السودان الان أمام اختيار نعمة الوطن أو الغرق في دوامة الفوضى
تعيش السودان الان أياما عصيبة تهدد كيان البلاد واستقرارها الأمني والسياسي، حمل مخاطر على دول الجوار العربي والأفريقي في ظل انتشار السلاح وفوضى الميليشيات التي صنعها الرئيس المعزول عمر البشير، وألبسها ثوب الشرعية بمسميات مختلفة لحماية حكمه.
ودخلت الدولة المصرية اليوم بكامله ثقلها السياسي، لإنقاذ السودان الان قبل الغد من الأزمة التي تهددها وتحولها إلى برميل بارود قابل للانفجار في أي لحظة مهددا الجميع وحاصدا الأخضر واليابس.
الأمر الأخر الذي يثير القلق في السودان الآن الخلافات غير المعلومة نهاية واضحة لها بين القوى السياسية والمجلس العسكري الانتقالي بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي تولى مهمة إدارة الدولة سياسيا بعد رحيل المعزول عمر البشير عن سدة الحكم.
ووسط الخلافات التي تعصف بجلسات الحوار السياسي بين العسكريين وتجمع المهنيين، يخشى المراقبون للوضع في الخرطوم، انفجار الأمور وخروجها عن السيطرة وإخفاق جميع الأطراف بالوصول إلى بر أمان بسفينة الوطن التي تصارع أمواجا عاتية.
المخيف في المشهد السوداني أيضا تربص فلول نظام البشير بما يدور في الشارع ومحاولتهم تحريك الدولة إلى نقطة الفوضى الخلاقة بهدف معاقبة السودانيين على ثورتهم السلمية التي أطاحت بجميع «الكيزان» -وهو مصطلح يعنى الأكواب المعدنية المخصصة لشرب المياه ويطلقها الشعب على الإخوان-.
خارج حدود الوطن وبعيدا عن أعداء الثورة في الداخل، تتربص أيضا قوى إقليمية وعربية مترقبة “سودان فاشل” وتحرض على الصدام بين المتظاهرين والجيش من خلال بث تقارير مغرضة عبر وسائلها الإعلامية حول تسبب الجنرالات في تعقيد الأزمة وتحريض المتظاهرين على الصدام وتقدم كل من شبكة الجزيرة القطرية والأناضول التركية نموذج فج في هذا الشأن.
وترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الأفريقي، قمة تشاورية مصغرة للشركاء الإقليميين للسودان، بمشاركة رؤساء تشاد وجيبوتي والكونغو ورواندا والصومال وجنوب أفريقيا، فضلًا عن نائب رئيس وزراء إثيوبيا، ومستشار رئيس جنوب السودان للشئون الأمنية، ووزراء خارجية كلٍ من أوغندا وكينيا، والسكرتير الدائم لوزارة خارجية نيجيريا، إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، بهدف الوصول إلى خارطة لإنقاذ الخرطوم من فوضى محتملة.
أقرت الدول المشاركة بالحاجة إلى منح المزيد من الوقت للسلطات السودانية والأطراف السودانية لتنفيذ تلك الإجراءات مع مراعاة ألا تكون مدة مطولة وأوصت بقيام مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي أن يمدد الجدول الزمني الممنوح للسلطة السودانية لمدة ٣ أشهر.
وفى أول رد عملى على مخرجات القمة أكد الفريق عبد الفتاح البرهان، استعداد المجلس العسكري الانتقالي تسليم السلطة إلى حكومة مدنية متوافق عليها وطالب القوى السياسية بالتحرك العاجل في وضع تصوراتها بهدف بلورة مؤسسة الدولة المنتخبة بشكل سريع، لتبقى الكرة الآن في ملعب الفرقاء وعليهم الاختيار بين نعمة الاستقرار أو لعنة الدم.
مصطفى بركات
موقع قيتو المصري