نساء يجمعهن حب رجل واحد .. التعايش مع الضرة خلطة سحرية صنيعة الرجل!!
يُروى في الأساطير القديمة أنّ أحد الرجال تزوّج وعاش مع زوجته سنوات طويلة دون أن تنجب، ولإحساسها بالذنب تجاهه، طلبت منه الزواج بأخرى لينجب منها، ونبّهها الزوج إلى أنه قد تحدث مشاكل كثيرة بسبب الغِيرة!! لكن الزوجة أقنعته بأنها سَتُراعي زوجته الثانية وستحسن مُعاملتها، فوافق الزوج على نصيحة زوجته وقال لها: سوف أسافر يا زوجتي وسأتزوّج امرأةً غريبةً عن هذه المدينة.. وعاد الزوج من سفره إلى بيته ومعه جرّة كبيرة من الفخار ألبسها ثياب امرأة غَطّاها بعباءة دُون عِلم زوجته وأدخلها حجرة خاصّة، وقال لزوجته الأولى: ها أنا ذا حقّقت نصيحتك يا زوجتي ولقد تزوّجت بامرأة ثانية..
وفي اليوم التالي ذهب الرجل إلى عمله وعندما عاد إلى البيت فُوجئ بزوجته تبكي! فسألها: ماذا يبكيك يا زوجتي؟ قالت الزوجة إنّ زوجتك الجديدة التي جئت بها شتّمتني وأهانتني وأنا لن أصبر على هَذِه الإهانة!! تعجّب الزوج ثُمّ قال: أنا لن أرضى بإهانتك وسترين بعينيكِ ما سأفعله بها، ثُمّ تناول الزوج عصاه وضرب بها الضُّرّة المزعومة على رأسها فتهشّمت الجرّة وذُهلت الزوجة! وقالت لزوجها: لا تلمني يا زوجي على ما حدث فالضُّرّة مُرّة ولو كانت جَرّة.
القصة السابقة لا نعلم مدى واقعيتها، إنما حكاية تناقلتها الأجيال من خلال التراث الشعبي، وتحمل في طياتها معان واضحة تُشير إلى أنّ المرأة لا تحتمل أن تكون لها ضُرّة تُقاسمها حُب زوجها، وتُشاركها حياتها، لكن هناك من كسرن هذه القاعدة وأصبحن أخوات أكثر من كونهن ضُرّات يعشن في كنف رجل واحد يظل عليهن بحُبِّه..!
(1)
أم مُحمّد سيدة في أواخر الأربعينات تزوّج زوجها من أخرى بعد أن أخبرها وأكّد لها أنّها ستعيش سَعيدةً، ولن تشعر بأنّ هُناك أخرى تُشاركها حياتها، حدّثتني قائلةً: كُنت أعيش الأيام الأولى في غِيرةٍ لا حُدودَ لها، لا أستطيع أن أتخيّل مُجرّد فكرة أنّ زوجي يحب غيري، على الرغم من أنّ ضرتي التي تم تخصيص جُزءٍ من المنزل لها، كانت تُحاول إحاطتي بحبها ومودّتها، إلا أنّ الغِيرة كادت أن تقتلني، لكن لم أكن أظهر لزوجي ما بداخلي، لأنّني احتفظ له بمواقف جميلة في حياتنا.. ومُع مرور الأيام أثبتت شريكتي أنها امرأة من طرازٍ نادرٍ بمُعاملتها الحَسنة وتفانيها في خدمتي وأبنائي، فطلبت من زوجي أن يكون مطبخنا واحداً، وبالفعل صارت شقيقتي الصغرى إلى هذه اللحظة لم نختلف يوماً.
(2)
الفنان عبد الله عبد القادر المشهور بـ(البعيو) جمع بين اثنتين يعيش معهما في مودّةٍ وحُبٍ، بعيداً عن التّوتُّر والخلافات.. (البعيو) في حديث سابق لـ(كوكتيل) قال إنّ تعايُش زوجتيه جاء من عدله الذي لم يقتصر على الناحية المادية فقط، بل كان يعدل بينهما في الإحساس والتعامُل والكلمة الطيبة، الشئ الذي ساعد في خلق جوٍّ أسري مُفعّمٍ بالأحاسيس الجميلة، قائلاً: أبنائي من الزوجة الثانية ينادون على الزوجة الأولى بـ(أمي الكبيرة)، ما يُشير إلى أنّ الأسرتين تعيشان في جوٍّ أُسري مُعافى من الخلافات، لافتاً إلى أنّ أسرته الثانية تحرص على قضاء أيّام العُطل برفقته أسرته الكبيرة.
(3)
حالة أخرى لرجُل أعمالٍ معروفٍ، جمع بين ثلاث نساء يقطن منطقة الفتيحاب، تزوّج من الأولى ولم يرزقه الله الذرية، وبعد مرور خمس سنوات من زواجهما، أجبرته على الزواج من أخرى، وبالفعل تزوّج برضائها وأنجبت له توأماً، ثُمّ فَكّرَ في الزواج من أخرى مع رضاء الاثنتين ولم تُمانعا في خطوته، وتزوّج من الثالثة وأنجبت له الأُخرى توأماً، وظلت الزوجة الأولى ترعى الأبناء وتحسن تعامُل الاثنتين بكل حُبٍّ، وظل الرجل يعدل بينهن في المسكن والملبس والإحساس حسب ما أفادتني به الزوجة الأولى، التي قالت إنها تعتبر الاثنتين مثل شقيقاتها، ولم ينتابها يومٌ إحساس الضر.
الخرطوم: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني