رأي ومقالات

داليا الياس: مابين (الكفاءات) و(الكفوات)

مع كامل تقديرى للسيدة وزيرة الخارجية المعينة مؤخراً ( أسماء محمد عبد الله) وسيرتها الذاتية المجيدة المعنونة بكونها واحدة من مظاليم العهد البائد… ولكنى أعتذر عن كونها بالنسبة لى شخصياً غير مقنعة وغير ملائمة للمنصب ولا تستحق هذه الوظيفة الحساسة والمحورية.
وأعتقد أن الواجهة السودانية العالمية تستحق أن تكون أفضل وأعمق وأكثر لباقةً وتأثيراً من ذلك وهو التغيير الذى ظللنا ننشده ونرجوه …علماً بأن المعيار المطروح كان بحسب ما توقعناه هو معيار (الكفاءات ) وحدها…. وليس معيار الترضيات والمحاباة أو حتى التربيت على الكتوف والمواساة…. وأظن أن الكفاءات السودانية التى تستحق متوفرة بكثرة داخل وخارج البلاد .
والشاهد أننى تابعت عدداً من التصريحات وحواراً مطولاً للسيدة الوزيرة مع واحدة من القنوات العربية…هذا الحوار كان محبطاً جداً….والإجابات التى ظلت معاليها تقرأها من الورق كانت أبعد ما تكون عن الأسئلة المطروحة وينطبق عليها تماماً التعبير الشعبى المتعارف عليه ( كلام الطير فى الباقير).
فقد شعرت فى كثير من اللحظات أن المذيعة غير السودانية التى طرحت أسئلة قوية من صميم أولويات وزارة الخارجية كانت على دراية وعلم بالمواقف السودانية أكثر من الوزيرة المعنية التى حرصت على التنصل بأستمرار عن معظم الملفات المتعلقة بالسياسات الخارجية للبلاد!!
وكان حضورها طوال ذلك الحوار باهتاً وضعيفاً….وخرجت على الملأ وهى مشتتة الذهن ولا تملك القدرة الكافية لتمثلنا خارجياً…الشئ الذى أسلمنى على نحو شخصى للشعور بالمرارة والأسى…فهززت رأسى متحسرة وتبادر إلى ذهنى ببساطة تساؤلاً مشروعاً عن ماهية تعريف الحكومة لمعنى كلمة كفاءات؟!! وما هو المعيار الذى يتم إعتماده لقياس معدل كفاءة الفرد وأحقيته للوزارات الحيوية؟!
وهل يكفى أن تتمتع بسيرة ذاتية حافلة بالإنجازات الشخصية والشهادات المرموقة لتتمكن من النجاح فى إدارة دولاب العمل فى وزارة تعد بكل المقاييس عنواناً للبلاد؟!
إن إختيار السبدة وزيرة الخارجية بحسب ماتوفر لى من إنطباع حرصت فيه على الموضوعية لم يكن موفقاً بكل المقاييس…. وهناك من هم أحق وأجدر بشغر هذا الكرسى المؤثر فى ظل الظروف الراهنة التى تحيط بالسودان الذى يفترض أنه الآن فى مرحلة مفصلية من تاريخه تحتاج لإدارة ملف العلاقات الخارجية بالكثير من الكياسة والذكاء والحماس الذى لا أظنه متوفراً لدى الوزيرة المعنيه بغض النظر عن إعتبارها من الحكمة والخبرة بمكان وفقاً لسنوات عمرها المتقدمة الشئ الذى يؤهلها أكثر لتكون مستشارة بالوزارة وليست وزيرة .
وعلى الرغم من كونى حاولت أن أغض الطرف عن قضيتى العمر والمظهر الخارجى على إعتبارها مسائل سطحية والتعاطى مع إختيار معاليها بعمق إلا أننى لا أخفيكم أن أشواقى كانت تتوق لوزير خارجية من الكفاءات الشابة تضج عروقه بالدماء الحارة ويدير الأمر بأقتدار الشباب ورؤاهم المتطورة ويساعده شبابه على الحركة والتسفار المتواصل .
على صعيد آخر وعلى ضوء حيثيات ذلك الحوار المؤسف يطل السؤال : لماذا يقبل أى مسؤول الظهور على الشاشات الخارجية المؤثرة فى الرأى العام العالمى والجلوس فى مقعد الضيف المحاصر بالأسئلة الملغومة طالما لم يلمس فى نفسه القدرة الكافية للإقناع؟!!
ألم يكن بأمكان السيدة وزيرة الخارجية ومن شاكلها الإعتذار عن إجراء هذا الحوار لحين إمتلاكها لناصية الردود والإلمام الكافى بكل التفاصيل التى من شأنها توضيح موقف السودان بجلاء وإظهاره بشكل لائق؟!!
لماذا أدمن مسؤلو بلادى الفشل الإعلامى وإحراج أنفسهم وإحراجنا بالمقابل وترك إنطباع أقل مايوصف به قبيح وشائن عن البلاد والعباد لدى المتلقى؟!!
وأين الإحترافية التى يجب توفرها فى وجود مستشار إعلامى متخصص يعنى بكيفية ظهور المسؤول المعنى والإشراف على أدق تفاصيل ذلك الظهور؟!
ويظل السؤال الأهم فى غمرة تلك التساؤلات: هل يلحظ السيد رئيس الوزراء المبجل الذى يرى فيه شعب السودان المهدى المنتظر تلك الشعرة الرقيقة مابين ( الكفاءات) و( الكفوات) التى ألقى بها فى وجوهنا الحالمة؟!!
ترى إلى أى مدى ينسحب الإحباط الذى صاحبنا مع وزيرة الخارجية على بقية الوزارات؟!!!

تلويح:
فى بعض الأحيان قد لايكفى تاريخ المرء الشخصى لتحديد مستقبل شعب بأكمله.

داليا الياس/ إندياح

‫8 تعليقات

  1. يا داليا . انتي خليك في الفحولة والذكورة . وارسلوا الى صورهم منتصبة كتماثيل البوذيين .
    كما قالت ماما اميرة ( خليك في خالك)
    الطاهرة الفرعونية اثرت على عقلك

  2. أرجو أن تكون مشكلة الفحولة اتحلت
    ما تغيّري الموضوع !!
    سؤالي واضح ….
    اتحلت واللا ما اتحلت؟؟؟

  3. لا تقتلوا الشاعره الانسانه واكن الاجدر ان ترموا ساهمكم على ان الحق يقال وكانت حقا وزيرة خارجية السودان دون الطموح وكان الاجدر اخيار شخصية حيويح ونشطة وذات كريزمه معينه لان الدرلوماسية تحتاج لشخص متفرد فى الموسوعه الدبلوماسية ومواكب الاحداث ولباقه وحسن ترف واصبحت كوظيفة علاقات عامه بس صورة دوليه وتحتاج حقا لمراجعه والا عيب بالنقد البناء وابداء الراى وان اختلفنا وهدفنا هو مصلحة الوطن وليس الاشخاص ولان الوطن للجميع وليس للحرية والتغير والاحزاب وبل المواطن لديه صوت راى يجب ان يوضع فى الاعتبار ولملا وكيف اتوا اخوتى فى الحرية والتغير واليس باراء وجهد المواطن وتضافر الجهود المشتركة والتى ازلة الغم والهم والفساد السابق لحكومة الظلم والقهر وعدم سماع صوت المواطن واحذروا غضب المواطن واسمعوا له لانه صاحب الوجعه المشورة والتطلعات لمستقبل الموطن بالراى الجمعى والتفاهم والله المستعان

  4. الملافظ سعد – لا يعقل ان يوصف وزير خارجية اي كان وفي اي بلد كان ( بالكفوة ) الا عندنا نحن في السودان بسبب المستوى الاعلامي المتدني للكوادر الاعلامية والتي ينبغي ان تكون هي الركيزة الرابعة التي تعتمد عليها الديمقراطية – علي الاقل يجب ان نحترم بعضنا البعض في سياق الالفاظ التي نتداولها وخاصة عندما تكون للنشر – فالسودان يحتاج فعلا لغسيل شامل كامل في كل الاصعدة حتي تسلم الاجيال القادمة من مثل هذه المواريث .

    1. النصيحة هم كفوات ولم يتم اختيارهم بطريقة احترافية انما هي الحزبية البغيضة
      ولا وجود للدمقراطية لا في قحت ولا غيرها

  5. إلا أننى لا أخفيكم أن أشواقى كانت تتوق لوزير خارجية من الكفاءات الشابة تضج عروقه بالدماء الحارة ويدير الأمر بأقتدار الشباب (ورؤاهم المتطورة ويساعده شبابه على الحركة والتسفار المتواصل .
    ماذا استنبطتم من كلامها اعلاه؟هذه لغة الحروف وليست لغت الجسد هههههه

  6. انتي مرآة حاقد بس يا كوزة.
    ارحنا موفقين بيها لي قدام بإذن الله.