رأي ومقالات

الصادق الرزيقي: عن (كتّاحة) الخارجية

قرأنا خلال الأيام الماضية، منشوراً رخيصاً.. بائساً.. منحدراً إلى قاعٍ سحيق ودركٍ أسفل امتلأ حتى فاض بلوثة الحقد السياسي الأعمى، منسوباً إلى الحزب الشيوعي السوداني ضمن سلسلة ما يسمى بـ (الكتاحة)، تم وضعه على منصات التواصل الاجتماعي، وهو يستهدف وزارة الخارجية والعاملين فيها من سفراء ودبلوماسيين وإداريين، تحت ادّعاء أنهم يمثلون عهد الإنقاذ وأنهم من كوادرها المخلصين، وهو قول مدحوض لا قيمة له، وكل تلك الاتهامات التي طالت مجموعة من خيرة أبناء السودان من الدبلوماسيين، نفث فيها أصحاب (الكتاحة) سماً ناقعاً من الكراهية وسوء الخلق.

مصدر المعلومات المضللة والأراجيف المُثارة معلوم، ومبعثها معروف ومكشوف، لم يخرج من دائرة كوادر الحزب الشيوعي وزمرة اليساريين داخل وزارة الخارجية، وقلة من الدبلوماسيين السابقين، ولعمرك هذا سلوك ينمّ عن فساد طوية ونفوس خرِبة لم تتخلّق بأخلاق أهل السودان ولم تؤدّبهم هذه البلاد وتُحسن تأديبهم، لأن من يحقِد على زملائه ويستهدفهم ببطلان ما يدّعي … سيظل يرفُل في عارٍ ما بعده عار.

في بيان (الكتاحة) الكالحة، الذي يجب أن يتعامَل معه الحزب الشيوعي بطريقتين لا ثالث لهما، إما أن ينفي صلته به، لأنه ليس من السلوك السياسي السوي أن يصدر ويُنسَب لحزب عريق له تاريخ في ممارسة العمل السياسي، مثل هذه الأنواع المُتَسفِّلة المُشينة من البيانات والمنشورات.. الأمر الثاني هو أن يتبنّى الحزبُ ما صدر باسمه ويُعلن بشجاعة أنه من أفاعيله، وعندها فليتحمّل جريرته وما اقترفته يداه بهذا البيان الفج المفضوح الطافح بمغالطات واختلاقات ليس فيها من الأمانة أو المروءة والشجاعة شيء، فالكل يعلم كم عدد الذين فُصلوا من الخارجية عند مجيء الإنقاذ؟ وهو عدد يمكن أن يُحصى على أصابع اليدين، وهو من أخطاء الإنقاذ بلا شك، لكننا جميعاً نذكر أن بدايات حكم الإنقاذ كان الاعتماد كله على كوادر لا صلة لها بالإسلاميين تم وضع الثقة فيهم لقيادة الدبلوماسية السودانية، ولم تستنكِف السلطة الجديدة آنئذٍ من التعامُل مع أطياف الشعب السوداني المختلفة والتبايُنات السياسية والفكرية في وزارة الخارجية، وتحرّرت الوزارة في عهد الإنقاذ من سيطرة بعض النُّخَب والأسر التي ارتبطت بها وزارة الخارجية على مرّ تاريخها، ولأول مرة فُتِحَت الأبواب لجميع أبناء الشعب السوداني من أصقاعه المختلفة ومناطق الهامش ليكونوا دبلوماسيين يخدمون بلدهم بلا منِّ ولا أذى.

كل الكوادر الدبلوماسية الذين استهدفهم بيان (الكتاحة) هم من أفضل الكفاءات السودانية، تخرّجوا في أفضل الجامعات داخل البلاد وخارجها، وتأهّل كثير منهم تأهيلاً عِلمياً ومَعرِفياً رفيعاً في أرقى جامعات العالم، ونالوا تدريباً واكتسبوا مهارات في أرفع وزارات الخارجية في الدول الصديقة والشقيقة وفي معاهدها الدبلوماسية المشهود لها بالصرامة الأكاديمية والمهنية، ولم تأتِ هذه الكوادر نتيجة للمحاصصات السياسية ولا التعيينات السياسية الخرقاء، بل كانوا نتاج مُعاينات دقيقة وتمحيص أدق بدأ منذ أيام الإنقاذ الأولى، وأذكر أننا كنا كصحفيين مطلع التسعينات تقدّم بعض زملاء لنا للعمل في وزارة الخارجية وتابعنا معهم في ذلك الوقت المُعاينات التي كان يجريها فريق عالي المستوى من أساتذة جامعة الخرطوم في العلوم السياسية وكليات الاقتصاد تمهيداً لقبولهم للعمل في المجال الدبلوماسي .

