حمار (نيسين)
في قصة للكاتب التركي الساخر عزيز نسن ,يذكر فيها أن حماراً كان يمشي في الغابة فلحقته مجموعة من الذئاب لالتهامه ولكي لا يصدق الحمار ان نهايته اقتربت كان يخادع نفسه من خلال اعتبار ذلك مجرد حلم الى أن وصلت الذئاب إليه ونهشوا في جسده ,ولكن الحمار رغم تألمه ظل يردد أن هذا مجرد حلم !
تذكرت قصة (نيسين) هذه بعد مشاهدتي لمواكب الأمس الخرافية والتي جاءت بعد سلسلة من المواكب الإحتجاجية التي كان يرد عليها أنصار (النظام) بأنها مجرد تجمعات قليلة تكاد لا تتعدى العشرات فهل لا زال الأمر مجرد حلم أم أن التعاطي مع المسالة سوف يختلف بعد خروج هذه الأعداد المهولة (رغم الطوارئ) بحسبان أن الشعب (قعد على الحديدة) ولم يعد لديه ما ينتظره سوى ذهاب هذا النظام الذي فشل فشلاً ذريعاً في إدارة البلاد لثلاث عقود هيمن فيها منتسبوه على كل شيء مستبيحين ممتلكاته ومقدراته بشكل لم تعرفه الدول السابقة (ولا اللاحقة ذاتو) !
إن الحقيقة التي لا مراء فيها أن 98% من الشعب (يا حسين) قد فقدوا الأمل تماماً في أي إصلاحات إقتصادية أو سياسية بل فقدوا الثقة كلية وهم يرون تصالح النظام مع الفساد حتى وهو في (الرمق الأخير) مما يعني أن (القصة خربانة) .
إن موكب الأمس هو بلا أدنى شك مؤشر واضح لعزم أغلبية الشعب على إنهاء هذه الحقبة السوداء من تاريخ البلاد وهو عزم حتمي بعد أن وصل الحال بالمواطنين صعوبة أن يعيشوا (العيشة الواااحدة دي) !
والوضع هكذا ما هو الحل؟ الحل الذي يجنب البلاد الدخول في اي (إنفلاتات) أمنية أو أي خسائر بشرية؟ العبدلله يعتقد بأن الحل في يد (رئيس الدولة) فهو وحده من يمكنه أن يتخذ القرار الصحيح بتشكيل حكومة إنتقالية تفضي إلى وضع ديموقراطي وبمناسبة (ديموقراطي دي) فكثير من (الكيزان) في قروبات (الواتس) وبعض الصحف يتخوفون من مسالة (إقصائهم) سياسياً عند بزوغ فجر (الحرية) وهو أمر يدعو إلى (الإستغراش) الشديد حيث أنهم قد مارسوا من العزل والإقصاء ما لم يمارسه بشر من قبل طوال فترة مكوثهم في الحكم (ما أدو أي زول فرصة) !
إن الحقيقة التي لا جدال فيها أن (هذه الثورة) تأتي لأسباب موضوعية وأن التأريخ يقرر بأن النصر دائماً للشعوب (القصة مسألة زمن) وعليه يجب النظر بعين الإعتبار لهذا الوطن وتجنيبه مخاطر الإصرار (على الكنكشة) ولو دامت لغيرك لما آلت لك ولكم في حمار (نيسين) عبرة !
كسرة :
أن يحكم شعب رغم أنفه (دي ما أدونا ليها) !!
كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو شنووو؟ 104 واو – (ليها ثمانية سنين وتسعة شهور)؟ .. فليستعد اللصوص !
كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة