عوير ..!!
والعوير مفردة سودانية..
*وتعني الأهبل..العبيط..الدرويش؛ كما تُطلق أيضاً¡ على نوع من الشجر..
*ومدرستنا الأميرية كان يحيط بها عويرٌ..جميل..
*كان أجمل من فول كوَّاب الأحمر..وعسل عم عبده – مع الطحينة – الأسود..
*بل كان أجمل من حي دبروسة؛ حيث ثانويتنا العامة هذه..
*ولا أدري لم سُمي عويراً وهو بكل هذا الجمال الظاهري..والذكاء التكاثري..
*ومن (أعور) من صادفت صديقٌ من أيام الأميرية تلك..
*وكان من تجليات عوارته هذه، ترديد عبارة (فرصة سعيدة) في مناسبات العزاء..
*والبارحة بدوتُ أنا ذاتي عويراً جداً..أمام القراء؛ و(ذاتي)..
*فقد كنت هاتفت سكرتارية التحرير – مساءً – معتذراً عن عدم كتابة عمودي..
*والسبب؛ انقطاعٌ للكهرباء ماثل عرقوب فتاة الشاعر طولاً..
*وهي التي قال فيها (نُبئت أن فتاةً كدت أخطبها عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول)..
*ورغم قبح قوله هذا فهو – على أي حال – أفضل من شاعر آخر..
*فقد (نُبئ) – هذا الآخر – بمقدم شهر الصوم فإذا به يصيح (والـله لأبددنه سفراً)..
*ونسي أن التبديد هذا يلزمه قضاء؛ فكفارة..
*بمثلما نسيت سكرتارية التحرير أن نشر عمود قديم – غير مواكب – يلزمه تنبيه..
*سيما إن كانت الساحة تضج بأحداث جسام؛ بل ودموية..
*وتكون المصيبة أفظع إن حوى العمود الأرشيفي معلومات تجاوزها الزمن..
*مثل ثمن قوارير المياه بدولة الجنوب..قبل سنوات..
*فبدوت عويراً إذ أكتب عن القوارير..والقرود..وحكايات البلد؛ والناس يُقتلون..
*وسوف يظلون يُقتلون..ويظل القاتل (الحقيقي) مجهولاً..
*والقاتل الحقيقي هذا ليس هو الذي يطلق الرصاص – بغباء – على المتظاهرين..
*وإنما هو الذي يُدير كل شيء بذكاء شديد..أو خبيث..
*هو الذي تحيط تدابيره الجهنمية بالمشهد إحاطة (العوير) تلك بمدرستنا الأميرية..
*هو الذي ضد (رأس) النظام البائد..ومع بعض (ذيوله)..
*وعلى صفحتي – بالفيس بوك – كتبت كلمة أمس تحت عنوان (عودة ديجانقو)..
*وقلت إن هذه العودة تقترب أكثر..كلما لعلع الرصاص أكثر..
*وكلما – أيضاً – ازداد التضييق على الناس أكثر..
*في الكهرباء..في المياه..في الأسعار..في المعاش..في الرزق..وفي النفسيات..
*وباختصار؛ إلى أن (يستوي) الناس تقبلاً لما هو قادم..
*وتساءلت: هل منكم من لا يزال يُؤمل خيراً في أن تبلغ المفاوضات منتهاها؟..
*فديجانقو هذا في سباق مع الزمن كيلا تتحقق (المدنية)..
*ويحرص على أن تعود الأمور إلى مربع تجاوزته كلما أوشكت على بلوغ (الميس)..
*حتى إذا ما جاءت ساعة الصفر، بدا كل شيء (محلك سر)..
*وبدا كل واحد من معادلة طرفي المشهد مثل صاحب عمود (القوارير) أمس..
*عويراً جداً !!.
صلاح الدين عووضة – بالمنطق
صحيفة الإنتباهة