غبيان وما واعي
في عاميتنا السودانية كثير من العبارات والأقوال التي تلخص بعض الحالات في بلاغة يحسد عليها ومن ذلك قولهم أن فلاناً (غبيان وما واعي) وهي عبارة تطلق لمن تدل تصرفاته بأنه يتعامل مع أمور شديدة الخطورة وذات مآلات صعبة بكثير من الإهمال واللامبالاة وعدم (التحسب) !
وهذا ما ينطبق تماماً على كثير ممن يحاولون أن يفرضوا إرادتهم وسلطانهم وقوتهم (المتوهمة) على (الشعب السوداني) وبيني وبينكم لو أن (ده شعب تاني) لكانت (مثلاً) القصة مبلوعة ولكن أن يكون هذا الشعب ذو الإرث البطولي والرجولي واللإقدام والشجاعة والبسالة وعدم قبول (الحقارة) وكل هذه الصفات التي يعلمها الغاشي والماشي؟ هذا والله (الغبا) ذاااتو .
كان النظام الهالك (غبيان وما واعي) عندما بدأ حكمة بالبطش والقهر مستخدماً القتل والتعذيب والإعتقال و(قطع الأرزاق) وتكريس ثقافة التفرّد والإقصاء وإثارة النعرات والفتنة والتحريض على الكراهية ثم بعد أن دانت لهم الأمور (إتحكرو) وقعدو (يقسموا في الغنائم) متنقلين بين المناصب كما الفراشات وآكلين للأموال العامة كما (الأيسكريم) يلحسون ما شاء لهم (بره وجوه) ويلهطون ممتلكات البلاد وثرواتها (عينك عينك) دون حسيب ولا رقيب مستحدثين ما شاءوا من قوانين التحلل ، ولأن (النظام) حينها (غبيان وما واعي) فهو لم يضع في حسبانو (إنو ده كتيركده) وإنو هنالك (شعب) لن يرضى بهذه (السواقة بإهمال) !
وتجلت مسألة الغبا و(عدم الوعيان) يوم أن قرر (الشعب) إيقاف هذه المهزلة خارجاً للشوارع فقام أزلام النظام بسفك دماء المواطنين وإزهاق أرواحهم فمن في كل هذا العالم لا يعلم بأن (السوداني) لا يخيفه الموت ، وكان للشعب ما أراد من حسم لذلك العهد القميئ وإقتلاعه ليتسنم كرسي الحكم مجلس عسكري (غبيان برضو وما واعي) نسي لغبائه وعدم (وعيانو) أنه سوف يكون مفضوحاً للشعب بحسبان أن أعضائه هم نفسهم أعضاء اللجنة الأمنية للنظام المندحر والتي كانت تقوم بقمع تظاهرات الشعب .
ولأن المجلس (غبيان وما واعي) لم يكن يعلم بأن تعامله اللين مع رموز النظام سوف يقوم دليلاً على خيانته لمطلوبات الثورة ومن ألاف (اللصوص) إكتفي بالقول أن هنالك ثلاثة وعشرين (لصا) يقبعون في السجن غير عابئاً بقلة العدد ولا بالأخبار التي تتواتر عن مشاهده بعضهم وهم يتجولون في مطاعم وأسواق الخليج بما فيهم رئيس جهاز أمن النظام صاحب مقولة (الطيارة في الشنطة) !
وقد أثبت المجلس تماماً (إنو غبيان وما واعي) ورئيسه (يحلف بالتقطعو) بانه لا يعلم عن مجزرة فض الإعتصام شيئاً وأن أحداً لم يعط أي تعليمات لفضه أوأوامر بالقتل ، بينما (الناطق بإسم المجلس) قد صرح (صورة وصوت) بأن المجلس هو من قرر فض الإعتصام (وحدث ما حدث) !
وقمة (غبا) المجلس أنه يعتقد (الغباء) في كل العالم (خليك من الشعب السوداني) فلو سلمنا وسلم العالم جدلاً بان المجلس (لم يعط) أوامره بفض الإعتصام فهل يعقل لو ما (غبيان وما واعي) الأ يعلم حتى الآن الجهة التي قامت بفضه ؟ (معقولا بس) !
كسرة :
أكتر زول (غبيان وما واعي) هو (الكوز) الذي يعتقد بأن في مقدرته العودة إلى دست الحكم تااااااااني !
كسرة ثابتة :
• فليستعد حرامية هيثرو وبقية القتلة واللصوص
• أخبار التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة