عالمية

إطلاق النار في تكساس وأوهايو: ترامب يندد بالحادثتين وسط انتقادات له

قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، “لا مكان للكراهية” في الولايات المتحدة بعد مقتل 29 شخصا في حادثتي إطلاق نار خلال نهاية الأسبوع، وسط اتهامات بأنه يتحمل بعض المسؤولية.

 

وأدى هجوم على متجر “وولمارت” في مدينة (ال باسو) بولاية تكساس إلى مقتل 20 شخصا، بينما قتل تسعة آخرون في إطلاق نار في مدينة دايتون بولاية أوهايو.

وقال ترامب “ربما يجب اتخاذ المزيد من الإجراءات” لوقف تلك الهجمات.

 

ولكن منتقدين يقولون إن ترامب نفسه جزء من المشكلة، بسبب خطابه المعادي للمهاجرين، ومعارضته للسيطرة على حيازة الأسلحة.

 

وقبض على شاب أبيض في الـ21 من عمره في الهجوم الذي حدث في تكساس، ويعتقد أنه نشر وثيقة على الإنترنت يبرر فيها الهجوم بأنه رد على “احتلال ذوي الأصول الإسبانية” للولا

 

أما دوافع مسلح أوهايو، الذي قتل شقيقته وثمانية أشخاص آخرين الأحد قبل أن تقتله الشرطة، فليست واضحة.

 

وقال ترامب للصحفيين إن حوادث إطلاق النار يجب أن تتوقف.

 

وأضاف: “استمرت هذه الحوادث لسنوات وسنوات في بلادنا، ويجب أن نوقفها”.

 

وقال ترامب إن “مشكلة المرض العقلي” هي السبب وراء الهجومين الأخيرين، مضيفا أن المسلحين كانا “مريضين عقليا بشدة”.

 

ولم يصدر أي تعليق عن المحققين بشأن الحالة العقلية للمسلحين.

 

وقال المدعون في ولاية تكساس إن حادثة إطلاق النار في (ال باسو) تعامل على أنها “حالة إرهاب محلي”، وإنهم “يبحثون بجدية” توجيه تهمة جريمة كراهية للمسلح.

 

ماذا حدث في ال باسو؟

 

وقع إطلاق النار، الذي يُعتقد أنه ثامن أكثر الحوادث دموية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، في مدينة ينحدر معظم سكانها البالغ عددهم 680 ألف نسمة من أصول إسبانية تقع على طول معبر “ريو غراندي” الحدودي من مدينة “سيوداد خواريز” في المكسيك.

 

وأسفر الهجوم عن مقتل 20 شخصا وجرح 26 آخرين.

 

وقال جون باش، المدعي العام الأمريكي في المقاطعة الغربية بتكساس خلال مؤتمر صحفي إن الرجل قد يواجه اتهامات تتعلق بجرائم كراهية فيدرالية واتهامات تتعلق بالأسلحة النارية الفيدرالية التي تصل عقوبتها إلى حد الإعدام.

 

ولم تفصح السلطات رسميا عن اسم الرجل، غير أن وسائل الإعلام الأمريكية تقول إن اسمه “باتريك كروسيوس”.

 

ولم تكشف السلطات بعد عن أسماء الضحايا لكن الرئيس المكسيكي، أندريه مانويل لوبيز اوبرادور، قال إن ثلاثة مواطنين مكسيكيين من بين القتلى.

 

وأظهرت صور التقطتها كاميرات المراقبة، يُقال إنها للمهاجم، رجلا مسلحا يرتدي قميصا داكن اللون ونظارة وواقيا للأذن من الصوت على ما يبدو.

 

ويعيش المشتبه به في ألين، في منطقة دالاس، التي تبعد نحو 650 ميلا (1046 كيلومترا) إلى الشرق من (إل باسو)، وفقا للشرطة التي قالت إن الشخص المعتقل يتعاون مع المحققين.

 

وتلقت الشرطة بلاغات بشأن شخص يطلق النار في الساعة 10:39 بالتوقيت المحلي (16:39 بتوقيت غرينتش)، ووصل رجال الشرطة إلى مكان الحادث في غضون ست دقائق.

