(في غفلة رقيبي رُحت أزور حبيبي)… زيارة الفتاة لـ(حبيبها) في المنزل.. ما بين (قلة الأدب) و(قوة العين)!
عندما أخبرها صديقه الذي اعتادت أن تتّصل عليه كلما أرادت أن تطمئن على (حبيبها) بأنّه يُلازم الفراش لوعكةٍ صحيةٍ ألّمت به، لم تمهله برهة من الزمن ليخبرها بما حدث وأصابه، ولم تستطع أن تتمالك نفسها، ولم يمنعها حياؤها من أن تذهب إليه في حالةٍ يدفعها شُعُورها، تاركةً أسئلة تجول بخاطر كل من كان في تلك السانحة، وهي تطرق باب منزل حبيبها للاطمئنان عليه، مُتحديةً كل الأعراف والتقاليد، وضاربةً بعبارة (ياخ البت دي عينها قوية) عرض الحائط..!
(1)
بالمُقابل، طرأ على مُجتمعنا السوداني الذي تميّز بالتّماسُك في جميع أُطره عددٌ من المُتغيِّرات التي جاءت نتيجةً للانفتاح والغزو الفكري الذي بدأت تبثُّه الثقافات الأخرى التي أصلها غربيٌّ، ومن ضمن تلك المُتغيِّرات (البوح العاطفي) الذي اتّصف قديماً بالكتمان والصّمت لدرجة أنّ البعض كان يفقده نتيجة للتحفُّظ الذي كَانَ طَاغياً عليه، لَكِنّه اليوم أصبح يُعلن على المَلأ بشكلٍ ألغى صفة الحياء عند حواء التي تبدّلت ملامحها، وصارت تمتلك الجرأة، وتتخطّى كل الحواجز فيما يتعلّق بمسألة الحُب اليوم، وزيارة الحبيب بالمنزل، كَانت واحدة من تلك الحواجز التي انهارت اليوم.
(2)
الطالبة الجامعية ميرفت أحمد، قالت إنّ البنات تَجرّدن من الحياء، وأضَافَت: (تجيك واحدة تدق الباب وهي مُبتسمة وتَطلب منك أن تُنادي لها شقيقك)..! وتضيف: (في البداية تعتبرها ضيفة، لكن عندما تتأكّد أنّها فتاة تربطها علاقة عاطفية بشقيقك تُصيبك الدّهشة، وربما أسأل نفسي هل أستطيع أن أقوم بمَا فعلته تلك الفتاة)..؟
(3)
على ذات السِّياق، تَقُول الطالبة هناء أحمد، إنّ الفتيات في مُجتمعنا اتّصفن بالحياة الذي يزينهن عند فتح سيرة (الحُب والعرس)، ناهيك عن ذهابها إلى منزل الحبيب والحرص على صداقة أشقائه، وتُواصِل: في السَّابق كانت الفتاة تتحفّظ على عِلاقة الحُب باعتبارها (جُرماً كَبيراً) وتجدها يغلب عليها طَابِع (الصّمت والنّظرات) المَسروقة التي تَخَاف أن يُلاحظها أحد عليها، وتَضيف: (الحُب اليوم أصبح شعاراً يرفعه البعض مُتخفياً بنوايا أخرى)..!
(4)
حسين أبو عازة – مُوظّف – قال بدوره، إنّ الفتاة المتربية والمُؤدّبة والتي خَرَجَت من منزل أسرةٍ مُحترمة لا تفعل ذلك الشيء، وعندما تمتلك الجرأة على الإقـدام لمثل تلك الخطوة، فعليها أن تَجلس مع نفسها وتُراجع حساباتها، ويختتم: (الذين يتحدّثون عن التّطوُّر والتكنولوجيا والانفتاح هؤلاء لا يقنعونا بأنّ زيارة الفتاة لحبيبها في المنزل أمرٌ عاديٌّ، فلا تطوُّر في هذا الأمر ولا انفتاح كذلك، وصَراحةً الموضوع وما فيه يقع تحت دائرة قُوة العين وقِلّة الأدب ليس إلا)..!
السودانى