تحقيقات وتقارير

بعيداً من (جناي البريدو)…
أحلام الأمهات.. مغادرة محطات الطب والهندسة!

حين تغنى الفنان الشاب طه سليمان بأغنية (جناي البريدو.. بقي لي دكتور يعالج أمراضي.. أو باشا ومهندس في مصلحة الأراضي)، تصدّرت هذه الأغنية، أغنيات الموسم، حيث باتت تدخل كشعار رئيسي في معظم تخاريج رياض الأطفال وصولاً للجامعات وحتى زفّة العرسان، الأمر الذي جعل الكثيرين يبحثون عن سر انتشار تلك الأغنية بتلك الكثافة الغريبة، بينما يرى آخرون أنّ تلك الأغنية دغدغت مشاعر الكثير من الأمّهات الذين يَحملون أحلاماً وآمالاً لأبنائهم، وبعيداً عن الأغنية وقريباً من أحلام الأمهات في هذا الزمان، حاولت (كوكتيل) أن تبحث عن حقيقة أحلام الأمّهات فيما يتعلّق بمُستقبل أبنائهم، وخرجت بالحصيلة التالية:-
(١)
بدايةً، التقينا بمهندس الحاسوب أبو حذيفة إبراهيم والذي قال: (كانت أحلام الأمهات قديماً مُرتبطة بمهن كان لها بريقٌ ومكانة اجتماعية مثل الطبيب والمهندس، وذلك في زمنٍ كان فيه عدد المُتخصِّصين بتلك الوظائف قليلاً جداً)، وَأَضَافَ: (في ظل الوضع الاقتصادي المُتردي أصبح الحصول على المال والشُّهرة بأقصر الطرق مثل الغناء وكرة القدم هو هدف الأُسر والأمّهات)!
(٢)
أما عوض الفكي – أعمال حرة – فيقول: (في الزمن الماضي كانت أحلام الأمّهات مُتاحة ويُمكن تحقيقها، فمثلاً الطبيب أو المهندس بقليل من الصبر والاجتهاد يُمكن أن يحقِّق أحلام والدته، ولكن في ظل المُتغيِّرات الاجتماعية والاقتصادية أصبح التعليم مُكلّفاً عكس الماضي الذي كانت فيه دراسة الطب والهندسة لتحسين الوضع المادي للأُسر)، وزاد: (الفقراء الآن ليس في مقدورهم دراسة الطب والهندسة لأنها تحتاج إلى الكثير من المال)!
(٣)
من جهتها، ترى سلافة خالد – ربة منزل – أنّ أحلام الكثير من الأمّهات تعرّضت للاصطدام بالواقع، حيث أنّ هذه الأحلام في بعض الأحيان تتعارض مع احتياجات المُجتمع، لأنّ الأبناء حتى بعد تخرُّجهم في الجامعات لا يستطيعون تحقيق هذه الأحلام، فمثلاً تجد خريج الهندسة يعمل سائق (ركشة)، بمعنى أنّ القليل من الخريجين من يمتلكون المقدرة للعمل بشهاداتهم، وزادت: (ولدي أول ما يتعلّم المشي بطلِّعوا الشارع يلعب دافوري)، وتضيف ضَاحكةً: (لأن كرة القدم أصبحت أسهل الطرق للثراء السريع)!
(٤)
(الدكاترة ولادة الهناء)، هكذا ابتدرت أم الخاتم حديثها ثم أضافت: (الأمّهات لم تتغيّر أمنياتهن وأحلامهن، وأنا أتمنى أن يصبح أولادي أطباءً ومُهندسين وذلك عكس والدهم، الذي يُفضِّل أن يتركهم حسب رغباتهم.. بينما اختلفت معها في الرأي هند عبد العزيز، حيث قالت إنّ أحلام الأمّهات تقف أمامها الكثير من العَقبات والعراقيل مثل المال، لأن دراسة الطب أصبح مُشوارها طويلاً والأُسر في أمسّ الحوجة لكي يتخرجوا ويعملوا سريعاً أو قد تتعارض هذه الأحلام مع رغبات الأبناء، وزادت: (كل ما يسعنا هو صادق الدعوات لهم بالتوفيق لأن دعوة الوالدين مُستجابة).

صحيفة السوداني