عالمية

تسميم عقول الأطفال.. جريمة حوثية مخفية

أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، الأربعاء، تكفلها بطباعة المناهج التعليمية في اليمن، في مبادرة هي الثانية من نوعها للدول الخليجية.

وبحسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، فقد تمت الموافقة على طباعة الكتاب المدرسي لكافة المدارس اليمنية ابتداء من العام الدراسي القادم، وفقا لطبعة عام 2014.

وجاء ذلك خلال اجتماع ضم وزير التربية للتعليم اليمني، عبدالله لملس، ومسؤولين من السعودية والإمارات والكويت، والأامانة العامة لدول المجلس والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.

وأشاد وزير التربية والتعليم اليمني بجهود دول المجلس المساندة لليمن في كافة المجالات، لافتا إلى أن طباعة الكتاب تمثل رافدا قويا للعملية التعليمية، ودعما مهما للقطاع التربوي في اليمن.

وتعيد هذه المبادرة للواجهة الجانب الذي لا تُسلط عليه الأضواء في الغالب من الحرب في اليمن، إذ تجري بين عملية إعادة الأمل التي قودها التحالف اعلربي، وبين تكريس الخراب الممنهج لميليشيات الحوثي الإيرانية.

أدلجة العقول

وتجري عملية تغيير مقصودة للمناهج الدراسية، تخوضها ميليشيات الحوثي الإيرانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتهدف إلى غسل عقول النشء لخدمة توجهات الميليشيات وسياساتهم.

وتعتمد تلك الجماعة على أدلجة المناهج الدراسية اليمنية لخدمة أهدافها، سواء باستقطاب النشء نحو أفكارها ونهجها السياسي، أو بزرع الكراهية والحقد في نفوس النشء تجاه خصوم هذه الجماعة.

“اللهم إنا نتولاك ونتولى رسولك، ونتولى الإمام علي، ونتولى من أمرتنا بتوليه: سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي، اللهم إنا نبرأ إليك من عدوك، وعدو رسولك، وعدو الإمام علي، وعدو من أمرتنا بتوليه: سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي”.

هذه الكلمات هي قَسَم الولاية الذي يتلوه تلاميذ مدراس المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة ميليشبات الحوثي الإيرانية، ويصدحون بأعلى أصواتهم بهذه الكلمات في طابور الصباح الذي يمتد لنحو الساعة.

خطة التسميم

ويعكف الحوثيون منذ اجتياحهم صنعاء في سبتمبر 2014، على العمل بالتوازي مع عملياتهم العسكرية، على إعادة صياغة الذاكرة الوطنية اليمنية وغسل عقول الأطفال في أماكن سيطرتهم.

ومن أجل تحقيق ذلك، انكبوا على تغيير المناهج الدراسية، فبدأوا بتغيرات محدودة، من بينها استبدال آيات قرآنية أو أحاديث نبوية بأخرى، فضلا عن حذف أسماء بعض الصحابة من المناهج.

ثم أخذوا بالتركيز على كتب المرحلة الابتدائية، لتحقيق الاستحواذ على أفكار الصغار، ففي هذه المرحلة حذفت دروس لها دورها الديني والحضاري، والتاريخي والمجتمعي، وحل مكانها دورس تكرس الكراهية والتحريض الذي يخدم أجندة ميليشيات الحوثي.

وأصبحت كتب التربية الإسلامية تتناسب مع المذهب الشيعي، الذي يعتنقه الحوثيون، واستبدلت أسماء الصحابة بأسماء تتناسب مع الثقافة المستوردة من إيران.

وأضاف الحوثييون إلى المناهج الدراسية مواد تتعلق بسيرة مؤسس جماعتهم حسين بدر الدين الحوثي، مقابل حذف بعض النصوص المتعلقة بالخلفاء الراشدين أو العشرة المبشرين بالجنة أو تخفيفها.

ودعم جهود الحوثيين في تغيير المناهج إخضاع عدد من مديري المدارس لدورات ثقافية ضمن عملية حادة للاستقطاب، بالتزامن مع تجنيد فتية المدراس من أجل تحويلهم إلى موالين ثم مقاتلين في جماعة الحوثي، بعد غسل عقولهم عبر المناهج.

ونتيجة لهذه السياسات، لا يستبعد مراقبون للمشهد اليمني، أن يوجد على الأرض اليمنية جيل كامل يدافع عن الثقافات التي يجري تلقينها للطلاب عبر المناهج الدراسية، خاصة أن هذا الجيل يترك من دون إنقاذ بسبب الاضطرابات المستمرة في اليمن منذ سنوات.

سكاي نيوز