 

وكان متجر “وول مارت”، الواقع على مقربة من مركز “سيلو فيستا مول” التجاري، مكتظا وقت إطلاق النار بالمتسوقين الذين كانوا يشترون لوازم العودة إلى المدرسة، ووصف شهود العيان مشاهد الفوضى مع فرار الزبائن حفاظا على حياتهم.

 

وقالت مواطنة تدعى كيانا لونغ لوكالة رويترز للأنباء: “كان الناس في حالة فزع ويهرعون وهم يقولون إن هناك مطلق نار”.

 

وأضافت: “كانوا يركضون وهم ينحنون وكان الناس يقعون على الأرض”.

 

ماذا حدث في دايتون؟

 

أطلق كونر بيتس، البالغ 24، النار في حي معروف بحياته الليلية في الساعات الأولى من صباح الأحد.

 

وتظهر كاميرات الأمن عشرات الأشخاص وهو يجرون عبر بوابة نادي “نيد بيبر” الليلي.

 

وبعد ثوان من ذلك شوهد المسلح وهو يركض تجاه المكان، وقد أطلقت الشرطة النار عليه عندما وصل إلى الباب.

 

وقالت الشرطة إنه كان يرتدي سترة واقية، ويحمل المزيد من الذخيرة لبندقيته التي كانت من عيار 223.

 

وأضاف رئيس شرطة دايتون/ ريتشارد بيل: “لو كان المسلح قد تمكن من بلوغ النادي الليلي بتسلحه هذا، لكانت الكارثة أكبر في الضحايا والمصابين”.

 

وقالت الشرطة إن المسلح اشترى البندقية عبر الإنترنت من تكساس، وإنه ليس في تاريخ المسلح ما يمنعه قانونيا من شراء سلاح.

 

ردود فعل

 

قال المرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة بيتو أورورك، وهو من (ال باسو)، لشبكة “سي إن إن” الإخبارية إن خطاب ترامب المناهض للهجرة أثار الانقسامات: “إنه عنصري صريح ويشجع على المزيد من العنصرية في هذا البلد”.

 

وقال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي السيناتور كوري بوكر، وهو مرشح ديمقراطي آخر محتمل في سباق الانتخابات الرئاسية، لشبكة “سي إن إن” الإخبارية أيضا : “دونالد ترامب هو المسؤول عن هذا. إنه مسؤول لأنه يذكي المخاوف والكراهية والتعصب “.

 

غير أن كبير موظفي البيت الأبيض بالإنابة، ميك مولفاني، دحض ما ادعاه الديمقراطيون ونسب الهجمات لأفراد وصفهم بالـ”المرضى”، وقال في حديث لشبكة “إيه بي سي” الإخبارية : “لا فائدة هنا من محاولة تسيس القضية، إنها قضية اجتماعية ويلزم أن تعامل معها من هذا المنطلق”.

 

وكان ترامب، الذي جعل قضية الحد من الهجرة غير الشرعية إحدى النقاط الرئيسية خلال فترة رئاسته، قد أدلى بتعليقات سابقة اعتبرت مهينة بشأن المهاجرين المكسيكيين، ووصف مجموعات كبيرة من المهاجرين يحاولون الوصول إلى الولايات المتحدة بأنه “غزو”.

 

كما اتُهم ترامب في الأسابيع الأخيرة بالعنصرية بعد هجومه على عضوات بالكونغرس ينتمون إلى أقليات عرقية.

 

وجدد حادث إطلاق النار الدعوة إلى الحد من حيازة الأسلحة في الولايات المتحدة، بيد أن المدعي العام في ولاية تكساس، كين باكستون، قال إنه ربما لم يكن من الممكن منع الهجوم.

 

وأضاف أنه إذا شن مسلح “مجنون” مثل هذا الهجوم، فلن تكون هناك طريقة تتيح لضباط تطبيق القانون منع حدوثه، وقال لشبكة “سي بي إس نيوز” الإخبارية : “أفضل طريقة هي أن تكون مستعدا للدفاع عن نفسك”.

 

والهجوم هو ثاني إطلاق نار قاتل يحدث في متجر “وول مارت” هذا الأسبوع، بعد أن قتل موظف سابق في الشركة اثنين من زملائه السابقين في فرع المسيسيبي يوم الثلاثاء.

 

 

 

 

 

bbc