رأي ومقالات

عن الامام الصادق المهدي .. حملة رش الباعوض لاتقتل الاسود

قال أيوب السجستاني ((لاينبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان :العفة عن الناس والتجاوز عنهم ))
تتلبد السماء هذه الايام بسحب كاذبة وبروق باهته ورعد غير مسموع مترصدة ارض يصرف تاريخها عنها كل رش ضار ،ويحول حاضرها مانع بينها وأمام الانصار ، هذه السحب السوداء بحقدها اللهم لاحوالينا ولا علينا .
خذ من كل شئ تنقصه الفاكهة الحلوة اذا ما اخذت منها تذوب ويختفي مذاقها من اللسان ليحل محلها مذاق اخر ، وأن اخذت جزء منها وتركتها تتعفن على حلاوتها، حتى الجبال الشم اذا ما اخذت منها حجر تنقصها،واضرب على كل شئ توجعه او تترك عليه اثر ،
ولكن من مجالب الانتحار محاولة الاخذ من الاخيار اتعرفون من هو الامام الصادق هو من ليس بينه وبين الامام المهدي الا والد وجد
وأي تعريف له غير هذا يسئ الادب معه ،.ورغم هذاء التعريف اترككم والتاريخ أن كنتم عليه مطّلعون ،فهو الحكم العدل. .ما الذي تنكرونه عن لبّ الامام وعقله وبيانه وفصله ورسالته وبسالته ،
لم يدعي الامام بأن وحي يأتيه من السماء ليحكم في الناس ويخطب ويظهر ويحجب، الا ان وحي الانسانية المقدسة يغذيه من الارض التي روى ثراها دم اجداده مغذياً شريانه ومفصحاً لسانه ومهذباً كيانه .
-ظل الامام من مياسير الفكر ،وكريمي الذكر ،
وان نفسه لسيت له انما هي قوة وطنية وقيمة عالمية لها رسالة ورسالتها نصرةالحق ومحاربة البؤس واعلاء القيم ،وبزل النصح ،ونبذ الخصام .لذلك عاش باسق على الرامي، ودانياً من المرامي .
والحمد لله الذي ميزه بالعلم من الجهل،وبالفصاحة من المجاجة ،وبالمحبة من العزلة ،وبالروحانيات من الماديات .فالله هو الرافع الخافض وهو المعز المزل .
أن الكراهية منشاءها الجهل ،والحقد مفسدة للنيات ،وخازل للغايات، ومن يسعدون بالكراهية ابعد مايكون مِن من يسعدون بالحب ،فهؤلاء يحلقون في السماء زهى الامام وتعظم وأولائك يلتصقون بالأرض ذل الجاهل واستكان .وردئ الكلام لايسلب رداء الامام ،الذي تظلله غمامة الحكمة ،من لهيب الفتنة ،والروح التي يظلّمها الحقد لايضئها التشفي،لذلك اشفق على بعض المحزبين بغبن والثأئرين بعاطفة والمنساقون بتغييب،من داء دواءه الانزواء ومصيره الموت .والموت على سوء الخواتيم دار مقامه جحيم التاريخ.
كل كلمة مسمومة القاها بسيط فهم معوج سهم عليه الا وقاه الله شرها ثم شهادة البشر .فاذا غاب عنكم حال الامام ولم تعلموا مقدار قدره فأدرسوا كتبه واسمعوا الى خطبه فهما شاهدان لايكذبان
قولوا عنه ماتشاءون ولن تنالوا منه ما تشتهون
أن كذبه قوماً يُعد فقد صدّقه أخر لايُعد،وهذه هي تكاليف من يحمل عظيم الرسالات دائما .فبعد هذا البعد المعرفي عنه ومعارفه ومواقفه بلغنا انكم فقراء تحتاجون الى زكاة عقله ،فأنه بيت فكر المفكرين ونادي السياسيين وشيخ الوطنيين وهادئ المتطرفين أن سمعوا ،
ان قالوا عنه شاعر فهو شاعر الادب ،وان قالوا عنه مجنون فهو مجنون الوطن ،ولو علم صنوفه وعلومه عامة الناس لصاروا خاصتهم ولما تجرءوا حتى على شكره. ارموه بألالفاظ ايها الافظاظ فقصاد كل لفظ وضيع منكم حكمة بالغة منه ،ويمين كل اتهام له موقف حر منه ،وشمال كل تشويه له جميل للمسيرة منه ،
انصحكم بأغتنام كلماته اذا تكلم ،وخطواته اذا سار ،ونظراته اذا حدق ، ولاءته اذا حذر ،فلعلها شوافي لداءكم .
كلما رميتموه بالقنابل انتجتم منه السنابل ، وبين بأن رده ليس لمن هو ضده بل لمن يجهل قصده .فرميكم عليه رمى الكفيف في ظلام ليل الخريف .سخروا جهد هجومكم عليه بالبحث عنه وتجردوا ستجدوه
