كلام سليم والوضع أليم ..!!
ده عين العقل ..
عن أي جامعاتٍ يتحدث القوم .. ؟
لقد ولّت عُهود التغييب والتجهيل بإشراق شمس الحُرية والانعتاق وما من عودة ، ولكل غالٍ ثمن يجب أن يُدفع..
اعترض عدد من الطلاب على قرار استئناف الدراسة في الجامعات في ظل الوضع الراهن، معتبرين أنه لا تعليم في وضع أليم، ولن يدرسوا في وضع كهذا، وشددوا على ضرورة حل اتحاد الطلاب من كل الجامعات السودانية التابع للنظام المخلوع بكل تبعاته، وأن يتم تكوين اتحاد ممن وصفوهم بالشرفاء في أسرع وقت الى جانب إعادة هيكلة الإداراة.
كلام سليم والوضع أليم وكاذب من يدعي غير ذلك..
اليوم يتحدّث الأبناء بصوتٍ عالٍ لا يخشون من رقيب يتربص بهم ولا من قوة تبطِش بهم ، هُم من يُقررون متى تُستأنف جامعاتهم ومطالبهم يجب أن تُنفّذ قبل أن تُفتح أبواب جامعاتهم ، ومن غيّروا التاريخ السياسي في سوداننا وأزالوا تلك العقبةِ الكؤود أدرى منّا بمصالحهم ، هُم من جلسوا على جمر المحسوبية وتجرّعوا من الكأس المُر الذي أذاقوهوا لهُم من كانوا يُزاملونهم فيها ولكنّهم أرفع منهم درجات وأسمى منهم مكانة في نظر السلطة (القصير) ، نراهُم يُزاحمون بسطوتهم وبدعم السلطة لهم مُدراء الجامعات وأساتذتها الأجلاء..
(أكد طلاب في المجمع الجنوبي بجامعة السودان ، أنهم لا يرضون بالجامعات بشكلها “الكيزاني” القديم، ولا يعترفون بالاتحاد السابق كممثل لهم بل يناصبونه العداء بسبب إضاعته الكثير من حقوقهم، مشددين على أنهم لا يعترفون بدستور العمل الطلابي الذي وضعه “الكيزان” فيما بينهم وفصلوه على مقاسهم بمعزل عن الطلاب، إلى جانب أنهم لا يعترفون بطريقة الجمعية العمومية القديمة التي تعيد انتاج الاستبداد كل عام، وطالبوا بمؤتمر تأسيسي شامل، وحل الوحدات الجهادية بصورة كلية، مشيرين إلى أنها كانت هي المعرقل الوحيد للاستقرار الأكاديمي والسياسي في الجامعات..)
يجب أن تُزال هذه المتاريس التي وضعها النظام البائد داخل الجامعات والمقصود بها عرقلة من لم يُدين له بالولاء والطاعة وصارت حجر عثرة أمام أبناءنا ، وفي حال إن تجاوزوها تنتظرهم في مستقبلهم الوظيفي متاريس أخرى أكبر وأخطر ، في زمانٍ أصبحت فيه الوظيفة مُتاحة (فقط) لمن يرضى عنه النظام ومعيارها (فقط) الانتماء والمُنافقة ..
أن يضيع العام الدراسي خيرٌ لنا كأولياء أمور ولإبناءنا من أن تُفتح أبواب الجامعات والغبن الناتج عن زوال الحُكم وما قد يحدُث من تصادُم داخل أسوار الجامعات وقاعاتها قد يؤدي إلى ما لا يُحمد عُقباه وفي أيدي أذناب النظام داخل الجامعات ما زالت السُلطة وأدواتها ولم يطالها التغيير بعد (والانتقام وارد) ..
تفكيك هذه المؤسسات المحسوبة على النظام ضرورة قُصوى يجب السعي في إزاحتها وسحب السلطة منها وفرض هيبة الدولة على الشارع والمؤسسات ثم استأنفوها..
والله المُستعان..
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة