الصادق الرزيقي: لمصلحة من نعيق التجمع..؟
لا ندري لمصلحة من يُعادي ما يُسمّى بتجمع المهنيين قوات الدعم السريع..؟ وهل وصل العداء وأسفر .. إلى درجة إصدار بيان من سكرتارية التجمع يستنكر دور هذه القوات في خدمة المجتمع ويستهجن حضور أعضاء من المجلس السيادي أمس الأول بالساحة الخضراء، الاحتفال بالقوافل التي سيّرها الدعم السريع إلى ولايات كسلا والبحر الأحمر وسنار والنيل الأزرق إسهاماً منه في إسناد القطاع الصحي وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية والمعدات اللازمة لإصحاح البيئة ومكافحة الأوبئة (الحميات والشيكوغونيا والملاريا والكوليرا) التي فتكت بمواطني هذه الولايات وبعض المناطق في شرق البلاد؟ لماذا يصر التجمع في بيانه على تغبيش الرأي العام وتضليله في بيانه الرافض لتحرّكات الدعم السريع لإغاثة المواطنين والوقوف معهم في محنتهم، فقد زعم التجمعيون بغباء باذخ ويا لبؤس القول، إنه لم يتم تنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية أو السلطات الصحية في الولايات المعنية في أمر هذه القوافل، مع أن وزارة الصحة الاتحادية خلافاً لما ذُكر في بيان تجمع المهنيين، كانت حاضرة وموجودة وخاطب ممثلها الاحتفال، وتحدث للصحف وذكر أن هناك شراكة مُبرَمة بين قوات الدعم السريع والوزارة.
كل ما جاء في البيان (الضبلان) الهزيل، هو تدليس وكذب بُواح من تجمع المهنيين، الذي لا يخدم أهدافاً وطنية ولا يسعى من أجل مصالح المواطنين، بل يعمل على تعطيلها والتشويش عليها.. فهل يوجد عاقل في هذه الدنيا يُصدر بيان استنكار عندما تقوم جهة مسؤولة، وهي جزء من ركائز الدولة بدعم القطاع الصحي ومساعدة المواطنين وإنقاذهم من الأمراض الفتاكة..؟! يُثبت التجمع كل يوم أنه بؤرة لإنتاج الأجندة السياسية وتسميم الأجواء بما لا علاقة له بالصالح العام. لو كان تجمّع المهنيين يضم عناصر وطنية و(أولاد بلد) أو يخدم مصلحة الجماهير والبسطاء من عامة الشعب، لقدّم شكره وأشاد بالدعم السريع وقوافله الصحية ودوره في إغاثة الملهوف وعلاج المرضى وكساء العاري، وإطعام الجائع، وليتحرّك هذا التجمّع قبل أي جهة أخرى وليطلق نفيراً قومياً لمساعدة المواطنين في الولايات التي اجتاحتها الحمى والكوليرا وبقية الأمراض المهلكة.
لو كان تجمع المهنيين على قدر المسؤولية الوطنية والأخلاقية لتبنّى مُبادرات شعبية، ووضع يده في يد الدعم السريع، وكل الجهات الأخرى من أجل إنسان النيل الأزرق وكسلا وسنار والبحر الأحمر، لكن يبدو أن لدى تجمع المهنيين مشكلة غير مفهومة حتى الآن مع مواطني المناطق المظلومة والمُهمّشة مثل مواطني الشرق والنيل الأزرق وسنار، وهذه ليست المرة الأولى التي تُظهِر حقيقة ما يُسمى بالتجمّع ضد مواطني هذه الولايات…
إذا كان التجمع أيضاً لا يريد لممثليه في المجلس السيادي أن يشاركوا في أي عمل وطني من أجل المواطنين ورفع المعاناة عن كاهلهم والقيام بالواجب تجاههم، فليُعلن ذلك صراحةً إن كان قادته شجعاناً، وليقولوا إن ممثليهم في المجلس السيادي ليسوا أحراراً وهم غير مؤهلين لتقدير أين تكمُن المصلحة العامة، وإنهم لا يُفرّقون بين واجب الدولة تجاه مواطنيها ومواقف الناشطين السياسيين، وليُعلن قادة تجمع المهنيين منذ الآن أن تجمّعهم ضد مشاركة ممثليهم في كل الأعمال الوطنية التي تعود فائدتها على المواطن البسيط وترسم البسمة على شفتيه وتزرع الرضا في نفسه..
كل ما فعله أعضاء المجلس السيادي الذين ذهبوا بطوعهم واختيارهم إلى الاحتفال بالساحة الخضراء، أنهم وقفوا على حجم الدعم الذي تقدمه هذه القوات، وتملكوا معلومات كاملة عن مبادرة القوافل الصحية، واطلعوا على تفاصيل متكاملة عن الأدوار التي لعبها الدعم السريع من قبل أيام السيول والأمطار والفيضانات، والآن في أزمة المواصلات بولاية الخرطوم، وفي جوانب أخرى مهمة، فقد اقتنع أعضاء السيادي بما شاهدوا وعرفوا حقيقة ما تقوم به قوات الدعم السريع ودورها الاجتماعي ومساهماتها المجتمعية، فلماذا الحملة الجائرة والظالمة ضد الدعم السريع وضد أعضاء المجلس السيادي، فهل هؤلاء الأعضاء السياديون المدنيون مجرد قطيع وهَوام تتبع تجمع المهنيين وقوى إعلان الحرية والتغيير..؟ أم هم مسؤولون لهم عقول ولديهم تقديرات ويعرفون الصالح من الطالح..؟
تكشف لنا الأيام كل يوم أن مجموعة الناشطين السياسيين هؤلاء أنهم حفنة من الموتورين والانتهازيين يحقدون على المجتمع ويسبحون عكس التيار، ويعيشون في ظلام النفوس الصدئة التي لا ترى في الآخرين غير العداوة والبغض والحنق المُصطَنع والطيش السياسي، وكل الثناء للعزيز الجبار أنه كشفهم بسرعة لعامة الشعب، فهم بلا وعي ولا بصيرة راشدة يتحركون ويخبطون خبط عشواء ويتبنّون مواقف مخجلة ويكتبون البيانات التي لا تساوي جناح بعوضة ولا ثمن الحبر الذي كُتبت به… ستنقشع هذه الفقاعات الكذوبة، وستتبدّد كأنها لم تكن ذات يوم…
الصادق الرزيقي
الصيحة
والله فعلا شي محير وما مفهوم.
ممكن نصف الأمر هو الشي الذي الكامن في نفوس تجمع المهنيين الجناح الشاذ و الصقور في التجمع الذي يري بأن الذي حصل في يوم ١١ أبريل ليس إسقاط بل تسليم وتسلم بين قادة الجيش ولذلك تتولد الحساسية كلما تحرك عناصر الجيش.