نيمار يفضح مشروع سان جيرمان .. والخليفي في “مأزق”
تسببت قضية النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا مع باريس سان جيرمان، بفضح المشروع “الوهمي” للنادي المملوك لقطر، بعدما أعلن الدولي البرازيلي تمرده ورغبته الجامحة في مغادرة النادي الباريسي، مشدداً على ندمه الشديد لأنه وافق على مغادرة برشلونة من أجل الفوز مع باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا وتحقيق الجوائز الفردية.
وسعى القطري ناصر الخليفي مالك باريس سان جيرمان، جاهدا لإنجاح “البياسجي” من أجل مقارعة كبار أندية أوروبا، وصناعة فريق بطل عبر تحقيق دوري أبطال أوروبا، إلا أنه على الرغم من صرفه ما يتجاوز المليار يورو على تدعيم صفوف الفريق بصفقات مختلفة.. لم يتمكن من تجاوز دور الـ 8 في دوري الأبطال، بعدما ذهبت ملكية النادي إلى قطر في 2011، واقتصرت الإنجازات على البطولات المحلية.
وظن الخليفي أن فسخ عقد البرازيلي نيمار في صيف 2017، بعدما دفع 222 مليون يورو “قيمة الشرط الجزائي” إلى برشلونة الإسباني، بأنه سيتمكن من توجيه الأنظار إلى باريس، ولكن سرعان ما تحولت صفقة صاحب الـ “27 عاما” إلى “كومة لهب” داخل جدران الفريق، خاصة بعدما كشفت تصرفات نيمار امتعاضه من عدم وجود أي مشروع واضح في باريس.. منوها إلى أن الملاك القطريين خدعوه بصناعة فريق لا يقهر.
وأكدت مصادر صحيفة “الموندو” في وقت سابق، أن والد نيمار في كل اتصال كان ينقل رسالة ابنه إلى إدارة برشلونة، والتي قال فيها: أشعر بخيبة أمل والأسف الشديد، كان من الخطأ التوقيع مع باريس سان جيرمان في صيف 2017، لأنه لا يوجد أي مشروع رياضي.
وحاول القطريون إغراء نيمار وذلك خوفا من فضح مشروعهم في باريس سان جيرمان، وقاموا بتعيينه سفيرا لبنك قطر الوطني في ديسمبر الماضي.. إلا أن جميع المحاولات “المالية” لم تقف أمام رغبة نيمار الذي يتطلع إلى استعادة نجوميته بعدما فقد بريقه في باريس سان جيرمان، بعدما كان ضمن أبرز ثلاثة لاعبين في العالم مع البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي.
وبات باريس سان جيرمان مهددا بفقدان سمعته على صعيد التعاقد مع النجوم، وذلك بسبب البرازيلي نيمار، الذي كشف واقع النادي ونقل صورته الحقيقية، ومن المتوقع أن يتأثر “البياسجي” مستقبلا على صعيد عقد الصفقات المميزة مع النجوم العالميين.
ويعلم ناصر الخليفي أن مشكلة نيمار ستؤثر على سمعة فريقه، ولن يكون بمقدوره إغراء الأسماء الكبيرة بالانضمام إلى سان جيرمان مستقبلا بسبب ما كشف عن نيمار، بالإضافة إلى سوء نتائج النادي في دوري أبطال أوروبا، وهو الأمر الذي جعل المالك القطري يتجه إلى فتح النار على النجم البرازيلي في محاولة بائسة لحماية مشروعه، وقال في تصريحات لمجلة “فرانس فوتبول” إنه لا يمانع على الإطلاق رحيل أي لاعب لا ينتمي إلى مشروع النادي في السنوات المقبلة، وأضاف: لم يجبر نيمار على الانضمام لنا.. بل كان على دراية تامة بما نخطط له.
وأكد ريفالدو اللاعب البرازيلي السابق على أهمية مغادرة نيمار لباريس سان جيرمان، في إشارة منه إلى شعور مواطنه بخيبة الأمل، قائلا: أعتقد أن الأهم الآن بالنسبة إلى نيمار هو الرحيل عن باريس سان جيرمان.. تصرفاته تؤكد أنه يرغب في قطع خطوة جديدة في مسيرته وإلى الأمام.
كما وصفت والدة أدريان رابيو لاعب سان جيرمان الذي انتقل إلى يوفنتوس في الصيف الجاري، ناصر الخليفي رئيس النادي الباريسي بأنه “يبث السم” في النادي، وقالت في تصريحات: أشكر حاتم بن عرفة على كلماته ودعمه لابني رابيوت. فالخليفي اتخذ قرارا غير عادل، وبذلك يكون قد بث السم في النادي والجميع يعلم هذا، هو نفسه سبب الفرقة بين اللاعبين لأنه نسي البعد الإنساني.
