رأي ومقالات

ضياء الدين بلال: سيناريو الرعب

-١- أتفهَّم إصرار تجمع المهنيين على ممارسة الضغط على المجلس العسكري، للإسراع في نقل سلطة السيادة إلى مجلس مدني، بمُشاركة عسكرية محدودة في أسرع وقت ممكن.
التجمُّع يتخوف من ألا يكون عامل الوقت لصالحه، فهو الآن يملك كرت ضغط فاعلاً ومؤثراً، وهو مقدرته على الاحتفاظ بالإسناد الجماهيري مُمَثّلاً في الاعتصام القائم منذ السادس من أبريل إلى اليوم، أمام القيادة العامة للجيش.
عامل الوقت ليس في مصلحة تجمّع المهنيين وقوى التغيير، فكلما مضى يوم واقترب شهر رمضان تُصبح فرص الاحتفاظ بالزخم الثوري والاعتصام أقل وأضعف.

-٢-
يملك تجمّع المهنيين في التأثير على مجريات الأحداث المقدرة على الحشد في ساحة القيادة واستخدام منصَّات التواصل الاجتماعي، في رسم الأجندة وتحديد المسار؛ فمن الواضح أن قادة المجلس العسكري يتأثرون جدَّاً بما يجول في الأسافير؛ لذا تجدهم يُعدِّلون في قراراتهم وفق اتجاه ريح الإعلام، وأكبر دليل على ذلك التراجع عن تعيين الأستاذ عبد الماجد هارون وكيلاً لوزارة الإعلام بعد ساعات من إصدار قرار التعيين.

-٣-
إعلان تجمُّع المهنيين عن قائمة أسماء مجلس السيادة، تُمثِّل أقوى نقطة ضغط على المجلس.
فإذا وافق وساير ما جاء به تجمُّع المهنيين، فقد تماماً زمام المُبادرة السياسية، وأنهى دوره في تشكيل القادم.
وإذا رفض وقاوم واستمسك بموقفه وتشكيلته العسكرية القائمة، وجد نفسه في مُواجهة سياسية مفتوحة مع المُكوِّنات والروافع التي جاءت به إلى السلطة، وأودت بحياة النظام السابق، ودفعت بالفريق ابن عوف خارج المسرح.

-٤-
ما يُضعف المجلس العسكري، ويُقلِّل هوامش المُناورة أمامه وخلفه وبين جنبيه، أنه لا يجد غطاءً سياسياً يحمي قراراته، ولا نصيراً حزبياً يُخفِّفُ عنه الضغط السياسي والإعلامي، ويُساعده على فتح مسارات للتحرُّك دون تعسُّر أو اضطراب.
ربما يمضي المجلس إلى اتجاه آخر، بل ربّما شرع في ذلك فعلياً، بمحاولة استقطاب قوى سياسية كُبرى أو مؤثرة إلى جانبه، تُوفِّر له الغطاء والإسناد، وتُضعف زخم الحراك.

-٤-
الأسوأ أن يؤدي إعلان تجمُّع المهنيين، عن تشكيلة المجلس المدني وتمسُّك العسكر بمواقفهم لحالة انقسام وطني حاد، تُصبح الدولة على أثره برأسين. هذا الوضع إذا مضى في اتجاه متصاعد، قد يُؤدِّي لحدوث انقسامات في الأجهزة العسكرية، وربَّما تدخلت أطرافٌ أجنبية لملء الفراغات، فيُصبح الوضع أقرب للحالة الليبية او الفنزويلية .

– أخيراً –
لا عاصم من هذا السيناريو المرعب المخيف، سوى أن يصبح صوت الحكمة هو الأعلى، وأجندة الوطن هي الحاكمة، لا الطموحات الذاتية والأطماع الخارجية، التي تبحث عن مكاسب صغيرة في رُكام مجتمع متصدع ووطن منهار.

ضياء الدين بلال

‫4 تعليقات

  1. التخويف المغلف ده تاني ما بتغشوا بيه الناس وداعا الناس كلها فاهمه الحاصل … مشكلتك عامل فيها ذكي … وبتخت نفسك محل محايد لكن بالعكس انت كوز مغلف

  2. فعلا هنالك حملة تخويف ممنهجة تعلو كل حين من ابواق النظام التالف – ولكنها لا تنطلي علي هولاء الشباب الذين اثبتوا للعالم اجمع (نعم اجمع ) انهم اصحاب فكر ومنهج وسلوك – أعطوهم الفرصة والوقت ولا تغتالوهم باوهامكم التي اوصلتنا الي الدرك الاسفل في ترتيب الامم وجعلتنا خير مثال للتخلف والفقر والجوع والمرض والكسل والذل .

  3. انت معروف بولاءك للنظام الفاسد المنحل واذا كنت تعشم في رجوع ذلك النظام البائد مرة اخري ليتحكم في مصائر الناس واذلالهم فانت واهم واهم

  4. جنقو
    الاخوه الاعزاء لاول مره اجد نفسي متفقا مع الصحفي ضياء هذا المقال هو عين العقل فمهما كان انتماؤه السياسي فاولا واخرا هو سوداني