تجمع المهنيين .. قتل الطفولة
لقد خلصت اللجنة الأمنية من التحقيق في أحداث الأبيض. وتوصلت إلى الجناة من القوات الأمنية وبالفعل تم فصلهم من الخدمة وتسليمهم للنيابة للمحاكمة. وثمت خبر آخر توصلت إليه اللجنة الأمنية بإن اثنين من المعلمين يتبعون لتجمع المهنيين قاما بإخراج التلاميذ من المدارس بالقوة.. عجبا للأمر من عدة زوايا.
الأولى: لقد نزل الخبر على تجمع المهنيين كالصاعقة فلم نسمع لهم صوتا بل تعاملوا معه من باب (صم بكم) وهذا ما ظللنا نتحدث عنه بأن النبت الشيطاني (التجمع) سوف يهلك الحرث والنسل. فهم لا يتورعون في إدارة الشأن العام إلا من إشاعة الفوضى. وبلا شك لا يعرفون (أن الفتنة أشد من القتل).
الثانية: الجلبة التي نسمعها من التجمع دليل قاطع بأنهم لا يرغبون في استقرار الحياة والعودة لطبيعة الحياة. فكلما تلوح في الأفق بادرة انفراج سياسي إلا وتجد شياطين الإنس يضعون العراقيل حتى وإن كانت دماء لبسطاء مغرر بهم.
الثالثة: إن الشماعة لتعليق خزيهم وشنارهم موجودة متمثلة في الأجهزة الأمنية بصورة عامة وقوات الدعم السريع بصورة خاصة.. وهذا لشيء في نفس يعقوب. القصد منه تشويه صورة القوات الأمنية في الشارع الثورة. ثم الانفراد به لتقسيم ما تبقى من السودان لدويلات وقبائل يقتل بعضها البعض.
الرابعة: كثرة المظاهرات ما هو إلا الهروب إلى الأمام من الاستحقاق المطلبي. فالشارع الثوري الآن يعيش في ضنك العيش لذا نجد التجمع يستخدم هذا الكرت للضغط على المجلس العسكري من أجل توفير ضروريات الحياة. وهنا يظهر التناقض بعينه.. تجمع يفاوض من أجل قيام مؤسسات الدولة. ويخرج في مظاهرات من أجل تعطيلها.
عليه نحمل تجمع المهنيين كل قطرة دم سالت في الأبيض. وكل قطرة دم تسيل في مستقبل الأيام في أي شبر من السودان.. فلا نقول لكم (اتقوا الله) لأنكم لا تعرفون معنى التقوى.. ولكن دعوا النفاق ودموع التماسيح حتى تقوم مؤسسات الدولة.
بقلم
د. عيساوي
جامعة سنار
اللهم من اراد لبلادنا وللمسلمين خيرا فأجري الخير علي يديه
ومن اراد لبلادنا وللمسلمين شرا فجعل الدائرة عليه وأشغله بنفسه