رأي ومقالات

العسكر لن يعدون الشواء ثم يكتفون بالشم

ثمة حقيقة يتم التعامي عنها في التغيير الذي تم صبيحة 11إبريل 2019 ؛ وربما ترتبط بالذي تم من 6ابريل حينما تم إستحداث ثغرة سمحت للمتظاهرين بالوصول الى حوائط مباني القيادة العامة وهي الثغرة التي حينما صنعت قرأها اكثر من مراقب بأنها (تمريرة لعبها أحدهم لنفسه) ولم تمضي الأيام إلا وكانت القرأءة صحيحة إذ فيما تكشف ان إحتشاد الناس عند القيادة كان فعل الضغط الذي سيق بسببه الرئيس (البشير) الى نافذة بيت الضيافة لينظر هوية الحرس الرئاسي فوجدها قد تغيرت وهي الإشارة التي التقطها وادرك معها أنه قد حبس او بمعنى اكثر مباشرة أن امره صار الان بين يدي الضابطين الذين انتدبا لإخباره بعد التحية وعبارة (سعادتك) انه لم يعد رئيسا ! وقد كتبت هنا يوم 25 مارس اي قبل عشرة ايام او تزيد بيوم من فتح ثغرة الدسوفوار السودانية ما نصفه حرفيا من نص طويل #قدر_احدهم_ينضج_فوق_نار_الإحتجاجات.

أظن ان الوضع العالق بالسودان بين إحتجاجات تعلو وتنخفض ؛ وازمة سياسية وحالة إختناق سياسي ؛ تخفي تحتها _وأتحدث عن الموقف الحكومي ويقرأ بشكل أدق النظام _ تفاعلات وحراك لا يقل سخونة عن توجهات طقس البلاد ومناخها هذه الأيام ؛ وأميل للإعتقاد ان ما يشغل الحكومة الان او تياراتها المختلفة ليس المحصلة الخاصة بالإحتجاجات والتي وفرت للقوة الحاكمة ومع اخطاء الخطاب الاقصائي أجواء توحد خيار قبالة حق البقاء وتقرير المصير ،.

ما يشغل الان حسب تحليلي هو إكمال ترتيب داخلي عليه مؤشرات والتماع إشارات حمراء ومع هذا الترتيب الجاري وظف التوتر العام المتشنج ضمن أليات توجيه الريح بين الاطراف الداخلية لدفع هذا لذاك الركن او وضع غيره تحت الضغط ؛ بمعنى ان تفاعلات الشارع العام صارت من ضمن (عدة الشغل) المحركة لتكتيكات كسب المواقف من طرف او هزها عند أخر بالداخل وقلت معنونا (قدر احدهم ينضج فوق نار الإحتجاجات) .

ولكن للامانة لم اكن اتخيل ان أحدهم هذا هو (الرئيس) او ان من اعد الحطب ونار الغلي والتسبيك هم قادة الجيش والامن والدعم السريع والشرطة وحيث ان هذا تحقق باسم المنظومة الامنية إختصارا مجتمعا والان كمجلس عسكري إنتقالي ينوب عنهم فالطبيعي والمنطقي والموضوعي انهم شركاء في (الطقة) وغرف اطيب اللحم وربما التحلية اذ لا يعقل ان يعدوا الوليمة ثم ينتظرون ان يأكلها غيرهم ؛

لن يجهز العسكر الشواء ثم يأمرون بالاكتفاء بالشم ! الضباط ليسوا اصحاب (تكايا) في مواقيت الخيارات المماثلة ؛ رجال ساقوا قائدهم وحبسوه في (كوبر) لن يقبل ان يتوقع احدهم ان يلتحقوا به بعد حين لانهم حتما ومؤكد يوقنون أن تجمع المهنيين او غيره إن استلم صلاحيات مطلقة فإن اول ما سيفعله انه سيقول لهم (معتدل مارش) الى حيث من عينكم وسماكم ورقاكم ؛

احزاب شتمت (زين العابدين) و(جلال) و(الطيب) وفصلتهم عن قيادة تغيير شاركوا فيه واخرجتهم من القصر الجمهوري وربما نزعت علاماتهم قطعا لن تتردد في ترتيب ذات المصير لقوش وحميدتي والبرهان ؛ الدفعة للدفعة رحمة مؤكد انه ليس (كولنغ) لدي القادة المدنيين ولن يكون !.

بقلم
محمد حامد جمعة

تعليق واحد

  1. مقال الأستاذ محمد حامد جمعة في غاية من التعقيد وأظن أن القليل سيفهمونه. مقال أقرب إلى المثل العربي القائل من حفر حفرة لأخيه وقع فيها. وأرى أن مؤامرة الجيش للإطاحة بالبشير بدأت قبل استحداث الثغرة في القيادة العامة. بدأت بالطريقة التي تعامل بها وزير الأمن صلاح قوش مع المتظاهرين ….فطبق نظرية تحريض المتظاهرين على التظاهر وتعاطف الأغلبية الصامتة التي كانت داخل بيوتها مع المتظاهرين …فقتل عماله الأطباء والطلاب وعذب أساتذة الجامعات ومن ثم اطلاق سراحهم ….أدت هذه السياسة إلى زيادة الغضب على البشير وأتباعه.