بيان حمدوك بالأمم المتحدة.. أصداءٌ وردود غير مُتوقّعة
خلّف الخطاب الأول للسودان منذ عُقُودٍ، الذي ألقاه د. عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في دورتها الـ(74) أصداءً عالمية وداخلية واسعة جداً ورصداً غير مَسبوق، وتناقلته كل القنوات العالمية بقدرٍ عالٍ من الاهتمام، ففي الوقت الذي رأي فيه الشعب السوداني نُسخة السودان الجديد، في أعقاب ثورة التاسع عشر من ديسمبر التي أطاحت بالإنقاذ، وأنّه لأوّل مرة يصبح صوته مسموعاً عالمياً ولم يعد معزولاً كما كان في السابق، وإنه يمثل بأعلى سلطة تنفيذية له في المنصات الدولية، أمعن آخرون النظر في عدد الكراسي الفارغة وعدد الحُضُور، مُتجاهلين مَضمون ومُحتوى الخطاب والأصداء الإيجابية التي حَقّقَها، مع الأخذ في الاعتبار الاِجتماعات المُهمّة الأخرى واللقاءات الجانبية الأخرى التي أجراها رئيس الوزراء حمدوك على هامش مُشاركته في الاجتماعات الهادفة لإعادة وضع السودان وتصحيح صورته الشائهة عالمياً وإعادته إلى المُجتمع الدولي، بجانب إيجاد تَسويات للملفات الشائكة اقتصادياً وسياسياً ودبلوماساً التي أقعدت البلاد، في مُقدِّمتها وضعه على اللائحة الأمريكية السوداء التي تضم الدول الراعية للإرهاب.
بالأمس، تَوجّهَ حمدوك الى فرنسا مُلبياً دعوة تَلَقّاها قبيل تقلُّده المنصب من الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، في وقتٍ انطلقت فيه دعوات من النّاشطين وقِوى الحُرية والتّغيير لتنظيم مليونية لاستقبال رئيس الوزراء بعد عودته اليوم تقديراً للتمثيل اللائق الذي حققه للسودان في أول محفلٍ عالمي يُسَجِّل السودان فيه حُضُوراً مُشرفاً.
بيانٌ عالميٌّ
مَسؤولٌ رفيعٌ بوزارة الخارجية قال لـ(الصيحة)، إنّ خطاب السُّودان الذي ألقاه حمدوك سمعه كل العالم وليس العدد المحصور في كراسي القاعة التي احتضنت اللقاء داخل مبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولفت المصدر إلى أنّ بيان السودان سَبقته حركة مُستمرة ونشاطٌ واسعٌ على هامش الاجتماعات لرئيس الوزراء، وأضاف: (كما هُو مَعروفٌ لمن يتابعون الاجتماعات داخل قاعات الأمم المتحدة بنيويورك، هناك حركة دؤوبة للمُمثلين واجتماعات جانبية كثيرة جداً وقد يكون اللحظة التي أخذت فيها الصورة كان بعض الحضور بالخارج)، واعتبر أنّ بيان السودان حُظي باهتمامٍ عالمي غَير مَسبوقٍ، وأنّه لأول مرة في تاريخ السودان يتم نقل الخطاب عبر القنوات الدولية في كل أنحاء العالم مُباشرةً وعبر قنوات رئيسية، مُذكِّراً بأنّه في السابق لم يكن هنالك أيِّ اهتمامٍ ولا يُسمع صوت السودان إلا داخل القاعة فقط، مُضيفاً أنّ وزارة الخارجية لم تَحتاج لتلقي الخطاب من البعثة الدائمة، وإنّما تلقاه كل العالم لحظة إلقائه، وقال المصدر إنّ رئيس الوزراء قَدّمَ نفسه والسودان مُمثلاً في بيانه بطريقة جيدةٍ جداً وجدت القبول والثناء والاحترام، وامتدح المسؤول حديث وزير الخارجية السابق البروفيسور إبراهيم غندور بشأن الانتقادات التي أثارها البعض حول الحُضُور بالقاعة لحظة إلقاء حمدوك بيان السودان، وقال إنّ غندور أدلى برأيه من واقع تجربة لمسؤول سياسي خَبِرَ تلك الأماكن من واقع التجربة، واعترف المسؤول بأنّها المرة الأولى منذ عهد رئيس الوزراء السابق محمد أحمد المحجوب عام 1967 الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة نيابةً عن المجموعة العربية بعد العدوان الإسرائيلي، يجد بيان للسودان اِهتماماً وَصَدَىً بهذا القدر، لافتاً إلى أنّ توقيت البيان كَانَ مَعروفاً منذ وقتٍ مُبكِّرٍ وانتظره العالم والشعب السوداني بشغفٍ.
