حوارات ولقاءات

نجلة مُوسى هلال تتهم النظام البائد بإشعال نِيران الفتنة بينه وحِميدتي : والدي لم يرفض التنازل عن (4) مليار دولار عائد ذهب جبل عامر

نجلة مُوسى هلال تتهم النظام البائد بإشعال نِيران الفتنة بينه وحِميدتي

والدي لم يرفض التنازل عن (4) مليار دولار عائد ذهب جبل عامر كما يُشاع

المحكمة مُوجهة وتفتقر للنزاهة والإنسانية

لا علم لنا بمكان إعتقاله والسُلطات ترفض مُهاتفته

إن كان حِميدتي يُريد الصُلح فلن نُمانع

نُطالب بمحاكمته “مدنياً”

أدهش اعتقال الزعيم القبلي موسى هلال الكثيرين، سيما وأن سُقوطه من دُون مقاومة تُذكر بمعية أنجاله الأربعة ومُعاونيه ورِفاقه على يد قوات الدعم السريع التي يترأس قيادتها محمد حمدان دقلو الشهير بـ(حميدتي) لم يكن مُتوقعاً.

نجح “هلال” في تكوين هالة إعلامية ضخمة حوله بيد أن أحداث “مستريحة” التي تدثر بيها من تهديدات نظام البشير الذي أعلن تمرده عليه بصوت عالي وطفق ينفخ الهواء الساخن على رموزه وقيادات صفه الأول مُستعيناً بما يعرفه مُتسلحاً بخزنة الأسرار لديه، قضت على ” الزعيم الاُسطورة”.
من “مُستريحة” زعيماً وقائداً وكلمة مسموعة لا تُرد إلى حيثُ لا يعلم ذويه أين هو الآن؟! ،فبعد إقتياده مُكبلاً للخرطوم كما أمر الرئيس المخلوع والزج به رهناً للإعتقال تُؤكد أُسرته أنها لن تتمكن من سماع صوته كأضعف الإيمان حتى الآن.

الرجل الذي تلاحقه العديد من التهم، منها وفقاً للمحكمة العسكرية المختصة تُهم تتعلق بحرق وإتلاف(26) سيارة تابعة لقوات الإحتياطي المركزي إضافة للتمرد على النظام الدستوري ومهاجمة القوات النظامية بجانب تُهم تتعلق بالقتل العمد تصر أسرته على تدبير “مكيدة” للإيقاع به، مُصوبة خيوط الإتهام على مسؤولين بالنظام البائد قالت إنهم لم يستطيعوا إخفاء سعادتهم بسقوطه وقالوها صراحةً .
مُشككين في نزاهة المحاكمات الجارية الآن، ومُطالبين بضرورة تحليها بالإنسانية والعدالة إن كان لابد مِنها، وإلا فإنها لن تكون سوى إمتداد للنظام البائد.

عُود ثِقاب
تروي أماني مُوسَي هِلال في حديثها لـ(الجريدة) ما أسمته بتدبير مُؤامرة لوالدها أبطالها مسؤولين بالنِظام البائد، بذلوا قُصارى جُهدِهم لتأجيج الصِراع بين الطرفين.
قائلة: روى ليّ أشخاص أعرفهم جيداً أنهم إثر جلسة جمعتهم بمسؤولين نافذين في حُكومة المخلوع، أكدوا لهم “إنبساطهم”من نيران الخِلاف المُشتعلة بين الرجلين ، وقالوها صراحة”الوضع ده مريحنا جداً”.
بدت نجلة الزعيم القبلي ورئيس مجلس الصحوة الثوري المُعتقل على قناعة تامة بما سردته للتو، وفاضت في الشرح أكثر من ذلك، هُناك أشخاص يركضون خلف مصالحهم الشخصية والسياسية والاقتصادية ضاربين بكُل شيء عرض الحائط.
عُود الثِقاب الذي ألقي بِه مُنتفعي النظام المخلوع أشعل النيران بـ(مُستريحة) والنتيجة كانت إعتقال العشرات وبالطبع من بينهم “موسى هلال”وأبنائه الأربعة والعديد من رفاقه إضافة لأفراد من الأُسرة لم تُسمهم.

سُوء فهم
تصف ” أماني” مايحدث بين “هلال” و”حميدتي” بسوء الفهم وإختلاط قضايا ليس إلا، قائلة: قائد الدعم السريع يعتقد أن هُناك مشاكل نظراً لتنفيذه توجيهات النظام البائد ووزير الدفاع آنذاك وإقتياد والدها من بين يدي والدتِه وفِراشها،”جدتها ” التي فارقت الحياة مُتأثرة بإعتقال إبنها، مُجددة أحزان الأسرة، بيد أن الأمر ليس كما يبدو.
مُضيفة ان الإعتقال الذي تم بمُوجبه إقتياد والدها للخرطوم نُفذ نتيجة تحدث الزعيم القبلي في وسائل الإعلام مُختلفة منادياً بأهمية الإصلاح السياسي والاقتصادي إضافة لمُطالبته وقف النزيف الدموي بدارفور، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام التي تحدث فيها تحتفظ بتصريحاته “صورة وصوت”.

محاولات فاشلة
يقبع موسى هلال رهناً للإعتقال مُنذ أكثر من (6) أشهر، تُؤكد ” أماني “وفقاً لحديثها مع (الجريدة) إنها لا تعلم مكان إحتجاز والدها وأشقائها الأربعة، وباءت كُل مُحاولات الأسرة لرؤيته أو التحدث معه بالهاتف بالفشل.
مُردفة: عندما حاولنا رؤيته بُغية الإطمئنان عليه، تم تقديم طلب للمحكمة عن طريق مُحامي ولكنهم طالبوا بتقديم الطلب لرئاسة الأركان التي بدورها ستقوم بتسليمه لرئاسة الجمهورية التي ستُقرر إن كان يُمكن زيارته أم لا.

الشيء الذي جعل “كُومة” من الأسئلة تدور برأسها، ويبدو أنها لم تستطع كِتمانها أكثر من ذلك فقالت مُتسائلة: هل سقط النظام حقاً؟! ،إن كان كذلك فلماذا يستمرون في الإعتقال ويُصرون عليه، مُشددة على أنّ كُل القضايا المرفوعة ضد والدها مُتعلقة بالنظام البائد ورئيسه المخلوع.
ـ سألتها عن التُهم المُوجهة ضده ؟
تُهم كيدية وممنهجة، وباتت بعد سُقوط النظام “تشريفية” فقط، تغويض النظام السابق والخروج في وجه رئيسه المخلوع وتكوين جسم سياسي، كُلها تُهم يجب أنّ تذهب حيث ذهب النظام .
ـ وماذا عن رفضه التنازل عن مبلغ (4) مليار دولار مُودعة في بنك دبي عبارة عن عائدات بيع ذهب جبل عامر ؟.
هذه مُجرد أقاويل وإفتراء لا أساس له من الصحة، إن كان يُوجد من لديه الأدلة التي تُثبت عكس ذلك عليه تقديمها للمحكمة.

لا صُلح
بشكل قاطع نفت “أماني” لـ(الجريدة) حدوث أي صُلح بين والدها وحِميدتي، لأنه وبكل بساطة لا تُوجد مُشكلة من الأساس،”مايتم تداوله عبر الأسافير غير صحيح” وتواصل : إن كان قائد الدعم السريع يُريد الصلح فلا مانع لدينا مُطلقاً، ولكنه في حال إستمرار هذه المُحاكمات يجب أن نتأكد من أنها مُحاكمات نزيهة وغير مُوجهة وتتم في العلن بعيداً عن السرية التي تحدث الآن، مُطالبة بضرورة أن تكون المُحاكمة “مدنية” ومُختصة وقانونية.
ـ هل لديكم أيّ تحفظات على المُحاكمات الجارية الآن؟
هذه المُحاكمات تفتقر للعدالة والإنسانية، محكمة سرية تُقاضي مدنيين وتتعدى على أبسط حُقوقهم، من حق أي مُتهم محامي يُدافع عنه.

أحداث “مستريحة”
تسترجع ” أماني” أحداث مُستريحة وما تلاها من أحداث ألقت بظلالها على الأسرة بأكملها، مِنهم من تمت تصفيته، وهُناك من اُعتقل، بينما فر العديد خارج السودان، وأُقتيد العشرات للخرطوم وزُج بهم في السجون، ولكن هذه المرة بعيداً عن المُؤامرات فقط تعرض والدها للظُلم وفقاً لما ترى سوف تُثبته الأيام والقانون.
ـ ولكنك أشرتِ لإفتقاره للعدالة ـ أعني القانون -؟
لذلك يجب توجيه القضاء وتصحيح مساره وذلك لن يتم إلا بمُناهضة الظُلم .

تختم “أماني موسى هلال”حديثها لـ(الجريدة) بالعديد من المطالب يأتي في مُقدمة سَنامها عدم التنازل عن حق والدها في محاكمة عادلة تحفظ حُقوقه ـ حتى لا يفقد القضاء مصداقيته ـ مُطالبة بضرورة الوعي بخطورة مِثل هذه المحاكمات وما قد تُسببه من فوضى بالمجتمع.

استمعت إليها: سلمى عبدالعزيز
صحيفة الجريدة