تحقيقات وتقارير

ما هي تبعات “المظاهرة المليونية” التي خرجت في 30 يونيو؟

لاتزال الصحف العربية تناقش المظاهرات الحاشدة التي خرجت في السودان ودعت إليها قوى الحرية والتغيير، وهي أكبر مظاهرات منذ فض اعتصام المتظاهرين من أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم منذ ما يقرب من شهر.

ويرى بعض الكتاب أن قوي الحرية والتغيير ليس أمامها سوى “مسار واحد” وهو إعلان حكومتهم المدنية. بينما وصف آخرون استمرار المعارضة في استعمال الجماهير من أجل الضغط على المجلس العسكري بـ “الخطأ الفادح”.

“مسار واحد”

تقول إيمان أمير في صحيفة “الراكوبة” السودانية إن “الثورة السودانية نجحت شعبيا نجاحا باهرا أصبح محل تندر لكل الشعوب بالخروج علي طواغيتها وثورتنا الشعبية أصبحت مضرب المثل لكل الثورات ماضيها وحاضرها لقد أصبحت شبحا يخيف الدكتاتوريات لدول الجوار المتفرعنة”.

وتقول أمير: “أمام قوي الحرية والتغيير مسار واحد، وهو إعلان حكومتهم وسوف يباركها العالم أجمع خاصة الدول التي تنتهج الديمقراطية الليبرالية كوسيلة للحكم المدني مثل أوروبا وأمريكا وأستراليا وشمال أمريكا (كندا) ومتوقع ألا تعترف بها بعض الدول المجاورة والمتعاونة مع العسكر وحكم الإسلاميين مما يفضح تآمرها معهم وما تبقي من الفكر الديني الذي يتاجر بالدين والشعارات ورعاية مصالحه الذاتية والحزبية”.

وتقول “القدس العربي” في افتتاحيتها إن “تحالف (قوى إعلان الحرية والتغيير) السوداني نجح في توجيه رسالة جديدة قوية إلى المجلس العسكري وخاصة الجنرالات المتشددين من أعضائه، مفادها أن انتفاضة الشعب السوداني ماضية بعزيمة لا تكل نحو تحقيق أهدافها في نقل السلطة إلى حكومة مدنية، وإنجاز خطوات الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري المختلفة، والتأسيس المتدرج لنظام ديمقراطي سليم، والوصول بالسودان إلى بر الأمان”.

وتضيف الصحيفة: “رغم قطع خدمات الإنترنت وفرض أشكال الحصار المختلفة على طرائق التواصل بين المواطنين، فقد تمكن التحالف الشعبي من حشد عشرات الآلاف في مختلف المدن والبلدات في السودان تحت شعار (مواكب القصاص للشهداء وتسليم السلطة للمدنيين). وهذا عنوان يجمع بين مطلب محاسبة المسؤولين عن مجازر فض الاعتصام في 3 حزيران (يونيو) المنصرم، والتي ذهب ضحيتها قرابة 128 من أبناء السودان، ويحتفظ في الآن ذاته بالهدف الانتقالي الأهم في هذه المرحلة وهو رضوخ الجنرالات للإرادة الشعبية ونقل السلطة إلى هيئات مدنية”.

كما يقول عريب الرنتاوي في “الدستور” الأردنية : “نفض السودانيون عن أنفسهم غبار الكسل والسكينة والخنوع، وفجّروا كل ما في دواخلهم من وعي وإرادة ورغبة في الاستلحاق بركب العصر. باتت لهم قضية توحدهم وتخرجهم للشوارع والميادين، وتحفزّهم على تقديم مواكب الشهداء وتقديم ما يلزم من تضحيات”.

ويضيف الكاتب أن “معركة (الانتقال) في السودان، كما في جميع الدول العربية، ما زالت صعبة وطويلة ومكلفة، لكن السودانيين يظهرون من العزم والتصميم والوعي والدراية، ما يجعل الثقة بمستقبل ثورتهم أكبر من أي وقت مضى، وأعلى من أي تجربة عربية مماثلة”.

“الخطأ الفادح”

ويقول فاروق يوسف في “العرب” اللندنية إنه “بالرغم من وقوع بعض الحوادث هنا وهناك، فإن الأوضاع الأمنية في السودان لا تزال تحت السيطرة. وهو ما يحسب للمجلس العسكري وقوى المعارضة معا. ذلك لأن الطرفين بذلا كل ما في وسعهما لتفادي الصدام، ومن ثم الوقوع في فخ صراع ستكون نتائجه وخيمة على الشعب السوداني”.

ويضيف الكاتب أن “المعارضة لا تثق بالعسكر. ذلك أمر معروف. غير أنه صار على تلك المعارضة أن تثق بتفاهمات تتم في إطار دولي. فلا يمكن لأثيوبيا أن تتحرك من غير ضوء أخضر من قبل الاتحاد الأفريقي المعني بشكل مباشر باستقرار الأوضاع في السودان. سيكون من الخطأ الفادح أن تستمر المعارضة في استعمال الجماهير من أجل استمرار الضغط على العسكر الذين كشفوا حتى هذه اللحظة عن قدرة عالية على ضبط النفس إيمانا منهم بدورهم الوطني. بصريح العبارة يمكنني القول إن السودانيين محظوظون بعسكرهم، غير أنهم لم يكونوا كذلك بمعارضتهم”.

BBC

‫2 تعليقات

  1. اقول للاردني الذي يقول بان الشعب السوداني نفض الكسل فمتى سينفض الاردنيون الكسل والجبن والخنوع ويأتون بحكومة ديمقراطية؟

  2. حكومة من يباركها العالم ولن يباركها سودانى واحد هولاء حشدوا الأطفال الأعمارهم اقل من 20 سنة وقالوا ملونية نحن السودانين لن تحكمنا حكومة التغيير الذى يهما العالم الخارجى أكثر من السودانى وأقول لهم اتبعوا انتم للعالم الخارجى وخلونا نحن فى السودان اين وطنيتكم
    وتبعيتها قتل الأبرياء واولاد الناس اتقوا الله فى هذا البلد