وما يُثير الاستغراب أن بعض من يهاجمون وزارة الخارجية وكوادرها اليوم ويطالبون بفصلهم عبر كتابات بأسماء مزيفة أو يتحدثون في مجالس المدينة، هم دبلوماسيون وسفراء سابقون، إما تقاعدوا عن العمل أو فُصِلوا لأسباب موضوعية، مثل سفراء اتّهموا في قضايا تمس الأمانة والشرف، وهربوا وطلبوا اللجوء السياسي في بلدان غربية، وتمّ فصلهم للغياب بعد مجالس تحقيق ومحاسبة وِفق قانون الخدمة المدنية وتمت إدانتهم، وبعض من ينهشون لحم زملائهم وتلامذتهم سفراء حملتهم الإنقاذ على ظهرها وجعلت منهم وكلاء للوزارة وعيّنتهم في أكبر السفارات بالخارج في لندن ونيويورك وجنيف وعواصم عربية وآسيوية، تبوّأوا في عهد الإنقاذ أرقى المناصب في العمل الدبلوماسي، وكانوا هم مركز القرار في الوزارة، لم يُعامَلوا بتصنيف سياسي ولم يُحرَموا من ترقية أو نعمة أو علاوة أو موقع .

مقابل ذلك، نشهد للإنقاذ أنها فصلت أهم كوادرها بعد أن عيّنتهم سفراء ولم تتركهم لقيادة العمل الدبلوماسي بعد انتهاء مهامهم القصيرة مثل (مهدي إبراهيم، د. قطبي المهدي، علي محمد عثمان يس، أحمد سليمان المحامي، عمر محمد يس، الفريق الدابي، العميد صلاح كرار، الفريق السر أب أحمد، اللواء العوض محمد الحسن، الفريق أول فاروق علي محمد، الفريق أول عوض ابن عوف، الفريق السنوسي، الفريق عبد الرحمن سر الختم، جوزيف لاقو)، في مقابل أن التعيينات السياسية شملت كوادر من عهود سابقة من عهد مايو مثل السفراء (أحمد عبد الحليم، وحسن عابدين، وإسماعيل الحاج موسى وآخرين).

الغرضُ من هذه الحملة الشعواء تصفية خيرة أبناء السودان المؤهلين في وزارة الخارجية والانتقام منهم، وهم بلا ذنب، فهل يُعقل أن يكتب حزب سياسي منشوراً يُطالب فيه بفصل ما يزيد عن 150 سفيراً جملة واحدة..!!! ما الذي سيبقى من الوزارة إن فقدت كل هؤلاء، هذه حملة من أطراف تحمل جنسيات دول أخرى، وآخرين يحملون حقداً دفيناً على زملائهم لإنهاء دور الدبلوماسية السودانية وتشريد كوادرها الذين نتهم بالعرق والبذل والعطاء المستمر … أليس في الحزب الشيوعي من رجل رشيد ..؟!!

هذه دعوة لفتح كل الملفات بالخارجية، آن للصامتين أن يتكلموا عن كل ما يعرفونه عن كوادر اليسار في الخارجية، وعن ملفات فسادهم وتجاوزاتهم وخياناتهم الوطنية وارتباطاتهم بالدوائر المشبوهة وأقلام المخابرات، وتلك ملفات يشيب من هولها الولدان..!

الصادق الرزيقي
الصيحة

‫11 تعليقات

  1. بطل الكلام الفارغ , سيعاد النظر في كل الوظائف الهامة التي اشغلت في عهد الإنقاذ في كل مرافق الدولة لمعرفة ان كان شاغلى هذه الوظائف قد تحصلوا عليها بحق وكفاءة أم هي تعينات سياسية تمت بدون وجه حق على أساس الولاء للنظام فقط , وكل ذو حق سيجد حقه حسب النظم و القانون, فما تحاول تاكلنا بالكلام و تدينا دروس في الادب و الاخلاق, السؤال لك أيها الارزقى كم عدد الذين ركلتهم و شردتهم الإنقاذ عند مجيئها للصالح العام , انهم بألآلاف بما فيهم رئيس وزراءنا اليوم , مشكلتكم يا كيزان أنكم لا تزالون تراهنوا على أن هذا الشعب ذاكرته ضعيفة.

    1. رئيس وزرائك اليوم حمدوك بتاعك غادر السودان في العام1987م والتحق بالامم المتحدة والله ذاكرتك مش ضعيفة بس ذاكرتك مفيش ياعم قوم لف بالله عليك الله اسال حمدوك انت طلعت من اسلودان سنة كم او احضر حلقة صديق يوسف ذكر فيه ان حمدوك اكن شيوعي وغادر السودان سنة 1987م ولم يلتقي به منذ ذلك التاريخ …………لكن نقول شنو ناس يفهموا بالعكس قال ذاكرة الشعب ضعيفة خليك من الشعب انت راجع نفسك ورجع ذاكرتك من الاجازة الانت فيها

      1. حمدوك غادر السودان لانكم فصلتوه من الخدمة والخطاب موجود وفعلاً الخارجية تحتاج مراجعة لان كوادركم الفاشلة لم تقدم شي بالله يالرزيقي ياكوز وريني اي نجاح للدبلوماسية خلال الثلاثون عاماً التي حكمتونا فيها وخير دليل لو كان عندكم دبلوماسية صاح كان السودان أعفي من الديون وفق الهيبك ولكن لان أفشل دبلوماسية كانت خلال حقبتكم فقد عزل السودان دولياً وبسياستكم الخارجية الفاشلة في كل فترة يتم تصنيفنا الأسواء في أي شي بداً من الشفافية وأنتهاءً بحقوق الانسان دخلتونا في حتت الأرهاب والي الان بنحاول نطلع منها واسمنا يزين قائمة الدول الراعية للأرهاب ودا كله بسبب سياستكم الخارجية الرعناء والتدخل في شئون الغير ان شاء الله سوف نرسي لعلاقات خارجية تقوم علي الاحترام المتبادل والعمل علي عودة قوة الجواز السوداني الذي اوصلتموه الحضيض فلم نعد قادرين علي دخول أي دولة بدون تحري والانتظار طويلاً سوف يعود السودان بأذن الله كما كان قبل حكمكم البغيض

  2. شر البلية ما يبكي ويضحك في ان واحد…
    من يتكلم عن الصدق و الادب و المعايير و الاسس و القوامة…
    من يتكلم عن الاخلاق المهنية و الولاءت و النظم…
    من يتشدق بالحرية
    من..
    و من…
    ومن ….
    يا راجل اختشي و انحل عننا نحن نعلم وانت تعلم وربنا يعلم…
    انت كوز فاسد و لازلت تستخدم قلمك في الفساد …
    وانت تدعي العلم ببواطن الامور…
    تحري قبل ان تسال …
    ثم انت مين حتي يجيبك حزب كامل في بعض اسفاير انت نفسك تشك فيها و تعترف بان بعض نفر يقوم بالكتابة باسماء مستعارة…
    ان كان لك عداوة مع الشيوعيين فهذا بينك و بينهم… فلا ناقة لنا فية ولا بعير..انتم شبه بعض… كيزان و شيوعية ..
    اما ان كنت تريد تاليبنا فنحن مفتحين حتي قف
    اتت ساعة زوال كل كوز
    يجب القضاء عليهم في كل جحر..
    الحصة وطن

    1. كلامك كلوا كلام الطير في الباقير عندك رد منطقي اكتب هنا وورينا ماعندك رد نقطتنا بسكاتك قال الحصة وطن ياكبير ياوحدي زمانك الحصة فتن وليس وطن اصحى من نومك

  3. نظام الإنقاذ إنتهى وهو يعتبر أسوء نظام مر على السودان من حيث الفساد وتدهور الحالة الإقتصادية وبشهادة أعضاءه وذلك نتاج لفشل وفساد من يتولون المواقع المهمة في الحكومة … إذا لماذا تدافع عن نظام الإنقاذ وكوادره ؟!!!

    الخارجية معروفة كانت مستودع لخسائر المؤتمر الوطني في المواقع الدستورية .. آخرهم (معتز صدمة – ويوسف والي الشمالية) ليس ذلك فحسب فيمكنك الاطلاع على تعيينات الخارجية التي تمت عبر منظمات المؤتمر الوطني الشبابية ومنظمة الشهيد والمنسقيات والإتحادات الطلابية دا غير المذكرات المطبوعة والمروسة حامل هذه الورقة يهمنا أمره

    للأسف صحفي ورئيس نقابة الصحفيين (المؤتمرجية) وعينك قوية بشكل … الناس شايفة الفيل ومتأكده منو داير تقنعهم بأن الفيل دا فارة ساااااكت …. يافارة … بالله شوف ليك شماعة غير شماعة الحزب الشويعي

