المجلس العسكري السوداني “صمام أمان” أم “ثورة مضادة”؟
علقت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية على أول زيارة يقوم بها رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان لمصر منذ توليه منصبه، منطلقا منها إلى الإمارات، والتي تزامنت مع زيارة قام بها نائبه الأول محمد حمدان دقلو (حميدتي) للسعودية.
ورأى كُتّاب أن هذه الزيارات تعكس توجه المجلس العسكري السوداني نحو المحور الذي تقوده السعودية والإمارات ومصر والبحرين في مقابل قطر وتركيا، بينما رأى آخرون أن المجلس يقود “ثورة مضادة” في السودان.
“صمام أمان للسودان”
يقول صلاح الدين مصطفى في “القدس العربي” اللندنية: “مراقبون يرون أن الزيارتين اللتين قام بهما محمد حمدان حميدتي… للمملكة العربية السعودية يوم الخميس ومن بعده رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان إلى مصر(السبت)، تشيران إلى أن السودان حسم أمره بالتوجه نحو محور السعودية والإمارات”.
ويرى عماد الدين حسين، رئيس تحرير “الشروق” المصرية، أن اختيار البرهان القاهرة كأول محطة له منذ توليه منصبه “إشارة مهمة جدا ينبغي عدم إغفالها لتأسيس علاقات قوية بين البلدين، شرط أن تستقر الأمور أولا بين المجلس الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، ويتوصل الجانبان إلى توافق عام يتيح للسودان أن ينطلق للأمام”.
ويقول محمد أبو الفضل في صحيفة “العرب” اللندنية إن المجلس العسكري “ارتكز على ما حصده من دعم عربي وأفريقي، وبدأ يزيد من سرعة تحركاته على المسارين، ويرسل إشارات تطمين لقوى إقليمية ودولية منخرطة في مجابهات مصيرية مع العناصر المتطرفة ومكافحة الإرهاب”.
ويضيف بأن زيارة البرهان لكل من مصر والإمارات كشفت “عمق العلاقة بين السودان الجديد والفضاء العربي، حيث جاءت بعد زيارة قام بها نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) للسعودية، بما يؤكد انحياز الخرطوم لتحالف مصر والسعودية والإمارات على حساب محور قطر وتركيا”.
ويؤكد الكاتب أن المجلس العسكري “نجح في تسويق نفسه بحسبانه صمام أمان رئيسي للسودان وجيرانه، وأبعده التحلي بالرشد عن الدخول في دوامة خطيرة من التجاذبات، الأمر الذي جعل الفضاء الإقليمي مهيأ لتقديم أنواع جديدة من الدعم السياسي والاقتصادي لإدارة المجلس العسكري على حساب قوى الحرية والتغيير”.
“الثورة المضادة”
وتعليقا على التحية العسكرية التي أداها البرهان للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء زيارة الأول للقاهرة، تقول “القدس العربي” اللندنية إنها “تعبر عن حقيقة ما يطمح إليه المجلس العسكري في السودان بتكرار السيناريو المصري: ركوب ثورة الجماهير وتقديم التنازلات الشكليّة لها… ثم الانقضاض عليها وإعادة النظام القديم مع تغطية إقليمية جديدة يمثّلها حلف ‘الثورة المضادة’ في مصر والإمارات والسعودية والبحرين”.
وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها: “على بساطتها الرمزية، تظهر التحيّة العسكرية أن المجلس العسكري صار تحت ‘إمرة’ حلف ‘الثورة المضادة’، التي بدأت بتقديم ‘الملاءة’ النقديّة اللازمة لدفع أجور جنود القوات المسلحة”.
وترى الصحيفة أن إعلان حزب الأمة رفْض المشاركة في الإضراب العام الذي أعلنته قوى الحرية والتغيير يُظهر “تأثير الإمارات التي كانت تستضيف زعيم حزب الأمة الصادق المهدي لسنوات خلت قبل الثورة، وهذا يعني أن ‘الثورة المضادة’ انتقلت إلى الخطوة الثانية بعد تأمين المجلس العسكري، وهي شق المعارضة”.
وفي جريدة “الراكوبة” السودانية، يقول الفاضل عباس محمد علي: “لقد أبدى كل من حميدتي وبرهان ما يشير إلى أنهما ينفذان أجندة أجنبية، وأنهما مشبّعان بالطموح للانفراد بالأمر على طريقة السيسي الذى ورث ثورة 30 يونيو 2013 الشعبية المصرية، وأنهما مثل علي عبد الله صالح يرقصان فوق رؤوس الأفاعي، ويلعبان الروليت مع مناديب الحرية والتغيير”.
المشهد السوداني
صمام أمان والشعب وأغلبيته الصامتة مع الجيش السوداني وستثبت الأيام ذلك، الأغلبية الصامتة ليس لها قنوات ولا أذرع إعلامية ولا هواتف ذكية ولا فيسبوك ولا واتساب ولكنها هي التي تفشل كل عمل ضد الشعب والجيش والحلول السلمية.