أسرار التفاوض بين المجلس العسكري وقوي الحرية والتغيير
لقد تم الاسبوع الماضي اتفاق مكتمل الأركان بين المجلس العسكري وقوي الحرية و التغيير بالموافقة علي أغلبية التغيرر بالثلثين في المجلس التشريعي والأغلبية المطلقة في مجلس الوزراء مع الاحتفاظ بحقيبتي الدفاع والداخلية للمجلس العسكري والمجلس السيادي للجيش بنسبة 7للجيش و3 للمدنيين مع الاحتفاظ بالرائسة للجيش + نائب اول، ونائب من الحرية والتغيير تم اعلان الجزء الأول من الاتفاق للرأي العام وتم إخفاء الجزء المتعلق بالمجلس السيادي واتفق علي ان يتم إخراج سياسي لهذا الجانب تحوطا لرد الفعل من المعتصميين الذين اوهمتهم قوي التغيير بالمجلس المدني دون مراعاة لأوضاع التفاوض التي تستوجب تقديم التنازلات وحرص الجيش علي البقاء في المشهد السياسي وذلك للتحفظات التي أعلنها مؤخراً والمتعلقة بحل جهاز الأمن وهيكلة الجيش والشرطة والدعم السريع والخدمة المدنية.
تم الاتفاق علي تصعيد مقبول في الخطاب السياسي علي ان تتبعه قوي التغيير بحوارات مفتوحة ومعلنة مع المعتصمين وكافة عضويتها علي الارض لاقناعهم بان ما تحقق حتي الان يعتبر ممتاز وان قوي التغيير سوف تتمسك بوقفها حتي نهاية الشوط الا انها في سبيل المحافظ علي ماحققته في المجلس التشريعي ومجلس الوزراء يمكن ان تضحي بالمجلس العسكري مع التأكيد علي انه شرفي وليست له سلطات مؤثر في إنجاز برنامج الثورة.
هذا ما سوف يتم خلال الفترة القادمة حتي اذا ما اعلن عن الوصول للاتفاق المذكور انفا فيما يخص المجلس السيادي يكون الامر قد تمت له تهيئة جيدة ويتم قبوله وفض الاعتصام.
لذلك سوف تشهد الساحة خطاب سياسي متصالح من قبل قوي التغيير مع الإبتعاد عن التحريض الايدولجي الذي آثار حفيظة بعض القوي المعارضة للاتفاق مع الاحتفاظ بفكرة العصيان المدني والاضرابات دون الذهاب لها فعليا.
مايجدر ذكره أن قوي التغيير بالنسبة للاماراتيين تمثل قوي الوسط لذلك لم يكن من المستبعد الاعتماد عليها في تشكيل مستويات الحكم بابراز دور حزب الأمة والموتمر السوداني و الاتحاديين والحركات المسلحة التي سوف تنضم لاحقاً بعد ان وصلت لتفاهمات في الإمارات مع المجلس العسكري والتي يتوقع اكتمالها خلال الزيارة الحالية التي يقوم بها قائد الأركان ومدير جهاز الأمن الي جوبا.
كتلت الإسلاميين لا مكان لها إلا بتمثيل محدود وغير موثر ولا فاعل وذلك إتساقاً مع ماتناقله عدد من المحللين ومراكز الدراسات بجانب عدد من صحف العالم عن دور حلف السعودية الامارات ومصر الناشط في صياغة مستقبل السودان وجعله ضمن منظومة الاسطفاف التي تتشكل ضمن الشرق الأوسط الجديد حيث أشارت كبريات الصحف العالمية والمحللين أن ثمتة علاقات سريه بين المجلس العسكري وقوي التغيير ممثلة في بعض الأحزاب كالامة والموتمر السوداني وقد اشار لذلك الناطق الرسمي لقوي التغيير الرشيد سعيد في احدي افاداته المنقولة علي الهواء في صفحته الرسمية بالفيس بوك .
✍ بقلم عبد القادر الاغبش
إعلامي وباحث في الشأن السوداني