واختتمت فيرونيك حديثها قائلة: عندما تتخذ القرارات في الحياة، تكون هناك عواقب قصيرة المدى وبعيدة المدى، وعدم معرفتك بذلك وأنت رئيس هو نفسه عدم معرفتك بكرة القدم واللاعبين، وفوق هذا كله عدم معرفتك بالرجال.
وأدت تلك التداعيات إلى هروب العديد من المواهب عن باريس سان جيرمان، على الرغم من محاولة إغرائهم بعقود خيالية، ولكن رغبتهم في المحافظة على مسيرتهم الرياضية والتطور وتحقيق الإنجازات حولت وجهتهم إلى أندية أخرى، مثل الموهبتين الهولنديتين فرانكي دي يونغ الذي انتقل إلى برشلونة ورفض عرض سان جيرمان، ودي ليخت الذي أغلق جميع محاولات النادي المملوك لقطر، كما رفض البرازيلي رودريغو، الوافد الجديد إلى فريق ريال مدريد، الانتقال إلى باريس سان جيرمان قبل انتقاله إلى نادي العاصمة الإسبانية، بالإضافة إلى الفرنسي غريزمان الذي حول وجهته إلى برشلونة رغم مساعي “البياسجي”.
وأوضحت التقارير الإسبانية أن خطة مبابي للهروب من شبح الملاك القطريين تكمن في عدم تجديد عقده الذي ينتهي في 2022، حيث يطمح الفرنسي في الانتقال إلى ريال مدريد، ولكن فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الإسباني لا يرغب في دفع التكاليف الباهظة الموضوعة من الملاك القطريين.
وبدأت الأصوات تنادي بإحلال في الفريق الباريسي لفشل النادي مقارنة بالمبالغ المهدرة، بعدما صرف ما يقدر بـ 1.7 مليار يورو في محاولة منه لمقارعة كبار أندية أوروبا والفوز ببطولة دوري الأبطال.
وأكد محللو قناة “فرانس 24” أن باريس سان جيرمان ضغط على نفسه بعدما فسخ عقد نيمار.. وأنه بات مضطرا لبيع أحد نجومه لتغطية المصاريف، وتوقع المحلل الهولندي روبن سلاغتر أن يستمر الفشل في مشروع النادي وذلك لأسباب إدارية.
يشار إلى أن تحويل ملكية باريس سان جيرمان إلى قطر.. جاءت من أجل الحصول على تنظيم مونديال 2022، وذلك بعدما كشفت التقارير الإعلامية أن صفقة شراء باريس، تمت عقب اجتماع عقد بين نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق، مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني، ولي عهد قطر سابقا والأمير الحالي، بحضور بلاتيني خلال فترة رئاسته للاتحاد الأوروبي وتواجده نائبا لـ”فيفا”، وتورط بلاتيني في قضية منح كأس العالم 2022 إلى قطر وخضع إلى تحقيقات مع السلطات الفرنسية في يونيو الماضي.
ساركوزي مع تميم بن حمد والخليفي في مدرجات باريس سان جيرمان
وتقرر خلال الاجتماع الذي عقد في 2010 قبل 10 أيام من اقتراع الاتحاد الدولي لكرة القدم لقرار اختيار مستضيفة مونديال 2022، وبحسب مجلة “كرة القدم الفرنسية – دار الاجتماع حول استحواذ القطريين على فريق باريس سان جيرمان، الذي اشتراه الخليفي في يونيو 2011، بجانب زيادة الأسهم القطرية في مجموعة “Lagardere” الإعلامية، بالإضافة إلى إنشاء قناة رياضية “Bein Sports”.
وتعرضت الإدارة القطرية في سان جيرمان إلى هجوم وغضب شديدين من جماهير الفريق، الذين طالبوا برحيل رئيس النادي وإدارته الفاشلة، بعد خسارة كأس فرنسا والخروج من دور الـ 16 في أبطال أوروبا الموسم المنصرم، وأوضحت الصحافة الفرنسية أن قطر ترغب في الاستحواذ على ناد إنجليزي بعد فشل مشروع باريس سان جيرمان، لكن الخليفي لن يتمكن من بيع النادي قبل 2022.
ناصر الخليفي
لأن هدف قطر من مشروع “البياسجي” يكمن في تأسيس مصداقية لها على الساحة العالمية لكرة القدم، لكن سمعة ناصر الخليفي أصبحت مشوهة في عالم كرة القدم والرياضة بشكل عام.. بعد قضايا الفساد وتحقيقات تبييض الأموال المنسوبة إليه من قبل عدة دول، بعدما صنع الذراع السياسية لقطر في الرياضة حضورا في كرة القدم الأوروبية عبر بوابة سان جيرمان، لكن سرعان ما كشفت التحقيقات عن عقود مثيرة للشبهات للرجل الذي ظهر بصورة مفاجئة وسرعان ما تحول إلى شخص تحوم حوله قضايا الرشاوى والفساد.
العربية نت