هنالك مُساءلات قانونية.. ولماذا لا يتكرّم أحد بنشر الحقيقة عبر صفحته بـ(فيسبوك) إذا انتشرت شائعة أحد زملائه باعتبار أنه أحد المقرّبين ويمكنه أن يحصل على الحقيقة بسهولة، ولماذا لا يُمَلِّكها للقارئ..؟!
(كوكتيل) استطلعت عدداً من شرائح المُجتمع المُختلفة لمعرفة مدى تأثرهم بتلك الشائعات.. فكانت ردودهم على تلك التساؤلات المشروعة.. لنرى ماذا قالوا:-
(1)
بلهجةٍ حادةٍ وصوتٍ قوي، ابتدر الحديث الأستاذ الجامعي يوسف محمد عبد الله قائلاً: (سمعنا بأنّ الفنان أبو عركي مات في فيسبوك)، لذا أطالب بتوظيف (فيسبوك) في الاتجاه الصحيح كي يكون أكثر إيجابيةً للمجتمع، وذلك من خلال تقويم السلوك والتربية والتوجيه الصحيح للدين الإسلامي بدلاً من استخدامه السالب في نشر الأكاذيب أو استخدام المشاهير له لكسب وُد الجمهور أو في إطلاق شائعة ضد شخصٍ ما، لأنّ مثل هذه الأشياء يُمكن أن يتضرّر منها آخرون، مُطالباً أن تكون هُناك مُراقبة لما يُنشر عبر (فيسبوك)، وأن يعرض مُطلقوها للمُساءلة القانونية لأنّها تُعتبر إشانة سُمعة، ووصفها بالإشانة الكبيرة جداً ويُمكن أن تغزو العالم بأكمله في لحظةٍ لأنّها تنتشر بسُرعة كانتشار النار في الهشيم، مُستشهداً بحالة الفنان الراحل محمود عبد العزيز أيام مرضه الأخير والذي كان مادةً دسمةً في (فيسبوك) لا يخلو من شائعة وفاته وذلك بصورة يومية لدرجة الملل، وأصبحت أتجاوزها سريعاً لأنّها لا تُفيد، كالمداخلات التي لا تفيد المُتصفِّح في شئ، وأصبحت الشائعة تُطلق بصورةٍ مُكرّرة حتى مات حقيقة.
(2)
من جانبها، قالت الفنانة عبير علي: (الشائعات أتعبت الكثير من الأُسر السُّودانية وهي تزرع الذعر في نفوس وأقرباء أهل الشخص الذي أطلقت الشائعة في مُواجهته, لذا يجب تمليك مُطلقي الشائعات المعلومة الصحيحة حتى إذا كان على درايةٍ بها لأنّهم على جَهلٍ كَبيرٍ جداً كما وصفتهم، ويُمكن أن يدخلون مع الشخص في مُغالطةٍ، لذلك يُفضّل الابتعاد عن مخاطبتهم ومدِّهم بالمعلومة الصحيحة فقط وتقديمها للمُقرِّبين منه، لأنّ الجهل في مثل هذه الحالات يكون هو سَيّد الموقف، لذلك يجب أن يكون الإنسان حصيفاً وواعياً لما يدور حوله, وعبّرت عن أسفها الشديد تجاه من يطلقون الشائعات بغرض ضرر الآخرين والتكسُّب من وراء ذلك, واصفةً أولئك بأنّهم ليسوا آدميين).
(3)
(في كل قاعدة هناك الجيد والسيئ، وفيسبوك لا يطلق الشائعات تجاه الوسط الفني فحسب، فالأطباء والمحامون والمهندسون أيضاً يصيبهم رشاش تلك الشائعات ويُسبِّب لهم كثيراً من المشاكل)، هكذا جاء حديث الباشمهندس يوسف عبد الله، مُطالباً مُروِّجيها بالكف عنها، وأن من أراد أن يتحصّل على معلومةٍ صحيحةٍ سيجدها، رغم أنّ الطريق إليها ليس مُمهّداً ويتطلب كثيراً من الجهد في سبيل الحُصُول عليها، لكن هذا لم يمنع من البحث عنها، ويجب على الجهات الإعلامية التصدِّي لمثل هذه الشائعات بأن تملك الجمهور المعلومة الصحيحة، لأنّها الأجدر بذلك، وأن تكون هناك جهات رسمية تتعاون معها حتى يضعون حَدّاً لتلك الشائعات.
تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني