رأي ومقالات

الثورة المضادة والحكم ب (شريحتين)!!

بقراءة واقع الحال يبدو ان الثورة المضادة ستندلع من داخل العصبة الحاكمة ولن تكون مثلما يصور البعض حراكا من قبل العناصر التي فقدت الحكم في الحادي عشر من ابريل المنصرم.

ما معني ان تسير جماهير قوى الحرية والتغيير مواكب مليونية للضغط علي من قدمتهم للحكم بشان مطالب القضاء العادل، وهل سنكون بحاجة الي مليونيات يومية او اسبوعية لتنزيل برنامج متفق عليه مسبقا خرجت من اجله المواكب منذ ديسمبر وسقط فداء له الشهداء والجرحي.

لماذا تصر قوى الحرية والتغيير علي دخول هذه المرحلة ب(شريحتين ) حكاما ومعارضين ، وما معني ان تتحرك المواكب للضغط او تذكير حكومة جاءت بها ذات المواكب، نخشي علي (قحت) من ان تكون بهذه المواكب مثل النار التي ( تاكل بعضها ان لم تجد ما تاكله)، طريقة المواكب الحالية ستبتذل عطاء الثورة في مرحلة النضال ضد الانقاذ، البعض بدا يتعامل معها باعتبارها (طقسا اجتماعيا) غير مرتبط ببرنامج سياسي وطني ، ليس مقبولا ان تستمر قوى الحرية والتغيير علي ذات النسق من التظاهر بعد ان حكمت وصار بامرها كل شى، علي من تخرج المواكب الان بعد سقوط الحكومة السابقة؟!.

الادهي من كل ذلك ان تضطر الاجهزة الامنية المعبرة عن مرحلة حكم الحرية والتغيير لتفريق جماهير وانصار القوي الحاكمة باستخدام الغاز المسيل للدموع والهروات حتي تقع اصابات بين عناصر طالما سبحت بحمد الحرية والتغيير وحملت قياداتها علي الاعناق حتي اوصلتها الي مواقعها في المجلس السيادي ومجلس الوزراء.
الخميس الماضي تحالف الموكب المليوني مع الامطار فتوقفت الحركة في الخرطوم وازدادت الحوادث المرورية وتعطل دولاب العمل وضاع وقت المواطنين وسط زحام الطرقات والمركبات، حتي الساعات الاولي من الصباح كان انصار الحرية والتغيير يغلقون الشوارع ويشعلون الاطارات في مشهد اعاد ايام مقاومة نظام الانقاذ.

السؤال الذي يفرض نفسه الان بعد قراءة ردود الفعل المتواترة من قبل قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين ، اين اصبح القرار الذي يوجه الشارع؟ ، وماهو السبب وراء حالة الازدواجية الراهنة في اداء قحت التي تحكم البلاد بينما يضطر انصارها للضغط عليها بالمواكب لتنفيذ مطالب الثورة؟!.

الاجدي ل(قوى الحرية والتغيير) ان تترك حكومة حمدوك تعمل بعيدا عن الضغوط والمواكب ، وان تتوافق علي اهمية تحقيق الاستقرار في المرحلة القادمة، كيف ستراهن السلطة الجديدة علي الانتاج والجميع في المواكب ، والشوارع مغلقة ، والمصالح معطلة، امنحوا الحكومة فرصة للتخطيط والعمل فالفترة الانتقالية لاتكاد تكفي لانجاز المشروعات الكبيرة ، واذا فشلت فالشارع موجود.

محمد عبدالقادر

صحيفة اليوم التالي

‫4 تعليقات

  1. كان أهم سؤال قبل سقوط الإنقاذ: من هو البديل وهو سؤال لم يجد إجابة.. الأحزاب غير ناضجة سياسيا وليس لها تجربة في الحكم وكارهة للديمقراطية وهذا ما يظهر الآن، أحزابنا إنقلابية أكثر من الجيش وهي وراء كل الانقلابات لذلك تعاف صندوق الاقتراع، أتمنى أن تعلم الأحزاب أنه لن يحيا إنقلاب في السودان لمدة يوم واحد بعد الآن.

  2. طبزتها باخر جملة ..فالشارع موجود ..ظننت انك ضد تغيير السياسات بالمواكب و حرق الاطارات و تعطيل حياة الناس ِِمن هو الذي يفترض ان يدير الدولة..من يستطيعون الخروج للشارع ام حكومة و مسؤولين.

  3. بالضبط هذا هو المطلوب و هكذا يكون التغيير
    لا نتوقع ان يتفهم الكثيرين هذا الوضع نتيجه عيشهم 30 عاما من الغيبوبه الفكريه و الابداعيه
    سياسه الحسب و النسب و الترضيات
    إن مايحدث من خروج الشعب في مسيرات يضمن نزاهه و استقامه الحكم و الحكام
    و لان قحت اتت بمن يحكم فهي الاولى بان تكون اول من يخرج بغرض التقويم لا اكثر
    فماحدث يمثل جرس انزار و تنبيه
    و اظن من حق الشهداء علينا احقاقهم قبل اي شئ
    و هذا لن يأتي إلا في ظل ما نادت به المسيره
    وعلى فكره كانت بنفس الوقت بعده مدن
    والله الموفق