ثقافة وفنون

(العدّاد) آخر اهتماماتهم .. تَعَرّف على أكثر الفنانين السودانيين (مُجاملة) ..!

تَقَدّمَت تلك المرأة الطاعنة في السن بكل ثبات نحو دار الإذاعة، مُتكبِّدة مَشَاق رحلة طويلة من أحد أرياف مدينة أم درمان العريقة، قبل أن تتوقّف أمام بوابة الإذاعة لتجد شخصاً أمامها وتسأله بسُرعة: (بالله القى فنانين الراديو وين).؟ ليجيبها ذلك الشخص: (وماذا تُريدين منهم).؟ لتجيبه: (لقد قَطَعَت عهداً مع نفسي أن أحضر أحدهم ليتغنّى لابنتي الوحيدة في ليلة زفافها)، ليباغتها ذلك الشخص بسؤالٍ مَفاده: (وكم تمتلكين من المال).؟ لترد في استحياءٍ: (خمسين قرشاً) ليصمت ذلك الرجل لبرهةٍ قبل أن يقول لها: (أنا من سيتغنّى لابنتك في زواجها)، وقبل أن تسأله من أنت، أجابها بكل تواضع: (أنا الفنان خليل إسماعيل)..!

(1)
القصة أعلاه تُعتبر إحدى القصص الشهيرة التي تحكي عن تواضُع الفنانين و(مُجاملتهم) لجمهورهم، تلك الجزئية التي نُحاول أن نَبحث عنها اليوم، لنتعرّف بالمُقابل على أكثر الفنانين السُّودانيين (مُجاملةً) لجمهوره ولأصدقائه، وعن هذه النقطة يقول الإعلامي والصحفي الأستاذ خوجلي الريح -الشقيق الأكبر للفنان حمد الريح – إنّ الفنان القدير عبد القادر سالم هو أكثر الفنانين مُجاملةً وأكثرهم حُضُوراً في المُناسبات، حيث يضع المادة ضمن آخر اهتماماته، إضَافَةً للفنان الراحل زيدان إبراهيم وحسين شندي وعبد العزيز المبارك وياسر تمتام، أما عن جيل الشباب فيقول خوجلي إنّ جمال فرفور وأحمد الصادق من الشباب المُميّزين والحاضرين، وكذلك عصام أحمد الطيب وعماد أحمد الطيب وبلال موسى، ومن المُطربات سمية حسن وندى القلعة وإنصاف مدني وإيمان لندن، وبسُؤالنا لخوجلي عن شقيقه الفنان حمد الريح رَسَمَ ابتسامة واسعة على شفتيه قبل أن يقول: (والله المُجاملة كاتلاهو كتل).!

(2)
الفنان والعازف عوض أحمودي عن هذا الموضوع قال في وقتٍ سابقٍ: (أولاً هنالك فرقٌ كبيرٌ بين مُجاملة الفنانين ومُجاملة العازفين)، وواصل: (بكل صراحة ما عايز أذكر أسماء عَشَان الناس مَا تَزعل مِنِّي، لكن الأستاذ حمد الريح هو الأكثر حُضُوراً في كل المُناسبات وهو زول مُجامل من الدرجه الأولى، كما لا يفوتني ذكر أسماء مُتّفق عليها، مثل أحمد المصطفى وخليل إسماعيل وهم من الفنانين الذين لهم بَاعٌ طَويلٌ في هذه المسألة).

(3)
عَددٌ من المُتابعين للساحة الفنية أكّدوا أنّ هناك عدداً كبيراً من الفنانين الذين يحرصون على المُجاملات وإرضاء الجمهور، ومن بينهم الفنان محمود تاور وعصام محمد نور والشاب محمد الحسن حاج الخضر ووليد زاكي الدين، إضافةً للفنان محمود عبد العزيز، الذي كَانَ أكثر الفنانين مُجاملةً وآخرهم اهتماماً بالعَائد المَادي، فهو الفنان الوحيد الذي كان يُقيم مجموعة من الحفلات الخيريّة التي يَعُود ريعها لإحدى الشرائح المُحتاجة، إضَافَةً إلى الفنانة حنان بلوبلو وإنصاف مدني وهدى عربي.

صحيفة السوداني