عامل الخبرة
في تغريدة رصدتها له المواقع الإسفيرية، أبدى رئيس حزب المؤتمر الوطني “المُكَلّف” البروفيسور إبراهيم غندور، استغرابه من المنشورات الكثيرة التي تداولها النشطاء تستهتر بحُضُور بيان حمدوك رئيس وزراء الفترة الانتقالية وتتحدّث عن خُلو القاعة، وأضاف غندور بصفحته الرسمية في فيسبوك، قائلاً: “في كثير من الأحيان يحدث ذلك أمام كثير من الرؤساء، فالخطاب في مَنَصّة الأمم المتحدة هو خطابٌ لكل العالم ولا يهم مَن حَضَرَ داخل القاعة”، لذا أقول إنّ الاستهتار برئيس الوزراء الانتقالي السوداني هو استهتارٌ بكل سُوداني، ومن يفعل فهو يفعل ذلك بنفسه لأنّ الدكتور “عبد الله حمدوك” يمثل السودان وليس قِوى الأحزاب التي رشّحته لتولي المنصب – على حد قوله.
هؤلاء مُغرضون
السفير الصادق المقلي قال في إفادته لـ(الصيحة)، إنّ خطب وبيان الدول التي تُقدّم من مَنَصّة الأمم المتحدة ليس مُوجّهاً للحضور بالقاعة، وإنّما لكل المُجتمع الدولي، وأضاف أنّ خطاب حمدوك رُصد من كل الدول عبر وسائط التّواصُل “يوتيوب” وغيرها، واعتبر عن عدم الحُضُور الكثيف لا يُقلِّل من شأن البيان، وأضاف أنّه في العادة أنّ الجلسة الافتتاحية يكون الحُضُور فيها عالياً ويتناقص من اليوم الثاني، لأنّ غالب المسؤولين لديهم اهتمامات وقضايا أخرى في بلادهم، واتّفق المقلي مع آخرين بأنّ خطاب حمدوك تناقلته كل القنوات العالمية، وأنّ رئيس الوزراء حمدوك الرئيس الوحيد الذي صَفّقَت له القاعة، أضف إلى ذلك، فإنّه لأول مرة تُعقد جلسة خاصة بالسودان داخل الأمم المتحدة، طرح فيها حمدوك كل شواغل الحكومة الجديدة، وعن ثورة السودان النموذج، فَضْلاً عن مُشاركته في الفعاليّات الأخرى، أبرزها الحُريّات الدينية والإعلامية، وذكر السفير أنّ السودان ظَلّ معزولاً منذ أكثر من عشرين عاماً، ووصف المُثيرين لخلو القاعة بأنّهم مُغرضون وتنقصهم الوطنية، لافتاً إلى أنّ المُعارضة الحَقّة هي التي تسعى لنجاح حكومتها ومُراقبة أدائها وليس تصيُّد أشياء انصرافية ليست ذات قيمة.
الصيحة
حمدوك حمــــــــــــــــــــــــــدوك منقذ الســـــــــــــودان
أتمنى بعد كتبت مقالك ده تكون بطنك بردت (هههههه)