عمسيب: هل ستدخلونهم جميعآ الى القفص ؟
الصادق المهدي وهو رئيس وزراء شرعي ومنتخب أتت به أنتخابات بعد ثورة 1985 أستعان بالمراحيل العرب لمقاتلة قرنق .. الدولة المركزية وعندما تواجه ظروفآ أستثنائية فأنها تحاول أن تلجأ للحلول المتاحة أمامها .. على باب الأجتهاد السياسي وفق خيارات ضيقة تصيب وتخطئ .. لكن لا مؤامرة فيها ..
لم يكن هنالك حل تملكه الدولة المركزية في الخرطوم غير أن تعلن الحرب على من يحملون السلاح .. سيارات دفع رباعي أجتاحت مطار الفاشر و أحرقت طائرات الجيش و دمرت ذخيرته و أخذت قائد الجيش في القاعدة رهينة .. ما الذي يمكن أن تفعله الدولة أزاء هذا الفعل ؟
أقول لكم بصدق لا يوجد دولة واحدة في العالم يمكن أن تسمي ما قامت الحركات المسلحة في مطار الفاشر سوى أنه عمل أرهابي ..لقد كف العالم منذ سنين عن التفاوض مع الأرهابيين .. و كان لزامآ على الدولة أن تعلن الحرب .. لم يكن للبشير خيارأخر .. هو لم يختر ميقات الحرب و لا مكانها .. بعض أبناء أقليم دارفور فعلوا ذلك ..
و عندما تبدأ الحرب فأن منطقها يسود .. يتركز التمرد في الأقليم الغربي في ثلاث قبائل ..و يمكننا أن نقول أن قبيلتين قويتين و لهما أرث سياسي كبير هما عماد التمرد و وفرتا حاضنة أجتماعية له .. و هو ما يجعل الضرر الأكبر الواقع على الحكومة و سكان الأقليم من غزوات الحركات المسلحة يكون على رأسه أبناء هذه القبائل .. و في المقابل فأن االضرر الأكبر و الخسائر البشرية الأعلى التى توقعها الحكومة في حربها على التمرد يكون عليهما أيضآ ..
لن يستطيع عقل مراهق صغير أو رجل قليل التعليم أن يفهم أن الدولة مجبولة على القهر .. و أن ما يجرى على قريته هي حرب ربما لم يخترها و لكنه سيدفع ثمنها .. سيفهم فقط شيئآ واحدآ أن “جلابيآ ” من الشمال و الوسط يشن عليه حربآ ترمي لأخضاعه أو قتله ..
أستثمار الحركات في هذه النفوس المنكوبة و تعبئتها بتفسيرات خاطئة لأصل الحرب و منطقها .. يمد هذه الحركات بجنود أكثر .. و يدفع بكم أكبرمن أبناء هذه القبائل المسالمين للتخلي عن موقف الحياد و الأنخراط في الحرب ..
للحرب منطقها الخاص .. قد تبدأ لأسباب تافهة .. أو ربما لأطماع بعض الأشخاص .. لكنها و مع أول نقطة دم فأنها تنتج خطاب يختلف عن الأسباب الأولى التي أدت لنشوبها .. الثأر و الغبن يصبحان أسباب هذه الحرب .. أسباب تكبر و تتضخم بأستمرار و تمتد معها الحرب .. و حتى و لو عالجت جذور المشكلة المتمثلة في أدعاءات تهميش أو غيرها فأنك لن تكون قادرآ على معالجة النسيج الأجتماعي المتهتك و الذي يجعل بلدك بأستمرار معرض لعودة الحرب ..
نحتاج لأن نفهم أن حرب دارفور ليست حرب البشير .. و لا يتحمل مسؤوليتها وحده بل يقع الوزر الأكبر فيها بطبيعة الحال على من أبتدرها .. أيآ كانت الأسباب ..
نود جميعآ لو نجد شماعة نعلق عليها جميع أخطاء الدولة السودانية .. لكن الحقيقة أن البشير ليس وحده المشكلة .. و لستم قادرين على أن تدخلوا الأخرين المسؤولين معه في قفص .. لأنها السياسة .
عبد الرحمن عمسيب
ربنا يوفقك ي ابني والله كتاباتك تنم عن وعي وفهم متقدم. متابع