عالمية

ترمب وحلفاؤه اختاروا حفتر لمواجهة الميليشيات المتطرفة في ليبيا

في موقع “رياكشن لايف” الأميركي كتب جيف هون أنه مع استمرار تدهور الوضع الأمني في ليبيا، تورطت حكومة “الوفاق الوطني” في طرابلس بين القوى المتقدمة للجنرال حفتر وقاعدة سلطته في الشرق وبين سلسلة من جماعات الميليشيات المتطرفة التي تسيطر إلى حد كبير على غرب البلاد. ولسوء الحظ، فإن هذا الوصف الأنيق لانقسام البلد يخفي أن ليبيا في انحدار نحو الفوضى مرة أخرى.

وقال المصدر إن الجنرال حفتر – الذي ينظر إليه البعض على أنه رجل عسكري صارم يمكنه فرض النظام أمام الفوضى، له تاريخ طويل في ليبيا الحديثة. لقد كان في إحدى مجموعات الضباط العسكريين في عهد العقيد القذافي، وبعدما ألقى القذافي اللوم عليه بشكل غير عادل بسبب مجازفة عسكرية في تشاد التي سارت على نحو كارثي، عاش في المنفى في الولايات المتحدة الأميركية، ولم يعد إلى ليبيا إلا في بداية الانتفاضة في عام 2011 التي أطاحت في نهاية المطاف بالديكتاتور الليبي.
موضوع يهمك
?
أعلن وزير داخلية حكومة الوفاق، فتحي باشا آغا، عن وصول السفينة الإيرانية المحملة بالأسلحة إلى ميناء مصراتة، وأنه سيفتح…
الوفاق الليبية:سفينة إيرانية محملة بالأسلحة ترسو بمصراتة المغرب العربي

وأضاف الكاتب أنه بعد تعيينه من قبل البرلمان الليبي كقائد للجيش وترقيته مؤخرًا إلى رتبة مشير، حقق نجاحات عسكرية في الشرق ضد المتشددين.

ويبدو الآن أنه هو ومؤيدوه، بما في ذلك الرئيس ترمب، حسب المصدر، قرروا أن الطريقة الوحيدة لتأمين مستقبل ليبيا هي أن يسيطر على البلد بأكمله ويوحدها.

ويرى الكاتب أن الذين يقفون في وجهه هم مجموعة متنوعة من عصابات ميليشيات مرتبطين مع ببعضهم بعضا من خلال إيمانهم المشترك بالإيديولوجية الدينية المتشددة والتمويل الواضح من الخارج، وأبرز الممولين هما قطر وتركيا. إنهم متحدون كذلك في معارضتهم للجنرال حفتر ودعمهم للأيديولوجية المتطرفة التي تبناها تنظيم داعش.

ليس هنالك شك – يردف صاحب المقال – بأن حكمهم في المناطق التي سيطروا عليها في غرب ليبيا اتسم بالوحشية القاسية التي كانت سمة من سمات احتلال تنظيم داعش لأجزاء من سوريا والعراق. وكمثال صارخ على ذلك، تم تطهير بلدة تاورغاء بعد اختطاف 77 رجلاً وصبيًا، تاركين السكان بلا ملجأ. وفي أماكن أخرى، وُصفت ميليشيات النواسي بأنها تقاد من قبل “إسلاميين مؤيدين للمتطرفين”، حيث تزعم مصادر داخل المنظمة أنها كانت تجند متطرفين يدعون إلى فرض (نسختها من) الشريعة في جميع أنحاء ليبيا.

وذكر المصدر أنه على الرغم من أن معظم التركيز الدولي والتدقيق تمحور، لأسباب مفهومة، حول قوات الجنرال حفتر وتقدمها العسكري، إلا أنه لم يتم إيلاء اهتمام يذكر لهذه الميليشيات التي يزداد ارتباطها بحكومة الوفاق الوطنية مع مرور الوقت. ومن خلال القيام باستيلاء عدائي بفعالية على أجهزة الشرطة والأمن في المنطقة، فقد تمكنوا من تحويل هذه الحركة المتطرفة الوحشية إلى أفعال. وإن إغلاق قوة الردع الخاصة لمعرض “الكوميك كون” المشهور عالمياً واعتقال المشاركين فيه في عام 2017 هو بمثابة مثال لما يمكن حدوثه في ليبيا تحت سيطرتها.
دعم قطر وتركيا للميليشيات المتطرفة

وكتب جيف هون: ما هو واضح بشكل متزايد أن هذه الميليشيات أصبحت تعتمد على دعم القوى الأجنبية سواءً دعم مالي أو غيره، وفي المقام الأول قطر وتركيا. وقد أُشير إلى أن قطر قدمت ما يصل إلى 890 مليون دولار إلى مختلف الميليشيات المتطرفة بين عامي 2011 و2017.

وتقع ليبيا بالقرب من إيطاليا حيث إنها لا تستغرق سوى وقت قصير للوصول إلى إيطاليا عبر رحلة بحرية. ولطالما كانت ممر عبور للمهاجرين المتلهفين للوصول إلى أوروبا. وفي الواقع، يعود مصدر أرباح بعض هذه الجماعات إلى عمليات الاتجار بالبشر، وإركاب عدد هائل من المهاجرين إلى حد يفوق قدرة القوارب بسبب جشعهم، ما يؤدي إلى عدد لا يحصى من الوفيات المأساوية عن طريق الغرق. علاوة على ذلك، إذا نجحت الميليشيات، فيمكن أن تصبح ليبيا ملاذاً آمناً للتدريب الإرهابي، مما يشكل تهديداً وشيكاً لسلامة وأمن الغرب.

الحدث الاخبارية