بريطانيا.. مأزق سياسي وانتخابات مبكرة تلوح في الأفق
يبدو أن رئيس البرلمان أو “السبيكر” كما يطلق عليه البريطانيون أفسد على رئيسة الوزراء البريطانية خطتها لإعادة طرح اتفاقها للخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكست) للمرة الثالثة أمام مجلس العموم، إذ حكم جون بيركو بأن تيريزا ماي لا يمكنها إعادة طرح صفقتها للتصويت عليها في مجلس العموم مرة أخرى ما لم يتم تغييرها “بشكل جوهري”.
هذا الحكم القانوني لرأس البرلمان البريطاني يأتي في سياق متشائم يهيمن على الساحة السياسية البريطانية شخصته كبيرة المراسلين السياسيين في صحيفة تايمز كيت ديفلين، حيث رأت أنه رغم حصول ماي على دعم بعض متشددي المحافظين الأقوياء فإن لديها أصواتا أقل بكثير من العدد الذي تحتاجه للفوز في تمرير صفقتها.
وبموازاة هذا المشهد المعقد، تسعى أحزاب المعارضة -وفي مقدمتها حزب العمال- إلى طرح خيار الاستفتاء الثاني كمخرج من مسلسل الفشل المستمر لرئيسية الوزراء في تسويق خطتها للبرلمان الذي يبدو أنه سيواصل رفض الخطة، في حين تقترب بريطانيا من موعد الخروج دونما أفق للتوصل إلى تفاهم.
وفي حديث للجزيرة نت قال سكرتير حزب العمال المعارض عن دائرة واتفورد عمر إسماعيل إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة لدى حزبه، بما فيها استفتاء جديد على إمكانية الخروج من عدمه.
وأكد إسماعيل وجود مشاورات ومحاولة تنسيق للمواقف بين أحزاب المعارضة الرئيسية، وكذلك مع نواب من حزب المحافظين الحاكم ممن يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي، وترغب تلك القوى في عمل استفتاء ثان، كما أن هناك ثلاثة نواب محافظين استقالوا لأنهم يريدون تنظيم استفتاء جديد.
وأضاف العضو العمالي أن تواصل حزبه ليس قائما فقط مع الأحزاب السياسية في بريطانيا بل هناك تواصل مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك مع نواب أوروبيين لهم نفس رؤية حزب العمال.
وشخص إسماعيل مقاربات كل حزب على حدة، ففي حين يتعلق بقراءة الحزب الأسكتلندي للاستفتاء الثاني رأى أنه من المهم جدا بالنسبة للأسكتلنديين سياسيا إجراء استفتاء ثان، لأنهم ينظرون نظرة بعيدة بحسب المتحدث، مفادها أنه لو حصل استفتاء ثان فإنه يمكنهم أن يطالبوا أيضا باستفتاء ثان على انفصال أسكتلندا، أما حزب الأحرار الديمقراطيين فموقفه هو البقاء في الاتحاد الأوروبي، لكن لو حصل
استفتاء جديد فسيعطي ذلك أفضلية للحزب.
وختم العضو العمالي حديثه بعدم استبعاد انتخابات مبكرة، حيث شرع المحافظون في التحضير للانتخابات وجمعوا ما يقارب مليوني جنيه بحسب ما ذكره، مشيرا إلى أن المحافظين بدؤوا استئجار أماكن لحملتهم الانتخابية، وهذا يعكس استعدادهم لانتخابات مبكرة تلوح في الأفق.
إسماعيل: كل الخيارات مطروحة على الطاولة (الجزيرة)
تأجيل الخروج :
وكان البرلمان البريطاني قد صوت الخميس الماضي لصالح تأجيل الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي بات خيارا وحيدا أمام تيريزا ماي ولا مفر منه.
وكانت ماي قد نشرت مقالا في صحيفة صنداي تلغراف مطلع الأسبوع حذرت فيه من أن هزيمة إضافية لها في البرلمان “قد تعني عدم مغادرة الاتحاد الأوروبي لأشهر، وربما عدم مغادرته إطلاقا”.
وتطرقت ماي إلى الانتخابات الأوروبية المرتقبة في مايو/أيار المقبل قائلة “من الصعب قبول فكرة توجه البريطانيين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نواب أوروبيين، بعد نحو ثلاث سنوات على تصويتهم لمغادرة
الاتحاد”.
يذكر أن ماي خسرت التصويت الأول في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي الذي انتهى بهزيمتها بأغلبية 432 صوتا مقابل 202، في حين خسرت في التصويت الثاني بأغلبية 391 صوتا مقابل 242.
الجزيرة