عندما لف الظلام البهيم سلاسله بساق الوطن هو من سهر على ايقاد نور فجره المنتظر، من الداخل أن سُمح له ،ومن وراء البحار أن اطّر غير مأثوم .وعندما دعاء النظام البائد لاقتسام سلطة الشعب و ثروته معه هو من أمتنع.أين كنتم عندما أشتد حر هذه المواقف،وتبرجت لكم السلطة وفتنتم بها، وتحسستم نعيم الثروة وانكفأتم عليها الا أن الدورب الحارة لايسير عليها الا الاحرار ، لانه مخلص وطني ،ووطني خالص ،ليس ذكري لمحاسنه على شاكلة ان اذكروا محاسن موتاكم كلا بل هي ان اذكروا محاسن احياءكم وحكمائكم .
وأن كان شخصي غير مؤهل لذكرها الا انني ادلكم الى أهل الفكر ان كنتم لاتعلمون ،وعلى قرنائه المثقفين، وانداده السياسيين ،ورفقائه المكافحين ،الوطنيين منهم والدوليين .سيحدثونكم عنه حديث القيثارة على ايادي لاتيني، ويجلونه لكم جلاء الصبح لعتمة الليل ، وابحثوا عنه في مراجع السير ستجدون له الف صفحة مرصعة بالدرر لايقابلها ولازكر لكم على هوامشها ،وقبل ان تلهثوا ورائه ويجف لعابكم ستجدون الخبر ،وتشعرون بالاثر .فحينها ستتثقفون بسيرته وتنهلون من روضته ويترك باب الانصاف مفتوح لاصحاب الضمائر ،لا لاصحاب الضغائن .
-راهقوا فهذا طور حياتي هناك من يموت عليه وهناك من يرشد ،إلا أن المراهقة تمارس مع الانداد وليس مع الاسياد .
فلايضره قول مما لايصدق قوله حتى وأن كان على اليمين .اهدتنا الدهور زعماء ونصّبت عليهم زعيم فكان هو ،واهدتنا حكماء ونصّبت عليهم حكيم فكان هو ،وانزلت علينا الدنيا من شرورها اشرار مساكين فكانوا هم .
فالنيل من النيل ينفع من ينيل منه دون نقصان ولايضره ما القى عليه فهو متجدد متجرد يذوب ما القى عليه ويختفي ويبقى النيل جاري الى ان يصب في بحور العالم محلياً مياهها وأن اتى من فج عميق هكذا هو الامام ، من بصم لنا في قوائم الشرفاء و الحكماء هو الصادق المهدي ،ومن شكلنا تاريخهم هم المهدية ، بنوا اركان الوطن الاربعة وصرته الخامسة شرع شراعها ودحبوبة في صرته الوسط، وفي الغرب قاد دفته التعايشي، وفي الشرق سن جاقوسه عثمان دقنه ،وفي الشمال جدف له ود النجومي في عواتي الامواج، وفي الجنوب جدف له السلطان عجبنا في وعر الادغال ،هذه هي مركب الانصار حاملة الوطن.
فبأي الة تمزق اوراق التاريخ وتلغي بصمات الحاضر .من لا تعلم اكثر منه تعلم منه فهذا من الادب ،ومن لم تبلغ مقامه تدرج عليه فهذا من التواضع ،ومن لم تقدر على صيده لا تضيع سهامك فيه فهذا من الحماقة .
اهمزوه والمزوه فأنكم لاتقربوه ولاتهزموه ، فكلاكما مورده الويل .
ان مقامات الشرفاء محفوظة وشرف المقام بازغ وبزوغ الزعماء موروث بتجديد،وجديد التجديد إمامه الامام ،ان اردت خسارة معركة فخضها بسلاح ضعيف ،وشخص غير شريف.
وخسارة الرجل العظيم تأتي بخسران الذات،وما تنتجه ضعاف العقول عادة ما تتجاوزه كبارها .ان خالفوه في موقف فثق بأنه صحيح ،وأن وصفوه بقبيح فتأكد بأنه جميل ،أن اتهموه بباطل فتيقن انه على حق ،خذ قولهم واعكسه يتبين لك الصواب، ويبين لك الخطاب .
لاتغامر بمعركة مع زعيم قوي وانت ضعيف ستذوقك انكر الهزائم ،وتجلبك ابشع الشتائم .الا ان هنالك صنوف لاتدرك اللذة الا بألالم .
هذا السم منتهي الصلاحية وباطل الفعالية
فلا خيار لكم معه بين هاتين المنزلتين اما الاستلهام او الاستسلام .
والسلام .

بقلم
البشير فتح الرحمن البشير

‫2 تعليقات

  1. هكذا علم كبار اليساريين صغارهم ألا يحترموا كبار الناس بل ويغتالوا شخصياتهم ويغتالوهم وقد علموا مآلات ذلك على أنفسهم وأفكارهم ولم يتعظوا.

  2. ليس الفتي من قال ابي او جدي ماهكذا تحكم وتتقدم البلدان ياعزيزي هذا الشيء حكم السودان بحكم قرابتة لا مقدرتة السودان ثلاث مرات وقد افشل السودان فى كل مرة فليتواري عن الانظار وليحترم تاريخ جدة لابارك الله فية ولا امثالة ولا المنافقين والمنتفعين حوالينة