    1. طيب يا استاذ مجلس السيادة الوظائف هل كان بالانتماء الحزبي ام التعين تم بالتقديم عبر لجنة لوظيفة عامة وحنشوف بعد شوية مجلس الوزارء والوظائف القايدية في الدولة هل سيتم التعين بالولاء الحزبي ام الكفاءة …….. قريب جدا سوف ترى ماذا سيحدث في التعينات انت قايل ناس قحت بالمناسبة هي اسم على مسمى قحت قحت قحت …. الصادق الرزيقي عندك رد لي كلامي منطقي وعملي رد عليه مباشرة ما عندك خليك مقحت مع ناس قحت قحتووووووووووووووووووووو

  4. اولا
    لا نامن لاي كوز في اي مكان والسبب بسيط ويعرفه كل سوداني وهو عدم وطنيتهم وولاءهم للتنظيم وبالاخص المعينين في السنوات العشر الاخيرةاما يكفينا ان كثير من السفارات اعلنت افلاسها وعدم قدرتها علي دفع حتي مرتبات العاملين فيها
    ثانيا
    الكل يعلم ان السودان ملئ بالكفاءات وفي كل المجالات وليس هذا مقصورا على المؤتمر الوطني فقط بل في رايي ان الكفاءة تقل اذا كان من يحملها من الموتمر الوطني
    ثالثا
    كلنا نعلم ان الفترة الانتقالية فترة
    تعافي واصلاح الفساد فمن البديهي ان يزال كل اسباب المرض واهم تلك الاسباب ازالة كل كوادر النظام البائد
    رابعا
    الي كل كوز
    ليس كل صوت يطالب بعزلكم ونفيكم من الشيوعيين لانه ببساطة ليس كل الشعب السوداني شيوعي وان اتفقوا علي ابعادكم.

    هل كل من شارك في الثورة شيوعي

  5. الرزيقي مقالك بعيد عن الحقيقه وكلنا يعلم ان التوظيف للخارجيه تم للتمكين ومن الكودار النشطه في التنظبم باعتراف علي عثمان محمد طه
    ولنا زملاء سفراء وقنصل وفي درجات عليا في الخارجيه
    لم يكن الاختيار يتم عن طريق الكفاءه وانما تم عن طريق الولاء
    اعطوا هذا الجيل وهولاء الشباب الفرصه لشغل الوظائف بالكفأه واني واثق بجدارتهم ولو هناك منافسه حقيقيه وشريفه لنالوا كل الوظائف
    خليك عادل وانت ادري بالحاصل مننا لانك في التنظبم منذ زمن بعيد وشغلت فيه عدة وظائف
    وحتي اتحاد الصحفيين كنت مدعوم من التنظيم ومن حسبو
    الحصة وطن وبس

  6. ي خوي معروف انو كل السفراء والملحقين وجل العاملين بالسفارات تعيين سياسي..وشهد كل المواطنين المغتربين بسوء المعامله..حتي لو انهم مؤهلين..وحتي اللجان التي اختبرتهم معينه من قبل المؤتمر الوطني.انا مغترب وشخصيا عاملني القنصل في الرياض كما لو انه متفضل علي بالجنسيه السودانيه انا وزوجتي..فلاتجمل القبيح.لا نطلب تغييرهم بالمجمل حتي لانظلم الشرفاء..واتذكر انني وجدت معامله اكثر من ممتاذه من موظفة الضرائب بالسفاره..ولكننا نطلب المراجعه..ومن يثبت انه جيد فلايضيره شي..اما عن شخصك فإنك غير مؤهل للكلام في مثل ذلك الموضوع لانك من نفس الطينه.وحسبي ان في اسمك جزء من شخصيتك الصحفيه..

  7. مشكلة الكيزان هي النقاش معهم فهم قوم خوااااء. ماتم لهم هو عملية غسل المخ فبالتالي لايرون كما يري الناس. خاصة مثل هذا الرجل. سؤال واحد. كم من الافراد المؤهلين طردتهم الانقاذ منذ 89؟ولماذا؟الاف وملايين وبسبب انهم ليسوا كيزان. انا اتحدث الان وقد طردني النظام وانا احمل درجة الدكتوراه في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد والان اعمل في الخليج. انا فقط ادعوا الله لك ولمن هم مثلك ان يعيدكم الي الصواب. وان لم يعيدكم ان يريحنا منكم الي الابد. الهم امين