رأي ومقالات

حكومة كفاءات وطنية مستقلة …!

(حكومة كفاءات وطنية مستقلة) هكذا نصت الوثيقة الدستورية التي بين ايدينا وبموجبها تم إختيار الدكتور عبد الله حمدوك رئيسا للوزراء واستبشرنا به خيرا وقد أوصيناه (Take Care) فقال الرجل بعضلة لسانه إنه جاء لكل أهل السودان لأجل الوطن وليست قوي الحرية والتغيير التي رشحته وهي مشكورة ، فوضع اهل السودان ثقتهم في الرجل لإختيار حكومته الإنتقالية والتي اعلنها الخميس الماضي وينقصها العدة والعتاد والكفاءة والاهلية والمهنية ، وبالطبع لبست بذات الطموح ، غلبت عليها إجندة المنظمات والمخابرات الأجنبية ، غير أن العملية بذاتها لم تكن سهلة ، فقد شهدت شد وجذب ولت وعجن ورفض وقبول وتهديدات وضغوط هزمت الفكرة تماما وتجاوزت المألوف لمحاصصات شللية وحزبية .

غير أن المؤلم حقا أن حمدوك دفع بعدة أسماء من الكفاءات ولكنها لم تجد القبول من قبل الحرية والتغيير لأنها ليست من (الشلة) ، فحدث ما حدث من هرج ومرج بين مؤيد ورافض فوقف حمدوك مستغربا حيال تلكم التبريرات الفطيرة وبدا في ملمحه غير مرتاح حتي ساعة إعلان حكومته ، وربما فكر الرجل في الإعتذار عن التكليف ، قبل أن يتراجع قليلا بذات الروح الوطنية وتلكم الآمال والطموحات العريضة التي اتعقدت عليه للخروج بالسودان إلي بر الأمان ، قطعا وجد حمدوك في ثقافة أهله خير مثال (جمل الشيل بشيل في الدبر) .

الكفاءات المطلوبة التي نصت عليها الوثيقة ليست مطلوبات تعجيزية ، بل تتطلب مؤهل أكاديمي معتبر وليس بالضرورة أن يكون الوزير (قوني) كما يقول اهلنا في دارفور ، ولكن أن يكون صاحب خبرة عملية معتبرة في كيفية ادارة الدولة وبالطبع تلك متطلبات سياسية وتنفيذية ليست ثورية ، لاسيما وأن الفترة الإنتقالية محدودة بزمن ومنهج دقيق وبالتالي لها شروط محددة وكفاءات متخصصة لتنفيذ مطلوبات الوزارة وهي بلا شك مزج بين السياسة وادارة الدولة تنفيذيا ، ويجب أن يتمتع المرشح بالوطنية والأهلية والشرف والأمانة والنزاهة وليس مجرد مشاكس بقبة مجلس الوزراء .

الدكتور صلاح بندر من الكفاءات السودانية الشيوعية التي لا يشق لها غبار فقد هجر الرجل الحزب العجوز باكرا وله كتاباته وتصنيفاته بحكم خبرته ومتابعته اللصيقة للاوضاع في السودان لايمكن تجاوزه ، ويتخذ الرجل من عاصمة الضباب مقرا له ، قال الدكتور صلاح بندر أن الحزب الشيوعي سيطر علي مقاليد الحكومة المركزية في السودان من خلال (6) وزراء من كوادره جاءت عبر واجهاته المتعددة ، رغم أن هذا الحزب الشيوعي قد أعلن عدم مشاركته في الحكومة الإنتقالية علي المستويين السيادي والتنفيذي ، بينما أكد إنه سيشارك رسميا في جميع هياكل الحكم المحلي بالولايات ولم يترك حتي لجان الأحياء والتي تمكن منها تماما وفرض سيطرته عليها من تحت عباءة لجان المقاومة ، وبالطبع ستشهد الولايات معركة حامية الوطيس .

