تفاصيل ضبطية حي الطائف .. مؤشرات السيناريو الأسوأ
تبذل الأجهزة الأمنية جهوداً كبيرة في إرساء الأمن، خاصة خلال الأيام الماضية والتي شهدت عدداً من الضبطيات، وكان آخرها إحباط قوات الدعم السريع لمحاولة تخريبية بضبط أسلحة وذخائر ومتفجرات بأحد المنازل بالخرطوم شرق. (الإنتباهة) أجرت قراءة سريعة حول الحادث الأخير، ورسمت أكثر من سيناريو قد يتمخض عن المشهد الحالي وتطوراته..
(1)
منذ الحادي عشر من أبريل و الذي كان يوم سقوط نظام البشير وحتى الآن لم تشهد البلاد أحداث عنف مزعجة سوى قليلة وقعت في أماكن متفرقة. ولعل أبرزها كان الاعتداء على مؤتمر شورى الشعبي بالصحافة وقبلها الاعتداء على حاج ماجد سوار. وفي الوقت الذي كان يتوقع فيه الكثيرون في الأسبوع الثاني من سقوط النظام بأن تشهد البلاد موجة من الفوضى والعنف، كانت الأحوال مغايرة تماماً خاصة وبدأت الأوضاع الأمنية مستقرة مع استمرار الجهود المبذولة من الأجهزة الأمنية المختلفة، خاصة قوات الدعم السريع وإن كانت الضبطية الأخيرة التي قامت بها هذه القوات قد جعلت الكثير من المخاوف تظهر بصورة جلية، خاصة بعد أن أعلنت عن الضبطية الأخيرة والتي كانت تستهدف أمن واستقرار البلاد، ليذهب البعض إلى ربط تفاصيل ما يجري بالبلاد بسيناريوهات مشابهة تماماً كما حدث في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها، وفيما استبعد الكثيرون أن يحدث ذلك بالبلاد، توقع البعض حدوث أسوأ السيناريوهات التي بدت مؤشراتها في الظهور بعد ضبط هذه المتفجرات الرقمية والأحزمة الناسفة.
(2)
حسناً.. فلنقرأ الخبر بصورة مفصلة كما تناقلته الأجهزة الإعلامية على النحو التالي: (نجحت قوات الدعم السريع في إحباط محاولة تخريبية تستهدف أمن واستقرار البلاد، وضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات الرقمية وعبوات وأحزمة ناسفة فضلاً عن بطاقات وأختام وأزياء عسكرية داخل منزل بحي الطائف شرق الخرطوم، بجانب سيارات، وألقت القوات القبض على عدد من المتهمين بموقع الحدث. وبحسب متابعات (الإعلام الإلكتروني للدعم السريع) فإن استخبارات الدعم السريع كانت قد رصدت معلومات عن نشاط غريب لأشخاص بأحد المنازل بحي الطائف، حيث جرى تحديد المنزل وبعد التأكد منه باحترافية عالية حددت القوة ساعة الصفر وداهمت القوة المنزل ونجحت في السيطرة على المتهمين وضبطت بحوزتهم كميات كبيرة الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة، وكشفت المعلومات عن أنهم كانوا بصدد تنفيذ مخطط إجرامي من شأنه زعزعة أمن البلاد واستقرارها في هذا الظرف الحرج، وأكد قائد فريق المداهمة جاهزية قوات الدعم السريع للقضاء على كل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة الوطن، بالتنسيق مع القوات النظامية الأخرى. وأشار إلى أن هذه العملية النوعية نفذتها قوة خاصة من الدعم السريع، لافتاً إلى أنها ستكون رسالة قوية وواضحة لكل من يستهدف أمن وسلامة البلاد، وأكد قائد القوة أنهم سلموا المتهمين إلى قسم الشرطة التي دونت ضدهم بلاغات تمهيداً لمحاكمتهم.. الى هنا انتهى الخبر ولكنه أفرد مساحات واسعة من الأسئلة التي تبحث عن إجابات مهمة.
