رأي ومقالات

الهندي عزالدين: ألغام في بطن الاتفاق !!

ما كنتُ أظن أن محامياً شاطراً وسياسياً متوازناً مثل الأخ الأستاذ “ساطع أحمد الحاج” يمكنه أن يشارك في صياغة وثيقة دستورية تجعل من مجلس السيادة بعد كل تلك الدماء والدموع والانتظار ، بعضاً من أثاث وديكورات القصر الجمهوري !!
كيف تكون جملة (يعتمده مجلس السيادة) بلا معنى ولا قيمة ، بحيث أن عدم اعتماد مجلس السيادة لقانون أو قرار أو تعيين صادر عن مجلس الوزراء أو المجلس التشريعي – وكلاهما يعيِّنهما مجلس السيادة فهو السابق والصانع لوجودهما – غير ضروري ، فالقوانين المجازة من المجلس التشريعي (المُعيّن من مجلس السيادة) تعتبر سارية ، بنص وثيقة الاتفاق ، بعد (15) يوماً من إيداعها مجلس السيادة ، حتى لو لم يوافق ويوقع عليها رئيس مجلس السيادة !! (يعني وافق وافق .. ما موافق سارية بعد أسبوعين ولا على كيفو) !!
حكام الولايات يختارهم مجلس الوزراء ! لم نسمع أو نقرأ عن ذلك في تاريخ السودان بعد إقرار قوانين الحكم اللامركزي .
مجلس القضاء العالي يختاره مجلس الوزراء ، ثم يختار مجلس القضاء من بين أعضائه رئيس القضاء ورؤساء الأجهزة القضائية !!
السفراء يُعيِّنهم مجلس الوزراء ويعتمدهم مجلس السيادة (نفس طريقة الاعتماد الآنفة .. شكلية وصورية) !!
المراجع العام يُعيِّنه مجلس الوزراء ويعتمده مجلس السيادة .
وهكذا .. من نماذج التعيين والاعتماد الواردة في الوثيقة الدستورية التي أعدها مندوبو (قحت) ورئيس اللجنة السياسية وأعضاؤها في المجلس العسكري الفريق “شمس الدين كباشي” و الفريق ” ياسر العطا” .
الوثيقة أيضاً أكدت في مادتها الأولى أن جمهورية السودان دولة ديمقراطية (برلمانية) ! مَنْ الذي حدد أنها جمهورية (برلمانية) وليست (رئاسية) .. كيف تم هذا الاتفاق ، وفق أي استفتاء شعبي ، أو قرار صادر عن أي برلمان (مُنتخب) ؟!
مثل هذه القضايا الكبرى والمصيرية لا تقررها لجنة صياغة قانونية لاتفاق سياسي وقانوني لإدارة فترة انتقالية محدودة المهام والصلاحيات .
الصحيح أن تقول الوثيقة في مادتها الأولى إن جمهورية السودان دولة ديمقراطية تعددية ، مصدر التشريع فيها الدين والأعراف ، فقد سكتوا تماماً عن كلمة (الدين) التي أقرها حتى الراحل “جون قرنق” في دستور (نيفاشا) 2005م، الذي شاركت في إجازته كل القوى السياسية ، بما فيها الحزب الشيوعي السوداني .
إن تسفيه وتهميش دور مجلس السيادة وهو الضامن الحقيقي للفترة الانتقالية من خلال تمثيل القوات المسلحة السودانية فيه بالمناصفة والرئاسة للفترة الأولى (21) شهراً ، مُهدِّد للاتفاق وناسف للشراكة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير .
الجيش هو الضامن وهو المُطمئن لبقية القوى السياسية غير الموقعة على إعلان الحرية والتغيير ، وليس (قحت) ، وبالتالي فإن إضعاف دور وسلطات مجلس السيادة ، يجعل الفترة الانتقالية مُستباحة لأجندات (قحت) السياسية والانتقامية ، وفرصة ذهبية لمشروع (تمكين جديد) للحزب الشيوعي وحلفائه في قوى الحرية والتغيير ، باعتباره الأكثر ديناميكية وتأثيراً على واجهات مختلفة مثل (تجمع المهنيين) ومنظمات المجتمع المدني المنضوية تحت لواء تحالف قوى الحرية .
لابد من تعريف معنى (اعتماد) مجلس السيادة للقوانين والقرارات والتعيينات ، بحيث تدل على ضرورة موافقة مجلس السيادة ، وفي حال عدم موافقته تعود القوانين إلى المجلس التشريعي لإجراء التعديلات المطلوبة ، وتعود الترشيحات لمجلس الوزراء لمراجعتها والأخذ بملاحظات مجلس السيادة .
هذا .. أو لا اتفاق .. لأن تمرير هذه الوثيقة بهذه الصياغة يعني عدم استقرار الفترة الانتقالية والانقلاب عليها في أية لحظة .
وافقنا على الاتفاق مبدئياً ، ولم نكن نظن أن (قحت) لا تتعلم من تجاربها السابقة المريرة ، فتصر في كل مرة على تسيير المواكب وتهييج المشاعر ، وزرع الألغام في متون الاتفاقيات .

الهندي عزالدين
المجهر

‫8 تعليقات

  1. الاستاذ / الهندى عزالدين يظهر عليك التفاؤل كثيرا بان المجلس العسكرى بهذا الضعف وان ( قحت ) بهذه الجشاعة و اللهفة على احتكار السلطة … يكون لهما القدرة تلى ادارة فترة انتقالية امنة و عادلة و شفافة و نزيهة … المثل الشعبي يقول ( فاقد الشئ لا يعطيه ) و القاعدة القانونية الاصولية تقول ( ما بني على باطل فهو باطل ) فهل يوجد باطلا اكثر من المجلس العسكرى و مجبوبته (قحت) ؟

  2. حقيقة وكل م ذكرت صحيح وانا متوقعها ذي شراكة الحركة الشعبية مع الموتمر الوطني بعد اتفاقية نيفاشا المشؤمه كلها صراعات ومنافكات وه شركاء في الحكومة لا للاتفاقيات الهشه والضعيفة السودان لايتحمل اكثر من كداء

  3. حقيقة وكل م ذكرت صحيح وانا متوقعها ذي شراكة الحركة الشعبية مع الموتمر الوطني بعد اتفاقية نيفاشا المشؤمه كلها صراعات ومنافكات وه شركاء في الحكومة لا للاتفاقيات الهشه والضعيفة السودان لايتحمل اكثر من كداء

  4. أنا داير أعرف اللت والعجن دا لزومو شنو؟! من بداية المفاوضات الناس ديل قالوا إتفقوا على صلاحيات المجلس السيادي ومجلس الوزراء وكذلك المجلس التشريعي … وبعدين قعدوا وقاموا … وفي بداية رمضان كانت المفروض يوقعوا الإتفاق (وحدس ما حدس) وعلقت المفاوضات 3 يوم …وبدءت الجرجرة حتى حصلت المجزرة بتاعت ليلة العيد وكذلك (حدس ما حدس)

    جا المندوب الأفريقي والأثيوبي وتم الإتفاق … ونزل المطر وبرد الجو .. هسع طلعوا لينا بإعلان سياسي (تم الإتفاق عليه) .. وطلع موضوع جديد وثيقة تشريعة .. وهكذا الي أن (يحدس ما حدس)

    الموضوع بسيط وغير معقد بهذه الدرجة … إنتو كلكم سودانيون وهدفكم واحد هو السودان يبقى الجرجرة لزومها شنو … حكم رئاسي ومهمامه وصلاحياتو معروفة والقياس على الأنظمة الرئاسية … نظام برلماني كذلك مهماه وصلاحياته معروفة .. إذا المشكلة في المتفاوضين وناس أعوج منك متل الهندي دا

    قالوا زمان في لوري مشحون تمام ومليان ركاب .. وفي نص الطريق اللوري مال ونام على جنبتو .. في واحد من الركاب وقع تحت الجنبة المالية وكان واعي وكويس وبتكلم تمام … قاموا الركاب عشان يطلعوا من تحت اللوري المايل رفعوا الجنبة المايلة عشان الزول دا يطلع …مافي واحد فيهم فكر يسحب الرجل من تحت اللوري … وفجأة كلهم وفي نفس اللحظة فكوا الجنبة المايلة فسقطت على الرجل بقوة فمات في نفس اللحظة … دا حال السودان الآن

  5. قوى الحريه هى الممثل الشرعى للشارع السودانى ولها الحق كقوه مدنيه فى تصفيه كل النظام الفاسد البائد بمافيهم انت صاحب القلم الوضيع طول عهد الانقاذ تمارس عهرك السباسى واليوم تحتمى بالمجلس العسكرى الذى سوف يحاسب على فض الاعتصام فردا فردا وجهزوا نفسكم للحساب الدم قصاد الدم مابنقبل الديه وانت حانوجه لك قضيه التحريض فى قتل الثوار

  6. الكلام ده ني جدا جدا جدا
    حبوبتي قالت لي ناس العسكري من مسكوها كانو تاني يوم اشكلو الحكومه
    واي قرد اطلع شجرتو
    فعلا يا حبوبه شغلهم نئ وخايفين من منو الله اعلم

  7. الفات مات يا عسكري
    الخطوة هي
    تشكيل حكومه بمزاجك وتجر رجل رجلين من التغيير + اتفاق سلام ضخم مع الحركات يتبعه عرض عسكري فخيم مهيب
    تعلن للعالم انتهاء الحرب ورساله ان السودان امن وامان واستثمار
    وما همانا لا افريقي لا اوربي لا امريكي لا بطيخ ما دام الله معنا و الصيني والروسي ف صفنا ونقاطه الاصدقاء

    توكلوا ع الله لينا ميه سنه حصار 3 ما تعمل شئ

  8. ياخى ما تنط ساى افهم الكلام قرفتنا اى شى ناطى قبل ما تفهم الكلام واضح والحرية والتغير لا تمثل الشعب السودانى تمثل فقط الشيوعى والبعث والجمهوريين واناصرين والمؤتمر السودانى وحركات التمرد لا تمص ولا ربع الشعب