تصنيفات الدكتور صلاح بندر تكشف أن 75% من حكومة حمدوك من كوادر قوي اليسار بما فيهم رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك نفسه ، وقد إعترف بذلك الحزب الشيوعي حيث قال صديق يوسف من قبل (حمدوك كان زولنا) ، ولكن مع الاسف إن بعضهم جاءت كفاءات ضعيفة فرضتهم الشللية وليست الكفاءة والوطنية والإستقلالية وما خفي اعظم ، قال بندر إن (إثنين اوثلاث) من الوزراء حزب امة و(إثنين) حركة اسلامية و(2) من المستقلين ولكنهما مشكوك في درجة إستقلاليتهم .

إن صحت تصنيفات الدكتور صلاح بندر تلك ، فإن حكومة حمدوك هذه بلاشك حكومة (محاصصات يسارية مستوردة) وليست (كفاءات وطنية مستقلة) وبل شلة لأصحاب واصدقاء وأقارب ومعارف يسارية التوجه ، وربما أولاد دفعة أو دفعتين ، وفيهم من تم رفده من الوظيفة لأسباب تتعلق بالمهنة نفسها ولكنهم يحسبون (كل السحب ممطرة) ، علي كل تصبح تلك حكومة الأمر الواقع كما قالت الحركات المسلحة ولذلك سيصبح التعامل معها من واقع أنها (حكومة مهام) ينتهي اجلها بالهيكلة عقب توقيع السلام خلال (6) أشهر وقد تزيد أو تنقص قليلا .

الأوضاع في البلاد لا تحتمل المزيد من الفراغ ، والمواطن في إنتظار المعالجات الاسعافية التي تأمن له حياته المعيشية ، وليس مقبولا بعد اليوم تعليق شماعة الفشل علي الدولة العميقة المفتري عليها ، وسيظل حمدوك محل إجماع وقد إتفق عليه أهل السودان بما فيهم الحركات المسلحة نفسها خيارا لقيادة المرحلة الإنقالية المأمولة والتي ستبدأ عقب توقيع السلام .

بقلم : ابراهيم عربي

عمود الرادار السبت السابع من سبتمبر 2019 .

‫2 تعليقات

  1. سبحان الله !!

    بالله ” صلاح بندر ” ترك الشيوعي !

    عاصره أخي ، وحدثني بأن : بندر كان مقاتلا شرسا أيام الدراسة بإسكندرية ، ومعاركه مع الإسلاميين يحفظها من عايش تلك الفترة

    وتاريخه مسجل في الإسكندرية ، تتداوله الأجيال المتعاقبة

    وكشفه للأجداث الجارية بادرة طيبة منه

    الوطن جدير بكل تضحية

    وطنيااااووو

  2. @قال الدكتور الشيوعي صلاح بندر أن الحزب الشيوعي سيطر علي مقاليد الحكومة المركزية في السودان من خلال (6) وزراء من كوادره جاءت عبر واجهاته المتعددة ، رغم أن هذا الحزب الشيوعي قد أعلن عدم مشاركته في الحكومة الإنتقالية علي المستويين السيادي والتنفيذي ، بينما أكد إنه سيشارك رسميا في جميع هياكل الحكم المحلي بالولايات ولم يترك حتي لجان الأحياء والتي تمكن منها تماما وفرض سيطرته عليها من تحت عباءة لجان المقاومة ، وبالطبع ستشهد الولايات معركة حامية الوطيس.
    تصنيفات الدكتور صلاح بندر تكشف أن 75% من حكومة حمدوك من كوادر قوي اليسار بما فيهم رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك نفسه @@
    لا حول ولاقوه الا بالله
    والحاله البرهان ابوهو شيخ كبير
    وحمدتي متدين وجاهد ف رمضان
    والكباشي حج هذا العام
    وبالرغم من الدراسات العليا والخبره الكبيره خدعكم الشيوعي …لكن لا تحزنوا لن يخدع الشعب ابدا….والشعب منتظر اي هفوة او دقسه او انحراف او تهور او محاربه لدين الاسلام وتعاليمه من قبل الشيوعي واليسار ولا يلوم الا نفسه…شعبنا ساند جيشه وامنه وحتي لو كانت القياده مرتخيه سيقويها واسالو الميدان واسالو التاريخ واسالو الابطال…
    لا جدال لا تراخي لا تهاون مع اعداء تعاليم الدين……