سلسفيل
قد يسأل الإنسان نفسه أهو راض عما يقوم به في حياته في أوجهها المختلفة أم أنه يرى الأمر مجرد قدر عليه أن يحتمله دون أن يقف لقتييمه أو تقويمه ظناً منه التأمل قد يفتح باب التمني والتمني احياناً فطمونا له أنه باباً من أبواب الشيطان لأن كلمة لو تفتح هذا الباب.. ولكن كثيراً من المواقف والأحداث التي مرت وتمر علينا كانت تحتاج لهذه الكلمة (لو).. لأننا كثيراً ما نجد في تقييمنا لمواقفنا بعض الاتجاهات السالبة فلو كانت معالجتنا بروح الإيجابية لما تداعت بعدها المآلات.. يعوزنا التفاؤل كثيراً.. ففي بعض الأمور تقودنا العدمية و التسليمات السالبة للقدرية إلى طرق اللاهدف واللا تحديد لذا تظل ا لنتائج في رحم الغائب غير متبلورة وترانا دائماً نلعن الظروف وسلسفيل الأيام والأوضاع وربما تجاوزنا بعض الحدود الحمراء وقلنا (ملعون أبوك بلد)..
(صديقتي) دائماً تلعن سلسفيل أي شيء تدليلاً على أنها لا ترضي عن جملة الواقع.. ربما كان الأمر خاصعاً لتقديراتها الخاصة.. لأننا نعرف أن الكون ليس بكل هذه السوداوية.. ومعظم العلة تكمن في تقديراتنا لما هو وراء ا لأحداث الآنية.. فلو كان الميزان الحساس يفطن ويقدر المتحصلات النهائية لتعاملنا وطريقة تعاطينا فربما كان الحال في كلياته أفضل كثيراً مما هو عليه الآن.. ففي دنيا السياسة و هاليزها التي لا تعرف السكون تجد الكثير من تناقض القول والعمل الإثنان معاً.. فربما نظرة المتعاطي لبند السياسة تجاه قضية معينة تختلف باختلاف موقعه الحالي من القصة ذات نفسها فالناس مجبلون على اعتبار موقعهم ومقعدهم من جلسة الحالة أو القضية.. (صديقتي) تعتقد أن من الأفضل أن كان للرجل أم المرأة.. فهم متعمق بداخله تجاه الموضوع ما عليه إلا أن يركل المقعد ويلعن سلسفسل التقديرات التي جاءت به إلى هذا الوضع وينتصر لاعتقاده.. ولكن حتى الاعتقادات الآن لم تعد بذات القوة السابقة لأن حركة التقييم والتقويم باتت تقول إنها قابلة للاهتزاز والتخلخل إذا ما كان الموضوع خاضع لقياسات تجدد بتجدد الزمان ومنظروه (مهل ياترى نلعن سلفسيل هذا التجديد وروحه أم نتخذ إليه المسارب والطرق).
سلسفيل عام:
في الطرقات حيث تفترش حبات العرق والرهق الوجوه وأجساد الناس.. و تتجلى أعلى محصلات الضيق من إنعدام الوسيلة تجد أن السلسفيل نظرية كاملة لامتصاص أوجاع الاحتقانات.. فالناس مكبوتون ولا يستطيعون أن يقول إلا هذه اللعنات المبثوثة في الهواء الطلق بثاً مباشراً .. (سلسفيل المواقف.. المواصلات.. الاقتصاد الناشف..) وفي النهاية أهو كلام يفرغ الصدر من ضيقه ولا يحل القضايا.. فلو فطنت إلى هؤلاء وجدت حالة من التحدث للنفس بصوت مسموع باتت هي الشاخصة و الماثلة الآن ولأنك لا تنتبه أن كان الشخص يستخدم سماعات الجوال أم أنه منفتح مع الفضاء فأنت لا تدرك مدى خطورة الظاهرة.. (صديقتي الأخرى) شفاها الله دخلت في زمرة هؤلاء المتحدثون لأنفسهم عبر الأثير وصارت تأتي بما هو غير مفهوم أو ما هو غير متلائم مع الآنية الزمنية.. وكنا من قبل نحذرها من فكرة (لعن السلسفيل وتدويل التعليل إلى خارج حدود النفس) وهاهي (تفك البيرك وتتماهى مع السلسفيل).. وآخرون تراهم في الشوارع يتمثلون أحوالاً وأوضاعاً مختلفة فمن يتخيل أنه يقود عربة ومن يظن أن رجل المرور ومن يعتقد أنه فنان ومن.. ومن.. وكلهم مظاهر لسلسفيل الانفلات والضغط.. عفواً قرائي فقد أصبح الأمر أكثر شيوعاً وسط الفئات التي تكتوي بكل برنامج تغيير أو إصلاح أو ما يسميه ا لساسة والمتنفذون حسب أجواءهم وأمزجتهم وأهوائهم.. إذن هي حالة تحتاج لحل جذري عام.
آخر الكلام:
جاءنا صوته من الطرف الآخر.. وهو الذي نتمنى أن نكون مثله في وضعه المتميز.. فقد استطاع أن يجعل اسم البلد هناك في محفل الشرف والإرتقاء في مضامير الدول الأولى.. لكنه كان يلعن سلسفيل الغربة ونحن نسأله عنها كخيار لم نعرفه.. فما كان إلا أن نقول لإنفسنا (حتى أنتوا يا ناس العالم الأول تلعنوا لسلسفيل)( .. ( أها حقو نخت الرحمن في قلوبنا بدل ما تلعن السلسفيل نعمل حاجات تانية.. أكثر إيجابية.. لعل وعسى..)..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]