رأي ومقالات

عمر الدقير: نأمل أن يكون تشكيل مؤسسات السلطة الإنتقالية بداية عهدٍ جديد تنتصر فيه السنبلة على أسراب الجراد

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد ثلاثين عاماً من حُكم الإنقاذ العَضُوضُ إستطاع السودانيون إثبات الحقيقة التاريخية الراسخة، وهي أن جذوة الحرية والكرامة لا تموت وإن تراكم عليها الرماد ، إستطاعوا عبر حراك ثوري باسل و حضاري وسلمي أن يكسروا القيود ويفتحوا الأبواب لألوان الحرية .

يحق للسودانيين أن يحصدوا ثمار غرسهم الذي سقوه بنضالهم وصمودهم ودموعهم ودمائهم ، يحق للسودانيين أن يرنوا الآن بأبصارهم إلى وطنٍ جديد ، وطن يشبه ثورتهم ويليق بنبلهم وعظمتهم وشموخِهم .

هذا الإتفاق يفتح الطريق لتشكيل مؤسسات السلطة الإنتقالية والتي ستباشر تنفيذ برامج الإصلاح في فضاءات الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي ، ستكون من أهم أولويات هذه الحكومة هو الإهتمام بقضية السلام والتحقيق المستقل الشفاف للكشف عن قتلة الشهداء ومحاسبتهم .

نأمل أن يكون تشكيل مؤسسات السلطة الإنتقالية بداية عهدٍ جديد يتراجع فيه اليأس أمام زحف الأمل وتنتصر فيه السُنبلة على أسراب الجراد ، نتمناه عهداً جديداً نحترم فيه تنوعنا، وننجز فيه المصالحة الوطنية ونتمسك فيه بوحدتنا ونتسلح فيه بالوعي ونشحذ إرادتنا الجماعية من أجل العبور إلى وطن جديد من أجل حياة كريمة للناس في معاشهم في صحتهم في أحلامهم .

نتمناه عهداً نُسكتُ فيه وإلى للأبد صوت البندقية ونهدم فيه وإلى الأبد زنازين الإعتقال التعسفي، نتمناه عهداً بلا أطفالٍ جوعى ولا مرضى يموتون لعدم الإستطاعة من شراء الأدوية المنقذة للحياة .

نتمناه عهداً نودعُ فيه مرةً وإلى الأبد متوالية العجزِ والفشل والتراجع التي وسمت مسيرة الحكم الوطني في السودان .

الرحمة للشهداء والتحية لهذا الجيل الذي خرج من رحمِ تاريخ ٍ جريح ، ولكنه عقد تحالفاً مع الشمس وتمكن من زحزحة الباب العِملاق الذي يفصله عن الحرية ، المجد لشعبنا العظيم والتحية لكم .

بقلم
عمر الدقير
رئيس حزب المؤتمر السوداني