استشارات و فتاوي

«المهدي المنتظر» حقيقة أم خيال؟: «كفانا عبثًا بالدين»

«يا جماعة أنا عندي رسالة بلغتها، ناصروا الله ووحدوه، لا أريدكم أن تتبعوني (..) أقسم بالله أنا المهدي المنتظر»، بهذه الكلمات أثارت الفنانة التونسية إيمان العميري، نجمة الموسم الخامس لستار أكاديمي، جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية، بعد ادعائها بأنها «المهدي المنتظر» عبر مقطع فيديو بثته عبر «انستجرام».

انضمت «العميري» إلى قائمة المدّعين بأنهم «المهدي المنتظر»، وهو ما تناقله قبلها قاتل إمام زاوية الهرم الجمعة الماضية حسب التحقيقات، ومحمد عبدالله نصر الشهير بـ«الشيخ ميزو» وغيرهما، إلى جانب عدد من الوقائع التي حدثت داخل الحرم المكي، كان أبرزها احتلال الكعبة من قبل محمد بن عبدالله القحطاني عام 1979، والذي سقط قتيلًا بعد تبادله إطلاق النار مع الأمن السعودي.

على الجانب الآخر، تُثار التساؤلات حول حقيقة «المهدي المنتظر» وموعد ظهوره ومواصفاته، وهو ما يتردد فور إعلان أي فرد ادعاءه للعامّة، وهنا ترى الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن فكرة الادعاءات من قِبَل أي شخص «كذب بلا تردد» حسب تعبيرها، واستدركت: «وإن كانت فكرة المهدي المنتظر عندنا في علوم العقيدة هي من مظاهر نهاية العام وقيام القيامة، بنقول عليها في علم العقيدة المظاهر الكبرى للقيامة».

تضيف «آمنة»، في تصريح لـ«المصري لايت» أن المهدي المنتظر «سيتكاتف مع سيدنا عيسى عليه السلام للتفريق بين الصالح والطالح في آخر الزمان»، موضحةً أن كلًا من أهل السنّة والشيعة يقرون به: «وإن كان الشيعة يعطوا المهدي المنتظر أوصاف فيها نوع من الاستفاضة الكثيرة».

تنفي «آمنة» معرفة أي شخص بموعد ظهور المهدي المنتظر: «الله استأثر بعلم الساعة، لم يعطيها لنبي ولا لصاحب كرامة، حجبه عن كل المخلوقات، وادعاء أي إنسان في هذا الزمان ادعاء كاذب».

تشير أستاذة العقيدة إلى أن البعض اجتهد فيما يخص معرفة مواصفات المهدي المنتظر: «يقولون إنه يأتي من نسل الرسول، وإنه سيسمى بعبدالله، وكلها اجتهادات من علماء الكلام لا أقف أمامها كثيرًا»، قبل أن تنهي: «أقول لكل مدعي خسئت، ولكل سامع هذه كلها خرافات لا أساس لها من حقائق قرب الساعة».

بينما يختلف الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مع الدكتورة آمنة نصير، قائلًا، في تصريح لـ«المصري لايت»: «أنا لا أؤمن بالمهدي المنتظر»، معتبرًا أن الأمر اختلقه الشيعة.

ويردف «الجندي»: «نحن لا نعرف المهدي المنتظر، المهدي المنتظر هو سيدنا عيسى عليه السلام، أنا لا أصدق هذا المهدي»، ويتابع: «أحاديث المهدي عامة لم تحدد شخصًا بعينه، ولذلك ممكن أن يكون في كل عصر مهدي منتظر خاص به»، وتساءل: «لماذا يكون دائمًا المهدي شخصًا واحدًا؟ هل هناك شخص واحد بعد النبي محمد؟ هذا هو السؤال».

يدافع «الجندي» عن رأيه قائلًا: «أنا لا أريد مهدي في الدين، فبعد رسول الله أنا أعرف ديني، أنا لا أريد مهدي يهديني في الدين، أنا أريد مهدي في الكيمياء والفيزياء وفي الطبيعة وفي الرياضة، أريد المهدي الذي ينجح في زرع الاستقرار في ربوع البلاد، أريد المهدي التكنولوجي الذي يطور الصناعة» وختم: «كفانا عبثًا بالدين وكفانا عبثًا بعقول الناس».

المصري لايت