أنتم أعداؤكم !!
* ليس هنالك من يُلام على الثورة المضادة وأنشطتها وانقلاباتها غير المجلس العسكري الذى ظل منذ اقتلاع المخلوع وحتى اليوم يتعامى عن فلول النظام البائد، ويتركهم في المواقع الحساسة، ويستعين بهم كمستشارين في كل المجالات ويؤازرهم، ويسمح لهم بحرية التحرك المضاد، ويُمكّنهم من الاعلام يفعلون به ما يريدون ويسيئون به للثورة والثوار والشعب، فماذا يتوقع منهم غير إثارة الرأي العام ضده والانقلاب عليه ؟!
* وهو الذى يلام على انعدام الثقة بينه وبين الشعب. فهو لم يفعل شيئا لحماية وتعزيز الثورة، ولم يقم بأي إجراءات ضد النظام البائد الذى ثار عليه الشعب. لم يعتقل سوى المخلوع وبضعة وعشرين شخصا فقط، وحتى هؤلاء عندما نقلهم من الإقامة الجبرية الى السجن سمح لهم بما لا يمكن ان يُسمح به لأى معتقل أو متحفظ عليه عادى، دعك من الخطرين الذين يُخشى منهم القيام بعمل عدائي !!
* ترك المجلس العسكري أخطر عناصر النظام البائد خارج السجون، تفعل ما تريد، وتتحرك كما تشاء، وتخطط وتنظم وتجتمع وتتآمر تحت بصره ونظره وربما بموافقته. أي مواطن عادى يعرف أن قادة حزب المؤتمر الوطني وأخطر أعضائه يجتمعون بشكل شبه يومي في عدة منازل وأماكن بالخرطوم، بل نشرت الصحف أخبار واسرار هذه الاجتماعات وأسماء المجتمعين، بدون أن يطرف للمجلس العسكري جفن، أو حتى ينفى ما نُشر !
* دعكم من ذلك، فلا يزال العسكريون الذين لا يخفون ولاءهم لحزب المؤتمر الوطني يشغلون حتى اليوم أخطر المناصب في الجيش والقوات النظامية الأخرى، وشبه النظامية كالدفاع الشعبي، ولا تزال الكتائب الجهادية تنشط في مواقع العمل والجامعات، ولا تزال كتائب النظام تعمل وتتحرك بحرية كاملة، بل شاركت في فض الاعتصام، والقيام بأعمال التخريب الهائلة التي شملت جامعة الخرطوم وكلية الأشعة ومنظمة العون الإنساني واتحاد المصارف، ثم ألقت التهمة على الثوار، وقوات الدعم السريع.
* قوات الدعم السريع شاركت في التخريب، ولكن تحت قيادة كتائب الظل وأشخاص وثيقي الصلة بمعرفة أسرار الأماكن التي تم تدميرها. من أين لقوات الدعم السريع معرفة أهمية جهاز مهم وحساس وغالى الثمن كالجهاز الرقمي لفحص الخرسانة الموجود بقسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم، بل وبأدق وأعقد تفاصيله، ليقوموا بفتحه وسرقة برنامج تشغيله (سوفت وير) وتركه مجرد حديدة لا قيمة لها. من أين لهم معرفة أهمية كمبيوترات منظمة العون الإنساني التي تحتوى على كل الملفات الخاصة بمنظمات العون الإنساني في البلاد ومعظمها تابعة لجهاز الأمن، ليقوموا بفتح هذه الكومبيوترات وأخذ ذاكرتها (الهارد ديسك) لإزالة المعلومات والأسرار وتركها مجرد حديدة فارغة. من يعرف أهمية هذه المعدات والمواد غير أشخاص لهم الخبرة والمعرفة والأسرار والمهارة؟!
* من الذى ألغى قرار حل نقابات النظام البائد التي يسيطر عليها جهاز الأمن والفلول، وألغى تجميد حساباتها المصرفية لتتصرف فيها كما تشاء، وسمح لها بحرية الحركة الكاملة داخل مؤسسات الدولة تفعل ما بدا لها وتتآمر وتخطط، ولم يفكر لحظة واحدة من فرط غبائه انها يمكن أن تتآمر عليه كما تتآمر على الثوار، بتأليب الناس عليه بأفعالها العدائية المتعمدة ضد الشعب، ولقد نجحت بامتياز في توسيع الهوة بينه وبين الشعب، وأظهرته بمظهر المتآمر على الثورة، والتابع الذليل للنظام البائد، وذلك في انتظار اللحظة المناسبة للقضاء عليه !!
* من الذى استعان بالمتطرفين وأدعياء وتجار الدين والقيادات الشعبية المزيفة، ودفع لهم الملايين لإثارة الفتنة والإساءة للشعب وإحداث الفوضى وإشاعة الكراهية في المجتمع وتحريضه على الثوار، اعتقادا منه ان ذلك سيعينه على هزيمة الثورة والتمسك بالسلطة، بينما هو في حقيقة الأمر أول الطريق للقضاء عليه وجره الى ارتكاب الجرائم والمحاكم والسقوط في مزابل التاريخ، وهو ما حدث عندما اندفع لارتكاب جريمة فض الاعتصام الذى اعتقد ان الخلاص منه سيخلى له الجو للسيطرة على الحكم وإخضاع الشعب لإرادته، ولكنه وقع في حبائل سذاجته، وأضحى في مأزق لا يعرف كيف يتخلص منه، بينما صار الشعب أكثر قوة، وأكثر توحدا، واكثر تماسكا، وأكثر إصرارا على حريته وتقرير مصيره بنفسه، ومدنية دولته !!
* من الذى ترك اجهزة الاعلام حتى اليوم بأيدي الفلول يسيئون بها للشعب، وهم في حقيقة الأمر يقصدون الإساءة بها الى المجلس العسكري وتأليب الشعب عليه، وزيادة كراهيته له. تمعنوا فقط في البرامج التي تقدمها هذه الأجهزة مثل (خفافيش الظلام)، وأسالوا أنفسكم: هل هي لمساندتكم أم للتحريض عليكم، هل هي لتقويتكم أم لإضعافكم، هل هي لتحسين صورتكم ام لزيادة بشاعتها، هل هي لاستقطاب تأييد الناس لكم، أم لتبخيسكم واحتقاركم .. وأترك الإجابة لكم !!
* لا تحدثونا عن انقلابات، ولا مؤامرات، ولا ثورة مضادة، ولا فراغ دستوري، ولا ازمة حكم .. فأنتم الذين سعيتم لذلك، وما زلتم تسعون، وتجتهدون، وتدفعون، وتبذلون المستحيل للسير في الطريق الخاطئ الذى يقودكم الى السقوط في الهاوية والقضاء على أنفسكم بأنفسكم .. بينما الطريق الصحيح واضح أمامكم، ولكنكم تغلقون أعينكم عنه عمداً او غباءً حتى لا ترونه .. وتعادون أنفسكم !!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة