بئر “السقيا”.. شرب منها النبي في طريقه لبدر ودعا لأهل المدينة
في المدينة المنورة يوجد العديد من الآبار النبوية التي تشرفت بأن شرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها أو استخدم ماءها فحلت فيها بركته، ومع مرور الزمان منها ما اندثر وبقى أثره أو اختفى ولكن مكانه لا يزال معلومًا للجميع ووثقه المؤرخون الذين اهتموا بتاريخ المدينة المنورة على مر الزمان.
ومن هذه الآبار بئر “السقيا” الذي يوجد في المدينة المنورة، وبالتحديد في الجنوب الشرقي لمحطة السكة الحديدية يفصل بين المحطة وبينها الطريق الموصل لآبار علي على يسار الخارج من ميدان العنبرية ماراً بنفس الطريق وهي على مقربة من الميدان، تبعد عنه نحو 100 متر.
وبئر السقيا هي البئر التي توضأ وشرب منها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في طريقه إلى غزوة بدر الكبرى، وصلى بقربها ركعتين ودعا لأهل المدينة هناك بالبركة.
وقد ورد ذكر ذلك في عدد من كتب الحديث والسيرة النبوية المطهرة، فجاء في صحيح ابن حبان عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة حتى إذا كنا بحرة السقيا التي كانت لسعد بن أبي وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بوضوء فتوضأ ثم قام فاستقبل القبلة وقال: “اللهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك ودعاك لأهل مكة بالبركة وأنا عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة المنورة أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثل ما باركت لأهل مكة ومع البركة بركتين”.
أما مكان البئر الآن فمعروف ومشهور كذلك، وعند تسوية طريق العنبرية من ميدان العنبرية حتى عروة بعرض 40 متراً دفنت البئر في التسوية والمنتظر إعادة بعثها والمحافظة عليها والاستفادة من مائها في ري حدائق العنبرية.
وبالقرب من بئر السقيا يوجد أيضًا مسجد “السقيا” الذي بني في عهد الخلافة العثمانية. وهذا المسجد بني بالحجر الأسود المنحوت وسقف بقباب عالية وله منارتان أنيقتان بنيتا بالحجر الأسود المنحوت على الطراز العثماني.
مصراوي
في العنوان شرب صلى الله عليه وسلم “منها”، يعني البئر مؤنث كما نعلم
وفي تص الخبر “ومن هذه الآبار بئر “السقيا” الذي يوجد في المدينة المنورة” فما الذي جعل البئر مذكرا هذه المرة وفي نفس النص