المعلمون .. حكاية (6) مطالب
استبشر المعلمون خيراً بعد معاناة ومطالب منذ فترة ليست بالقصيرة، ينادون بتحقيق كثير من مطالبهم، بعد أن وافقت الحكومة الانتقالية على مطالب المعلمين، والتي منها إعفاء وكيل وزارة التربية والتعليم، بجانب مديري التعليم في ولايات البلاد، وقالت لجنة المعلمين في بيان لها، إن وزير شؤون مجلس الوزراء، عمر مانيس، اجتمع مع كل من لجنة المعلمين وقيادات من المجلس المركزي لقوى التغيير ووزير التربية والتعليم محمد الأمين التوم، لمناقشة مطالب المعلمين، حيث تم الاتفاق على مطالب المعلمين الستة، والتي تشمل إعفاء وكيل وزارة التربية والتعليم (من منصبه)، وإعفاء مديري التعليم في الولايات، بجانب إلغاء العمل في يوم السبت ليكون عطلة للمدارس
مسودة الاتفاق
كما تضمن الاتفاق حل النقابات والإتحادات، وتحقيق العدالة والقصاص، وبحث الفروقات والتشوهات بين راتب المعلم ونظرائه في المهن الأخرى، وقد تسلمت وزارة المالية مذكرة تحسين الأجور، بحسب اللجنة، وفي وقت سابق توافقت لجنة المعلمين على عطلة يوم السبت، وعزمت تسيير موكب حاشد من مختلف أحياء العاصمة صوب مجلس الوزراء لتنفيذ وقفة احتجاجية
خطوة إيجابية
وبدوره قال الخبير التربوي الهادي السيد في حديثه لـ(آخر لحظة) إن الاستجابة للجنة تعتبر خطوة إيجابية، إضافة إلى أنهم يمثلون المعلمين، وأشار إلى أن إلغاء عطلة السبت خطوة في الإطار الصحيح بالنسبة للمعلم قبل الطالب، لجهة أن المعلم لابد أن يجد وقتاً يستطيع أن يتنفس فيه، أي للراحة، لكن نسبة للظروف الاقتصادية المعروفة لدى الجميع هناك كثير من المعلمين يحتاجون لهذا اليوم للعمل لزيادة دخل الأسرة، وآخرين يحتاجون له للتواصل الاجتماعي والأسري، أما فيما يخص زيادة المرتبات قال هذا هو مربط الفرس، لأن مرتبات المعلمين ضئيلة جداً لا تكفي حاجة أسبوع، واحد وأشار إلى أنه رغم ذلك نجد المعلم يؤدي دوره على أكمل وجه، دون كلل أو ملل، ولم يطلب شيئاً مستحيلاً
هجر المهنة
وبدوره قال الخبير التربوي بشرى محمد علي حامد نجد أن هناك كثير من المعلمين الرجال هجروا المهنة لضعف المرتبات، لأن المعلم لا يستطيع أن يقوم بإعالة أسرة متكاملة، لذلك نجد نسبة تواجد الرجال كمعلمين ضعيفة جداً على مستوى المركز لا تتجاوز الـ25% تقريباً، أما فيما يخص إلغاء عطلة السبت فنحن كمعلمين نجد أن عدد الساعات خلال الأسبوع خلاف يوم السبت يمكن أن تنهي المقررات، لكن المشكلة في العجز الكبير في المعلمين، واشتكى من عدم تعيين معلمين لفترة طويلة، خاصة في ولاية الجزيرة، تقريباً منذ 2013 لم يتم تعيين معلم واحد للولاية، وهذا له الأثر الواضح في مدارسنا، فضلاً عن أن جلَّ المدارس تخلو من تعيين أو وجود فراشين وخفراء، إذ يقوم المعلم بهذا الدور ( من إغلاق الفصول وفناء المدرسة) حتى يطمئن على المحتويات من السرقات.
حقوق المعلمين
وتابع بشري قائلاً نحن نتحمل التعب والإرهاق حتى نستطيع أن نكمل المقرر، باعتباره واجباً علينا، بغض النظر عن ضعف المرتب، وقال نحن نغض الطرف عن الضرر الحاصل عليهم، وقال نحن كمعلمين نشد من أزر اللجنة لإحضار حقوق المعلمين، والبحث عن راحة المعلم، ونطالب اللجنة أن تطرق باب التعيينات خاصة المعلمين الرجال لأن أعدادهم بسيطة، كما نطالب بتعينهم في مدارس البنين لأن عدم وجود المعلم في مدارس البنين خلق فاقداً تربوياً كبيراً.
استقلال الوقت
وفي السياق ذاته يري رئيس الائتلاف السوداني للتعليم للجميع د. مبارك يحيى: لابد من استقلال الوقت لتعويض الأيام الفائتة على الطالب، خاصة أن هذا العام شهد كثيراً من الإجازات لظروف معلومة للجميع، ونحن نحترم وجهة نظر لجنة المعلمين في إلغاء عطلة السبت، وفي الحقيقة الفترة الماضية شهدت البلاد أزمة بنزين وكهرباء في الفترة الماضية، كانت هي المشكلة، لكن من نظرة تربوية إذا تم تخصيص عدد 6 حصص في اليوم أي 42 في الأسبوع وخفضنا يوم واحد في الأسبوع إجازة ستؤثر على أوزان كل مادة، أي انها لم تبن على أي دراسة ما بعد الثورة
فيما يخص إعفاء المدراء التربويين فهي خطوة حكيمة للاطمئنان على سياسات ما بعد الثورة، نسبة لوجود مدراء جدد متلزمين بتنفيذ السياسات التربوية، فضلاً عن جانب آخر هو إبعادهم للحفاظ على النظام الجديد.
تقرير:ابتهاج العريفي
الخرطوم (صحيفة آخر لحظة)