الخبير الأمني الفريق شرطة أحمد إمام التهامي بدوره علق لــ(الإنتباهة) بأن الأحداث الأخيرة في نيالا والتي اعقبت سقوط النظام وكذلك ضبطية الدعم السريع للأسلحة والضبطيات التي سبقتها قبل التظاهرات، وأخذ القانون باليد وتجاوز حريات الآخرين وقفل الطرق وإيقاف الإمداد التمويني لبعض الولايات، كلها مؤشرات في اعتقادي لا تنبئ بأوضاع مستقرة إذا استمر الحال هكذا، خاصة وأن المواد التموينية إذا لم تصل بالقطار فإن ذلك يعني زيادة الأسعار بعدد من الولايات خاصة في ظل ظروف صعبة و أزمات متعددة. وأضاف التهامي بأن البلاد بالإمكان أن تتفادى أي سيناريو انفلات أمني حدث في دول قريبة منا حال عادت الشرطة والأمن الوطني للعمل لتأمين الجبهة الداخلية وحسم التفلتات والمظاهر السالبة التي برزت مؤخراً في أطراف الخرطوم.
(3)
رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي فضل السيد شعيب، قال لــ(الإنتباهة) بأن أول لقاء جمعهم مع المجلس العسكري الانتقالي تحدثوا من خلاله عن النواحي الأمنية وذلك لما نعلم عن وجود سلاح منتشر داخل وخارج الخرطوم، ولذلك ركزنا في حديثنا بالمجلس العسكري الانتقالي بأن تكون القوات المسحلة السودانية التي أحدثت التغيير هي وحدها من يمتلك السلاح وبالضرورة عند قوات الشرطة والقوات النظامية مع تصفية كل الواجهات الأمنية التي كانت تحمي النظام السابق مثل الشرطة الشعبية والأمن الشعبي والدفاع الشعبي. شعيب في حديثه نفى بأن يكون السودان على شفا وضع مشابه لما حدث في سوريا واليمن وليبيا، إلا في حالة واحدة، وعنها قال: بأن ينعكس ما يجري في ليبيا من تشتيت لقوات داعش على الأمن بالبلاد، ولكن ما دون ذلك فإن الشعب السوداني يستند على قيم ومُثُل وأخلاق جديرة بأن تكون طوق نجاه لإخراج البلاد إلى بر الأمان. وأضاف : لكن نحذر من التعنت الذي تقوده قوى الحرية والتغيير وعلى رأسهم تجمع المهنيين بالضغط على المجلس العسكري الانتقالي بدون بصيرة أو فهم مما يترك الاحتمالات واردة على مصراعيها لإحداث اي تغيير معاكس بالبلاد.
الكاتب الصحافي والمحلل السياسي بكري المدني قال لــ(الإنتباهة) بأن الحركات المسلحة كلها ماضية في طريق السلام وأعلنت وقف إطلاق النار. وتابع: لا أعتقد بأن البلاد بصدد أي صدام مسلح بين القوات النظامية وأية حركة مسلحة، بل الشاهد بأن الأخيرة هذه قد اتجهت للمشاركة بالعملية السياسية عبر وساطة دولة الأمارات العربية المتحدة، حتى أن الحركة الشعبية شمال، قد فتحت لها مكتباً بالخرطوم وأرسلت وفداً لإبداء حسن النوايا، وفيما عدا حركة عبد الواحد فإن جميع حركات دارفور هي جزء من نداء السودان الذي هو جزء من قوى الحرية والتغيير المفاوض للمجلس العسكري. وزاد المدني: لا أتوقع أية عمليات تخريبية، ولكن قد يحدث نوع من أنواع الانفلات الشعبي أو الجماهيري وهي ورادة تحدث من هنا وهناك واستبعد المدني بأن تتكرر سيناريوهات مشابهة لما حدث في سوريا وليبيا وغيرها بالبلاد، وذلك لأن الطبيعة السودانية لن تسمح بذلك، بالإضافة إلى أن القوات النظامية ولاءها الرئيس للوطن.
تقرير : محمد جمال قندول
الخرطوم (صحيفة الإنتباهة)